المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٠

أصداء السقوط في التاريخ الفدائي

صورة
الكتاب المقدس يقدم لنا أصداء للسقوط التاريخي في جنة عدن في بعض الأحداث التاريخية اللاحقة. نراها على الأقل في نوح وفي شعب إسرائيل. بعد الطوفان والخروج من الفلك أوصى الرب نوح بنفس الوصية التي أوصى بها آدم بأن يثمر ويكثر ويملأ الأرض (تك 1 : 28 ، 9 : 1) ثم "ابتدأ نوح يكون فلاحًا وغرس كرمًا" (تك 9 : 20). إلا أنه كان هناك ثمرة أيضًا سببت سقوطه في جنته الجديدة "وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خباءه" (تك 9 : 21). هذا السكر بالثمرة أدى إلى التعري ثم التغطية واللعنة. بنو إسرائيل بدورهم آدم جديد ابتدأ يثمر ويتوالد وينمو ويكثر جدًا حتى امتلأت الأرض منهم (خر 1 : 7). وبعد أن أخرجهم الرب من مصر أدخلهم أرض الموعد بعد ذلك بأربعين سنة، والتي هي جنتهم الجديدة. إلا أنه لم يمضي عليهم وقت طويل في تلك الجنة حتى اشتهوا هم أيضًا أن يمارسوا رجاسات الأمم وأن يسجدوا لآلهتهم ويتعروا أمامها (خر 32 : 25) فجاءت علهيم لعنة الناموس ثم طُرِدوا من جنتهم إلى السببين الكبيرين. إلا أن الرب يعدهم على فم إشعياء بأنه سيلبسهم ثياب الخلاص ورداء البر (إش 61 : 10). طبعًا لم يكن سقوط كل من نوح وإسرائيل كآدمين جديد

من هم الهُيُوجُونَتْس الفرنسيون؟

الهيوجونتس Huguenots الفرنسيون هم بروتستانت كالفينيو المذهب. ظهر الهيوجونتس في فرنسا في منتصف القرن السادس عشر تحديدًا عام 1550 م. نتيجة احضار الوعاظ الكتب المقدسة من سويسرا. نمت الحركة بسرعة حتى انعقد أول سنودس لهم بعد خمسة سنوات. في غضون قرنًا صاروا قرابة المليون تابع.  حدثت الصدامات المتوقعة بينهم وبين الكاثوليك فخشيت كل من الكنيسة الكاثوليكة نموهم والحكومة الفرنسية مطالبتهم بالحكم. شنت عليهم الكنيسة الكاثوليكية حروبًا فما كان من الهيوجونتس سوى حمل السلاح والدفاع عن أنفسهم، لكن ما لبث أنهم تخلوا عن استعمال السلاح فيما بعد كويسلة للدفاع.  بلغ الاضطهاد ضد الهيوجونتس ذروته في 24 أغسطس 1572 والذي يعرف بـ مذبحة يوم القديس بارثيلماوس والتي قَتَل فيها الكاثوليك حوالي مئة ألف هيوجونتس كالفيني. فر الهيوجونتس على إثر تلك المذبحة إلى مخابئهم. هذا فضلاً عن عشرات الألاف منهم الذين فروا قبل المذبحة كلاجئين دينيين إلى دول أوربية أخرى ولا سيما سويسرا واستوطنوا هناك. وقد كان من بين أولئك الذين فروا في البداية كالفن، فقد حفظته النعمة لنا لكي نتعلم منه حق الإنجيل.  لم يتوقف الأمر عند المذبحة، فقد بدأ

الخروج أكثر من مجرد حدث تاريخي واحد

(بتصرف عن أصداء الخروج لـ أليستير روبرتس) الخروج ليس مجرد حدث تاريخي واحد منفصل، لكنه حدث ونمط pattern   يربط تعاملات الله ببعضها البعض عبر التاريخ الفدائي.  في الخروج نجد: أزمة (غالبًا مجاعة) يبتعد بسببها شعب الله عن مسكنهم وموطنهم معه. ثم يقيم الرب خلاصًا، يفضح من خلاله الآلهة الوثنية موجهًا لها ضربات موجعة، ويخرج شعبه بمقتنيات وأملاك جزيلة، مظهرًا لهم قوته على الطبيعة. إلى أن يسكنهم في أرضهم الموعودة وهو ساكنًا في وسطهم في هيكله.  الخروج كنموذج ونمط موجود عبر كل أجزاء التاريخ الفدائي. طبعًا لا ينبغي لنا أن نتوقع تطابق بين نموذج الخروج الأصلي في سفر الخروج وباقي الأحداث التي تشبه النموذج. ومع ذلك سنجد أحداث التاريخ الفدائي على مر تاريخ تعاملات الله الفدائية مع شعبه، جميعها مصممة على ذلك النمط.  الخروج في الخليقة والبدايات:  وهو خروج قبل خروج شعب إسرائيل من مصر.  الخليقة خرجت من العدم إلى الوجود ex-nihilo ، والأرض من قلب المياه "لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد ولتظهر اليابسة".  خروج نوح وعائلته من مياه الموت والدينونة ثم عهد الله معهم.  خروج إبراهيم من مصر بأملاك جزيل

كيف قرأ المصلحون الكتاب المقدس؟

صورة
لم يهتم أو يدافع المصلحون فقط عن سلطان كلمة الله في مواجهة سلطان الكنيسة والتقليد، بل أيضًا بالطريقة التي ينبغي أن يُقْرَأ ويُفَسَّر بها الكتاب المقدس. فمن الممكن أن يعترف أحدهم بسلطة الكتاب المقدس لكنه يقوضها بالطريقة التي يقرأه بها من ناحية أخرى.  كانت هناك طريقة لقراءة الكتاب المقدس سائدة وقت المصلحون تسمى بـ "الكوادريجا" (الكوادريجا كلمة لاتينية تعني عربة تجرها أربعة خيول). والكوادريجا تُعَلِّم بأن للنص الكتابي أربعة معاني مختلفة. وهذه المنهجية موجودة منذ مدرسة الإسكندرية التي تجد جذورها في فيلو اليهودي ثم أوريجانوس وإن كانت بصورة أقل تعقيدًا، إلا أنها أخذت ذلك الشكل النهائي لها في القرون الوسطى.  كوادريجا القرون الوسطى قالت أن للنص الكتابي أربعة معاني مختلفة: المعنى الحرفي المباشر الصريح، المعنى الأدبي (الأخلاقي) الذي يقدم تعليمات عن السلوك الصحيح، المعنى المجازي الذي يشرح محتوى الإيمان أو العقيدة، ثم أخيرًا المعنى الأناجوجي المتعلق بالخلاص المستقبلي.  على سبيل المثال، أي نص في الكتاب المقدس يذكر كلمة "أورشليم"، يمكن أن تشير هذه الكلمة فيه إلى أربعة معاني. بالن

جيدو دو بريه Guido de Bres

صورة
  جيدو دو بريه شخصية مغمورة من شخصيات الإصلاح البروتستانتي لكنها هامة. وهو قس هولندي مُصْلَح متجول. تعرف على الإيمان المُصْلَح في أربعينيات القرن السادس عش. ثم أمضى الكثير من وقته بعد ذلك في السفر إما للدراسة أو هربًا من الاطضهاد. درس على يد كل من ثيودور بيزا وكالفن في جنيف .   كانت الكنائس المُصْلَحَة في هولندا تحت اضطهاد شديد على يد الملك الأسباني فيليب الثاني الذي كان حليفًا لكنيسة روما الكاثوليكية. ولأنه كانت هناك بعض الفئات الراديكالية تحت مظلة الإصلاح البروتستانتي، قام دو بريه، بمساعدة قسوس آخرين، بكتابة إقرار الإيمان البلجيكي المُصْلح لتلك الكنائس للتعريف بالتعاليم البروتستانتية المًصْلَحَة. ومن ثم إثبات أن المصلحون، ومن يسيرون على نهجهم ليسوا مخربين أو فوضويين، بل مواطنون صالحون يؤمنون بالتعاليم الكتابية. كان الغرض من إقرار الإيمان من ناحية أخرى هو أن ينأى المصلحون بأنفسهم عن الأخطاء اللاهوتية لكنيسة روما .   قُبِضَ عليه أثناء حصار مدينة فالنسيان الفرنسية ثم سُجِنَ وحوكم أمام محاكم التفتيش الأسبانية لإيمانه البروتستانتي المُصْلَح. أثناء سجنه كتب خطابات تشجيع لأمه وزوج

لماذا لم يقل يسوع "أنا هو الله"؟

السؤال يفترض أنه لم يقل، لهذا عند الإجابة عليه لا ينبغي التسليم بهذا الإفتراض الخفي كما فعل البعض فادعوا أنه لم يقل ذلك لكي يتجنب الاصطدام مع اليهود. يسوع قال أنه الله لكن على الطريقة اليهودية، حتى أن اليهود أنفسهم فهموا ذلك فأرادوا قتله أو رجمه عدة مرات لأنه جدف في نظرهم. كل شيء يخص الرب يسوع ينبغي تفسيره في السياق اليهودي.  خذ مثلاً المرات التي اِتَّهَمَ فيها اليهود المسيح بأنه جدف لأنه جعل نفسه مساويًا لله حتى حاولوا قتله أو رجمه:  رئيس الكهنة مخاطبًا يسوع "هل أنت المسيح ابن الله؟" أجابه يسوع: "أنت قلت. وأيضًا أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة، وآتيًا على سحاب السماء" فكان رد فعل رئيس الكهنة: "فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلاً: قد جدف، ما حاجتنا بعد إلى شهود؟ ها قد سمعتم تجديفه" (مت ٢٦ : ٦٣ - ٦٥). في الذهن اليهودي، وطبقًا للكتب المقدسة اليهودية، المسيا هو نفسه ابن الله هو نفسه يهوه، وهو من يجلس عن يمين القوة طبقًا لمزمور ١١٠، لهذا جاءت هذه المفاهيم والألقاب مجتمعة في سؤال رئيس الكهنة "المسيح ابن الله". عندما غفر يسوع ل

هل تدعو البروتستانتية إلى الإيمان السهل الذي بدون أعمال؟

يظن البعض خطأ بأن الحركة الإنجيلية (البروتستانتية) تدعو إلى الإيمان السهل، أو أنها ضد الأعمال. لكن العكس صحيح، فلم يكن هذا التعليم غير الكتابي موقف المصلحين أبدًا. صحيح أن هناك بعض التيارات داخل الحركة الإنجيلية تميل لتهميش الأعمال الصالحة أو التغيير في حياة المسيحي، لكن لا المصلحين ولا اعترافات الإيمان المصلحة علمت بذلك. بالاتساق مع المنهج المصلح، يوجد بعض المحاولات القيمة جدًا لصياغة العلاقة بين الإيمان والأعمال، أو بين عمل المسيح وعملنا نحن.  الخبري والأمري indicative and imperative  الخلاص خبر يتعلق بما عمله الله لأجلنا. وفي نفس الوقت أمر علينا طاعته. طاعة الوصايا الإلهية ليست أساسًا للخلاص، ولكن العكس صحيح. إن خبر الإنجيل السار هو أساس كل قوة لإرادتنا وفعالية لطاعتنا وصلاح لأعمالنا. فمع كوننا فطيرًا، علينا أن نسعى ونعمل لكي ننقي أنفسنا من الخميرة فنصير عجينًا جديدًا.  حدث فعلاً وقيد الإكتمال already and not yet  الخلاص عمل مكتمل، وفي نفس الوقت هو حدث قيد الإكتمال. لقد أكمل المسيح عمله الكفاري بصورة مطلقة. لكن فعاليات هذا العمل المكتمل لا تزال تنفرج طياته في ساحة الواقع الخلاصي. لق