المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف عبريات

تَعَنُّتْ المتشكك ضد الإعلانات الإلهية

ما هو الدليل على كون الكتاب المقدس كتابًا موحى به من الله؟ الدليل ليس السجل الأحفوري، وليس في الإكتشافات الأثرية، ولو أن هذه الأشياء، مع أهميتها، فعلاً تشهد على صدق كلمة الله. لكن الدليل في الكتاب المقدس نفسه. الكتاب المقدس هو الذي يشهد لنفسه self-authenticating . نحن لا نستطيع أن نجعل مصداقية الكتاب المقدس مرهونة بأشياء أخرى. وليس بإمكاننا أن نجعل الدليل على كون الكتاب إلهيًا هو أمر خارج عنه. إذ بذلك نُخْضِع كلمة الله لشيء آخر. وكأن الله يحتاج إلى مصادقة على حقه من كائن آخر. إن النور والجمال والحق والصدق والاتساق والقوة والفعالية والحياة الذين في الكتاب المقدس يشهدون له. ونستطيع أن نجد قياس على هذا الأمر في الكلمة المتجسد. نحن لم نؤمن بالرب يسوع، الكلمة المتجسد، بسبب أية أدلة تاريخية، بل لأننا بالإيمان رأينا النور والجمال والحق والقوة والخلاص والحياة الذين فيه. إن صفات الرب يسوع هي التي تشهد لنفسها. والمسيح هو الشاهد لنفسه. نحن لم نجعل المسيح الله، بل هو الله لذلك انحنينا خضوعًا لألوهيته. بالمثل، نحن لم نجعل الكتاب المقدس كتابًا إلهيًا معصومًا، بل وجدناه كذلك، فخضعنا لرسالته الإلهية. ...

خمسة مشاكل في اعتراض المتشكك على الجحيم

ما من شك أن عقيدة الجحيم صعبة القبول. إلا أن عدم قبولها كحق أصعب بكثير. ليس فقط لأن هذا يعني أنه لن يكون هناك عدل في الحياة الأخرى، كما اعتقد عمانوئيل كانط، بل تصبح كفارة المسيح لنا نحن المسيحيين غير ذات معنى. فلو كان التغيير الذي أراد الله إحداثه من خلال الصليب فينا نحن فقط، وليس في موقف الله من نحونا بصفة جوهرية، لكان الأمر يُحْسم بكلمة شفاء منه. لكن العمل الذي أُنْجِزَ على الصليب كان عملاً موضوعيًا بصفة أساسية، أي لإحداث تأثير في موقف الله تجاه الخطاة بإسترضاء عدله. وهنا تكمن خطورة الدفاع عن عقيدة الجحيم. إذ أن الإقلال منها يؤدي إلى الأقلال من عمل المسيح نفسه، ومن خطورة الخطية، ومن صفات الله القدوس، العادل، والمحب. البعض يتوهمون أنهم بإنكار الجحيم، أو بالتقليل منه من خلال إعادة تعريفه، يبرزون محبة الله. إلا أن العكس صحيح. فمحبة الله لا تبرز ولا تتعظم إلا بإعطاء عدل الله المكانة التي تليق به. كلما كان ما تحمله الرب يسوع المسيح على الصليب خطيرًا ورهيبًا، بواسطة دينونة عدل الله، كلما ازدادت محبته بريقًا ومجدًا. كما سبق وأشرت، فإن إنكار الجحيم، يكون إما بإعادة تعريفه، أو بإنكاره كلية. س...

من هو عمانوئيل؟

ثمة اعتراضان يوجهان إلى نبوة إشعياء؛ حول هوية عمانوئيل من ناحية، وحول الميلاد العذراوي من ناحية أخرى. بالنسبة للأول، يقول بعض الباحثون أن عمانوئيل في إشعياء ٧ : ١٤ ليس يسوع المسيح لكن ابن إشعياء، ماهير شلال حاش بز. وإلا فما معنى أن يَعد الرب بخلاصًا لآحاز الملك، في شخص عمانوئيل (والمفترض أنه ابن إشعياء)؟ بالنسبة للثاني، يعترض البعض على الميلاد العذراوي بحجة أن المصطلح المستعمل بواسطة إشعياء ٧ : ١٤ "عَلْمَه" لا يعني عذراء لم تتزوج، بل فتاة. والاعتراضان مرتبطان ببعضهما البعض. فإن كان عمانوئيل هو ابن إشعياء، إذًا، فلا حاجة للميلاد العذراوي. وإن كان مصطلح "عَلْمَه" لا يعني عذراء، فإن هذا بدوره يعني أن عمانوئيل ليس هو المسيح، بل ابن إشعياء المولود لأبويه. لكي نجيب عن هذان الاعتراضان نحتاج أولاً أن نفهم القليل عن الخلفية التاريخية لنبوة إشعياء عن عمانوئيل. الوعد بعمانوئيل، والذي أعطاه الرب لآحاز (إش ٧ : ١٤)، كان في ظل تحالف آرام (سوريا) وإسرائيل (المملكة الشمالية) ضد يهوذا (المملكة الجنوبية). استعانت مملكة يهوذا، ممثَّلة في ملكها آحاز، بآشور لصد هذا الهجوم من قِبل التحالف...

ليري ماذا يدعوها

أحضر الرب كل حيوانات البرية وكل طيور السماء إلي آدم ليري ماذا يدعوها، ولا شك أن آدم أخذ يتفحص صفاتها وطباعها ليطلق عليها الأسماء التي تليق بها، والدليل علي ذلك أنه عندما أحضر الرب حواء إلي آدم أسماها "حواء" لأنها "أم كل حي"، ولعل تسمية الحيوانات كان تدريبا له من أجل تسمية حواء. وهذا الفحص والتمحيص في طباع الحيوانات لتسميتها – التي لم تكن سوي ممارسة للسلطان الممنوح له علي الخليقة – جعله يخلص إلي أنه لا يوجد بين تلك المخلوقات معينا نظيره. وصادق الله علي الأسماء التي أطلقها آدم علي تلك المخلوقات حيث أن كل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها (تك 2 : 19 – 20). وهناك اعتقاد يري أن اللغة العبرية هي اللغة الأولي والأصلية (قبل بلبلة الألسن في برج بابل)، أو علي الأقل هي واحدة من ضمن عدة لغات أخري شرقية قديمة تشترك في نفس الجذور مثل العربية والأرامية. وقد أعطي صموئيل بوشارت بعض الأمثلة كيف أن أسماء المخلوقات في العبرية تتناسب مع طبيعتها. كما أن أفلاطون يقول أنه بدا له أن الطبيعة التي أعطت الأشياء أسماءها كانت فائقة علي الإنسان، وأن أسماء الأشياء والمخلوقات لا يمكن أن تكو...

أعظم الأنبياء علي الإطلاق

لفظة "نبي" العربية هي هي نفسها بالعبرية، وهي مشتقة من فعل يعني "يفيض فائرا". والمعني المشار إليه هنا هو أن الأنبياء كانت لهم نفس المشاعر التي أضنت حشايا الرب الإله، فما يغضبه يغضبهم، وما يحزنه يحزنهم، فكانت نبواتهم بذلك فيضانا وفورانا من ينابيع أحشائهم التي حركتها خطايا وتمرد وبؤس الشعب في القديم. أي أنهم لم يكونوا مؤدون أو ممثلون أو آلات تتنبأ علي الشعب، بل كانوا يعتصرون ألما لآلامهم، ويبكون حزنا علي خطاياهم، ويصلون من أجلهم بدموع كأنما يصلون لأجل ضيقاتهم هم. وهذا يعني أنه كان لهم أيضا نوعا من الحساسية الروحية التي باركهم بها الرب. ومع كونهم كذلك إلا أن أفضلهم لم يخل من الشوائب التي أعاقت ذلك الفيضان النبوي وأتلفت تلك الحساسية.  أما أعظم هؤلاء الأنبياء علي الإطلاق فقد لقب بأنه "النبي" (يو 1 : 21 ، 7 : 40). لأنه لم يوجد شئ فيه لم يكرس لله، فأستطاع أن ينقل لنا أحشاء الله كما هي. فلم ينفذ حلمه بسبب خطايا الشعب مثل موسي بل كان هادئا لا يصيح ولا يسمع أحد صوته في الشوارع .. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ، وعندما أكلته غيرته علي بيت أبيه كان رق...

قدم

إلهي رحمته تتقدمني (مز 59 : 10) الكلمة المترجمة "تتقدمني" في الأصل العبري هي "قدم"، وقد ترجمت أولا بمعني يلاقي كما في قوله "من أجل أنهم لم يلاقوك بالخبز والماء في الطريق عند خروجك من مصر" (تث 23 : 4)، وبهذا المعني يمكن القول أن رحمة الله تجدنا وتلاقينا في أوقات تيهاننا واغترابنا لتقدم لنا المعونة اللازمة. وترجمت ثانيا بمعني الإحاطة بالشئ كما وردت في صلاة المرنم "جبال الهاوية أحاطت بي. شرك الموت أصابتني" (2 صم 22 : 6)، وعليه فإننا نستطيع القول أن رحمة الله تحيط بنا ولا يوجد احتياج مادي أو روحي لا تشمله. وترجمت أيضا بمعني يستبق الشئ ويتقدمه كما جاءت في آيتنا هنا، وفي هذا نري أن مراحم الله تسبق حاجتنا كما علمنا رب المجد يسوع "لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه"، وعلمه هنا يشمل الشعور بحاجتنا وقدرته علي سدادها أو نعمته لكي نحتمل عدم ملئها، فقد يجعل السمكة تبلع الإستار ويرسلها إلي حيث يأتينا جباة الضرائب (مت 17 : 27). وقد تضطر مراحم الله لاستباقنا حتي تمنعنا من فعل الشعر كما حدث مع أبيمالك عندما كان سيأخذ ساره لنفسه فظهر له ا...