المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف بيبليولوجي (عقيدة الكتاب المقدس)

رفض نعمة الله دائمًا (تقريباً) ما يكون مقترنًا بنظرة دونية للكتاب المقدس

صورة
بينما من الناحية النظرية، يمكن أن توجد العقيدة الصحيحة لدى أحدهم، بدون الإيمان القلبي الشخصي، لكن في الكتاب المقدس لا نرى نماذج لذلك. بل العكس صحيح، فبولس ينسب البرقع الموجود لدى اليهود إلى كل من أذهانهم وقلوبهم (٢ كو ٣ : ١٤ – ١٦). وإن كان اليهود قد صدقوا أن العهد القديم هو كلمة الله، إلا أنهم عاملوه كدرجة ثانية أمام تقليدهم "أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم" (مت ١٥ : ٦). إذًا، فهم لم يفهموا المكتوب من ناحية، ومن ناحية أخرى وضعوه في مرتبة أقل من التقليد . والسبب في الارتباط بين الرأس والقلب، أو بين الاعتقاد والاتكال، هو أن الإنسان الطبيعي، في حالته الطبيعية، لا يقبل ما لروح الله، سواء بالفكر أو بالقلب. ويحتاج إلى عمل الروح القدس لينير ذهنه فيفهم المكتوب (رسالة الإنجيل)، وفي نفس الوقت يعطيه الإيمان القلبي (الذي هو عطية الله – أف ٢ : ٨). في كل الكتاب المقدس لا نقرأ أن أحدًا كان له فكر سليم من نحو الله وكلمته بينما لم يكن له إيمان قلبي حقيقي. وبما أن الروح القدس هو الذي يهب العقل الإستنارة لفهم المكتوب، وأن الإنسان في حالته الطبيعية لا يقبل ما كتبه روح الله (النص المقدس)، فهل إذً...

هل ينبغي أن ننزعج من بعض التشابهات بين الكتاب المقدس والأساطير القديمة؟

يخرج علينا أحد دعاة الليبرالية اللاهوتية في مصر بين الحين والآخر ليبرز التشابهات بين بعض ما ورد في العهد القديم من ناحية، وبين ثقافة وأساطير شرق أدنى (ولا سيما العراق ومصر) من ناحية أخرى، على أنها "اقتباسات العهد القديم من الأساطير". همه الأول والأخير هو القول أن هناك أشياء مشتركة بين العهد القديم والأساطير. لكن أن تقول أنها اقتباسات لكي تثبت بذلك أن الديانات كلها في جوهرها شيء واحد ولكن تم التعبير عنه بصور مختلفة تبعًا لكل ثقافة وزمان هو أن تقترف خطئًا جوهريًا في حق الكتاب المقدس والمسيحية. هي محاولة مستترة للطعن في تميز الكتاب المقدس ومصداقيته. وللرد على هذا اللغط حول العلاقة بين العهد القديم وأساطير شرق أدنى، والذي يتم استغلاله للطعن في تميز وأصالة الكتاب المقدس، علينا أن نميز بين نوعين من التشابهات. تلك التي اِقْتَبَسَت فيها الأساطير من أحداث الكتاب المقدس، كالخلق والطوفان، وقامت بالإضافة إليها وزخرفتها. ونوع آخر من التشابهات استخدم فيه كتبة العهد القديم لبعض المصطلحات وأنماط التفكير من ثقافة شرق أدنى بغرض تحدي الآلهة الوثنية وفضحها وفي نفس الوقت إظهار تميز وسلطان الرب ال...

هل من إرتباط بين رسامة المرأة (النسوية) وتأييد المثلية الجنسية؟

قد يبدو من الوهلة الأولى أنه لا علاقة بين الإثنين، إلا أنه في الحقيقة هناك علاقة تفسيرية ومنطقية وثيقة بينهما. طبعًا ليس كل من يؤيد رسامة المرأة يؤيد المثلية الجنسية، لكن العكس صحيح، كل من يؤيد المثلية الجنسية يؤيد رسامة المرأة أيضًا. وكل من يؤيد رسامة المرأة ليس لديه (أو لا ينبغي أن يكون لديه) مانع منطقي أو تفسيري لرفض المثلية الجنسية، وإن لم يدرك ذلك. الفكرة هنا هي أن الذين يدافعون عن رسامة المرأة، يقولون أن أي نص كتابي ضد رسامتها هو في الحقيقة مرتبط بالزمن والثقافة اللذين كُتِبَ بهما. وأن كتبة الوحي، لو كانوا كتبوا الكتاب المقدس الآن في ظل الثقافة المعاصرة، لأيدوا رسامة المرأة. بكلمات أخرى، فإن الكتاب المقدس يُقْرَأ لديهم بطريقة المسار المنحني Trajectory hermeneutic. مثلما تقوم بقذف الكرة فتأخذ مسار ما منحني عند هبوطها. الكتاب لا يقدم نقط ثابتة من الأخلاقيات، لكن مسار متغير تبعًا للثقافة. والكتاب المقدس بالنسبة لهؤلاء يُفَسَّر بمنهجية تدريجية progressive . يقدم الأخلاقيات في ظل الثقافة التي كُتِبَ بها، ولو كُتِبَ في يومنا لأيد أخلاقيات العصر. يرى النسويون الذين يؤيدون رسامة المرأة، ...