المشاركات

كيف تقرأ سفر يوئيل

  كيف تقرأ سفر يوئيل وَيَكُونُ بَعْدَ ذلِكَ أَنِّي أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَمًا، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى. وَعَلَى الْعَبِيدِ أَيْضًا وَعَلَى الإِمَاءِ أَسْكُبُ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، دَمًا وَنَارًا وَأَعْمِدَةَ دُخَانٍ. تَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ، وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الْمَخُوفُ. (٢: ٢٨ – ٣١) الخلفية التاريخية يحدثنا يوئيل في الأصحاح الأول منه عن ضربة جراد معاصرة له أحدثت خرابًا كبيرًا في المحاصيل لدرجة التأثير على البهائم والقطعان ( ١ : ١٨)، بل وأثرت على العبادة في الهيكل أيضًا بسبب نقص القمح المستخدم في تقدمة الدقيق ( ١ : ٩ ، ١٣) . وعلى ما يبدو أن هذا الخراب حدث على أربعة مراحل. ولكن غير معروف ما إن كان يوئيل يقصد بتلك المراحل أربعة أطوار مختلفة من حياة الجراد أم أربعة أنواع ( ١ : ٤). فيما عدا ذلك، لا يوجد بالسفر أية قرائن تاريخية تدل على تاريخ كتابته. على سبيل المثال، ليس هناك أية مع

كيف تقرأ رسالة غلاطية

إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا. (٢ : ١٦) لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذًا مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ! (٢ : ٢١) تمهيد غلاطية هي ثاني رسالة في الترتيب بين رسائل العهد الجديد. ومع هذا فهناك الكثير من باحثي العهد الجديد يرون أنها الأولى من حيث تاريخ كتابتها. بل ويختلف الباحثون أيضًا حول ما إن كانت قد كُتبت إلى سكان شمال المقاطعة الأصليون (والمنحدرون من أصول قلطية Celtic) أم إن كانت موجهة إلى سكان الجنوب وهم ينتمون إلى المقاطعة سياسيًا فقط، وليس عرقيًا، وذلك بسبب توسيع الرومان للحدود السياسية للمقاطعة. مسألتي تاريخ الكتابة والجمهور متداخلتان. وطبقًا لكبار باحثي العهد الجديد المعاصرين، مثل شراينر وكوستنبرجر وستوت، فإن الرسالة موجهة إلى سكان الجنوب وقد كُتبت تقريبًا عام ٤٩ م. أيًا كان الرأي الذي نتخذه

كيف تقرأ سفر هوشع

أَوَّلَ مَا كَلَّمَ ٱلرَّبُّ هُوشَعَ، قَالَ ٱلرَّبُّ لِهُوشَعَ: ٱذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ ٱمْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلَادَ زِنًى، لِأَنَّ ٱلْأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً ٱلرَّبَّ. (١: ٢) وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي إِلَى الأَبَدِ. وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ وَالإِحْسَانِ وَالْمَرَاحِمِ. أَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِالأَمَانَةِ فَتَعْرِفِينَ الرَّبَّ. (٢: ١٩، ٢٠) "لدينا في سفر هوشع واحد من أكثر الإعلانات لفتًا للانتباه عن الطبيعة الحقيقية للخطية، وواحدًا من أوضح التفسيرات لقوة المحبة الإلهية. لا يستطيع أحد أن يقرأ قصة هوشع دون أن يدرك ألم قلبه. ثم ارفع الإنسان إلى مستوى اللانهائي، واعلم هذا: إن الخطية تجرح قلب الله." – ج. كامبل مورجان الخلفية التاريخية بدأت خدمة هوشع في العقد الأخير من حكم يربعام الثاني ٧٩٣ – ٧٥٣ ق.م. (غير يربعام الأول وهو أول ملك حكم المملكة الشمالية)، أي قبل السبيين الأشوري والبابلي. وانتهت في عهد حزقيا ٧١٥ - ٦٨٦ ق.م. (على ما يرجح كتب هوشع نبوته في عهد حزقيا)، أي بعد تدمير المملكة الشمالية وسبي أهلها إلى أشور. وهذا يعني أن خدمة هوشع امتدت لعدة عقود. و

الخطية الجدية والخطية الأصلية في عجالة

الخطية الجدية Ancestral Sin مصطلح (ومفهوم) أرثوذكسي شرقي، وهو مختلف عن مصطلح (ومفهوم) الخطية الأصلية Original Sin الذي يعلم به البروتستانت. والفرق بين المصطلحين ومن ثم المفهومين كبير. يُقصد بالخطية الجدية وراثة تبعات السقوط فقط؛ الموت وفساد الطبيعة. بينا تعني الخطية الأصلية وراثة كل من الفساد والذنب والدينونة. ومفهوم الخطية الجدية شرقي أرثوذكسي تعلم به الكنائس اليونانية. وبينما لا يُستعمل هذا المصطلح بين البروتستانت، إلا أن المفهوم نفسه ينادى به بواسطة غير المحافظين منهم. مثل قولهم أننا وارثون لنتائج السقوط فقط دون الاشتراك في ذنب آدم. والحجة اللاهوتية لدى القائلين بمفهوم الخطية الجدية، سواء اِسْتُعْمِل هذا المصطلح أم لا، هو أن الله ليس بظالم حتى يجعل نسل آدم يرثوا ذنبه. إذ ليس من العدل أن يكونوا مشتركين في ذنب لم يفعلوه. إلا أنه يبدو أن أصحاب مفهوم الخطية الجدية لم يدرسوا جيدًا تبعات هذا الادعاء. فبينما يرون أننا لم نرث سوى الموت من آدم، لا يصبح لديهم سى خيار من الإثنين؛ إما أن هذا الموت يحدث بصورة تلقائية دون يد لله فيه، أو أنه عقاب الله للإنسان. الادعاء بأن الموت يحدث بصورة تلقائية

لماذا مركزية الصليب؟ الرد على وعاظ يهمشون الصليب

لكفارة المسيح جوانب متعددة؛ تجسده، وطاعته الإيجابية، وموته، وقيامته، وصعوده، وظهوره أمام وجه الله لأجلنا. فبطاعته الإيجابية للناموس تمم مطالبه نيابة عنا. وبموته على الصليب كبديل قدم استرضاء لغضب الله عنا. وبقيامته أعطى فعالية للصليب وأثبت لاهوته ومن ثم صدق كفارته. وبصعوده دخل إلى الأقداس السماوية كسابق لأجلنا. وهو الآن يظهر أمام وجه الآب لصالحنا. كل جانب من هذه الجوانب الكفارية لعمل المسيح الواحد لا يقل أهمية عن الآخر. وكل جانب منها متداخل مع الآخر ويقود إليه. من منظور ما، فإن كل من الصليب والقيامة هامان بنفس القدر. إن القول أيهما أكثر أهمية مثلاً الصليب أم القيامة هو مثل القول أيهما أكثر أهمية للحياة المخ أم القلب؟ إذ بدون أي منهما ليس لدينا خلاص أو مسيحية. لكن، من منظور آخر يظل للصليب مركزية حتى أن القيامة نفسها تستمد قيمتها منه. فموت الصليب يؤدي إلى القيامة بحيث أنه يستحيل أن يكون لدينا قيامة بدون صليب. والقيامة إعلان بفعالية ونصرة وكمال عمل الصليب. كما أنه لو مات المسيح أية ميتة غير ميتة اللعنة والصلب، أو ليس بغرض التكفير عن الخطايا، ما كان للقيامة أية قيمة. وصحيح أن موت الصليب بدو

تعليق على فيديو القس الأرثوذكسي يونان فتحي مع الدكتور أحمد عمارة

أولاً كل الاحترام والمحبة للقس يونان والدكتور عمارة ولكن ... شاهدت الفيديو مرتين وأستطيع القول أنه كارثي. وطبقًا لما ذُكر فيه، فالمشكلة بدأت مع القس يونان عندما أدرك أنه لا يستطيع إراحة ولاده أو مخدوميه "في حاجة غلط .. ولادي مش عارف أريحهم". أما الحل الذي اقترحه فهو "دين بلا وعي قنبلة نووية" أو كما لقنه الدكتور عمارة "أي شئ غلط سببه نقص المعلومات أو معلومات مغلوطة". ما هي المعلومات المغلوطة طبقًا للقس يونان؟ المعلومات المغلوطة هي عدم قبول الذات. المشكلة، بالنسبة له، ليست في الخطية. بل في مدى قبولك لذاتك "طالما عايش في الخطية يبقى رايح جهنم ... دي (فكرة) غلط". حتى أن اعتراف القس يونان بخطيته وفساده كإنسان "أنا إنسان وحش" قوبل بالرفض الشديد من أحدهم، الأمر الذي وضعه على سكة التنمية البشرية. المشكلة أيضًا لديه هي في وجود منظور خاطئ للدين "لازم تصلي .. لازم تصوم". والحل بالنسبة له هو كورس عند الدكتور عمارة "قوة الكلمة والتغيير". المشكلة فيما صرح به القس يونان مزدوجة؛ من حيث المنهج والتطبيق. فمن حيث المنهج، فهو دمجي. أي

كيف تقرأ رسالة كورنثوس الثانية

وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ ِللهِ لاَ مِنَّا. مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ. مُتَحَيِّرِينَ، لكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ. مُضْطَهَدِينَ، لكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ. مَطْرُوحِينَ، لكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ. حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا. لأَنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِمًا لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا الْمَائِتِ. (٢ كو ٤: ٧ – ١١) فَقَالَ لِي: تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ. فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. (٢ كو ١٢: ٩) الخلفية التاريخية تأسست كنيسة كورنثوس أثناء الرحلة التبشيرية الثانية لبولس (أع ١٨). ثم ليس بعد كثير من تأسيسها كتب بولس لهم أول رسالة (A) ولكنها فقدت (مشار إليها كرسالة سابقة في ١ كو ٥ : ٩). لاحقًا، وأثناء إقامته في أفسس، وصله تقرير من أهل خُلْوِ