المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف لاهوت نظامي

ما معنى أن الخطية موجهة ضد الله في الأساس؟

للخطية تأثيرات متعددة. فهي تغضب الله (تأثير على الله)، وتدمر الإنسان (تأثير على الإنسان)، وتفسد العلاقات بين البشر (تأثير على الخليقة). إلا أن التأثير الجوهري لها هو تأثيرها إلى أعلى، أي نحو الله. فالخطية في الأساس موجهة ضد الله وإن كانت فعل شرير تجاه الآخرين أو الذات أو الخليقة غير العاقلة. إنها تعدي على ناموسه وتحدي لسلطانه وإهانة لقداسته! هذا التعدي (التأثير على الله)، يؤدي بدوره إلى تدمير الإنسان (التأثير على الإنسان). إن كل حق متعلق بالخطية والفداء يجد أساسه في كون الخطية موجهة ضد الله. وكون الخطية موجهة ضد الله في الأساس أمر له تطبيقات لاهوتية عدة: ١ – أن عقاب الخطية (الموت) موجه من الله إلى الإنسان. أي أنه لا يحدث بصورة تلقائية أو أوتوماتيكية. بل هو قضاء مباشر من الرب. إنه شئ لا يعقل أن تكون الخطية موجهة ضد الله بينما لا يكون لله دخل في عقاب الإنسان. ٢ – أن كفارة المسيح موجهة إلى الله كثمن مدفوع نيابة عنا. استرضاء لغضبه المقدس واستيفاء لعدله وإكرام لقداسته وسلطانه. إن كانت الخطية موجهة ضد الله، وهي حقًا كذلك، فلابد لكفارة المسيح تأثير على الله (استرضاءه). ٣ – إن لم تكن الخطية في...

هل موت الصليب هزيمة والقيامة انتصارًا؟

موت الصليب والقيامة جانبان رئيسيان في عمل الفداء الواحد والمتكامل. هو ذات العمل الفدائي ذو الطبيعة الواحدة. إلا أن العلاقة بين جوانب هذا الحق الفدائي الواحد، ولا سيما العلاقة بين الصلب والقيامة، قد يحدث لغطًا في فهمها. فقد يُنظر إلى الصليب نظرة سلبية بينما تُرى القيامة على أنها الجانب الإيجابي من عمل الفداء. سوء فهم وتشويه متعمد حول علاقة موت الصليب بالقيامة عادة ما ننظر إلى الصليب على أنه هزيمة والقيامة على أنها نصرة. فالموت يظل هزيمة في أذهاننا حتى ولو كان هو موت المسيح. كما أن هذه النظرة السلبية إلى الصليب على أنه هزيمة يدعمها من ناحية أخرى سوء فهم لقول بولس "إن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم" (١ كو ١٥ : ١٤ ، ١٧). فضلاً عن ذلك، فإن هذه الظنون يستغلها أصحاب ذوي الأجندات غير الكتابية، مثل الليبراليون ودعاة الأرثوذكسية الشرقية، الذين يهمهم التعظيم من القيامة على حساب الصليب. والسبب في اعطائهم للقيامة مركزية على حساب الصليب هو أن ينأوا بالفداء عن الجانب القضائي منه. أي أن الغرض من الفداء هو التأله والاشتراك في طبيعة القيامة، أكثر منه بدلية المسيح في تحمل عقوبة الموت عنا. ع...

"النعمة ليست ضد الأعمال أو الجهاد بل ضد الاستحقاق" ... هل هو ادعاء كتابي؟

يتحدثون عن الخلاص بالنعمة، وكأن الجهاد بعد الخلاص ليس بالنعمة. أو كأن أعمال الإيمان ليست نعمة. أو كأن التقديس ليس ‏بالنعمة. فيقولون عبارات مثل: ‏"النعمة ليست ضد الأعمال، بل ضد الاستحقاق". ‏"النعمة ليست ضد الجهاد، بل ضد الاستحقاق". أو كما طعن دالاس ويلارد في النعمة قائلاً (واقتبسه ماهر صموئيل): ‏"خلصنا بالنعمة، واتشلينا بالنعمة". لكن، نحن لا نبدأ بالنعمة ونكمل بدونها، فالنعمة هي التي تهبنا البداية والنهاية وما بينهما. تهبنا الحياة الجديدة والحياة المجاهدة. تهبنا كل من ‏الجهاد والأعمال والاستحقاق. نحن لا نبدأ بالنعمة ونكمل بالأعمال، وكأننا فقط محتاجين زقة. والنعمة تظل ضد أعمال الناموس، وضد البر الذاتي، وضد الاتكال على الذات، قبل وبعد أن نؤمن بالمسيح. والنعمة مسئولة عن تقديسنا بقدر ما هي مسئولة عن تبريرنا وتمجدينا. عندما نتحد بالمسيح، نأخذ بره وقداسته. مثلما تشرق الشمس فتمنحنا نورها وحرارتها. وعندما نؤمن فنحن نتبرر بالإيمان بدون أعمال، إلا أن الذي يعمل فينا هو الإيمان العامل. من يدعي أنه أخذ التبرير دون أن يظهر بسلوكه التقديس، فهو لم يأخذ أي من الإثنين. أنت م...

الخطية والكفارة والغفران ... مفهوم مترابط ومتمركز حول الله

يصف الكتاب المقدس الخطية على أنها شئ يُفعل أمامه، وشر في عينيه، لذلك نجد "عَمِلَ الشر في عيني الرب" عبارة تتكرر كثيرًا في العهد القديم (عدد ٣٢ : ١٣، تث ١٧ : ٢، ٢ صم ١٢ : ٩، مز ٥١ : ٤).‏ والتكفير (كَفَر) عن الخطية هو تغطية لها بالدم فلا يعود يراها الرب بل يرى الدم فوقها (لا ١٧ : ١١). والتكفير أيضًا هو تغطية لغطاء التابوت الذي يحوي لوحي ‏الشريعة الماثلان أمام الله (لا ١٦ : ١٤ – ١٥). ‏ الغفران هو ستر الخطايا (مز ٣٢ : ١، ٨٥ : ٢)، وطرحها وراء ظهر الرب (إش ٣٨ : ١٧)، وطرحها في البحر (ميخا ٧ : ١٩)، فلا يعود ‏ويذكرها (إش ٤٣ : ٢٥، عب ٨ : ١٢‏). وهذا المفهوم للخطية والكفارة، ليس فقط مفهومًا مترابطًا، بل أيضًا متمركز حول الله. فالخطية موجهة إليه، و هي شرّ يُفعل في عينيه، وتعدي على ناموسه. أما التكفير فهو تغطية الخطية بالدم من خلال ‏الاسترضاء، واستيفاء لمطالب ناموسه البار. وكنتيجة لذلك عندما يغفرها الرب فهو يسترها تحت الدم. ويطرحها وراء ظهره ويطرحها في البحر فلا يعود يذكرها. ولهذا فإن الدينونة عكس التغطية والستر، إنها استعلان عدل الله واحضار كل عمل، وكل خفي إلى نور قضاءه (جا ١٢ : ١٤، رو ...

هل التبرير مجرد وسيلة إلى غاية؟

إحدى الطرق التي يتم الطعن بها في الجانب القضائي من الخلاص (البدلية العقابية، غفران الخطايا، التبرير) هي من خلال جعله وسيلة إلى غاية. أي أن خلاص المسيح لنا من الجانب القضائي للخطية، وهو جانب مركزي، مجرد غرض مؤقت إلى غاية عظمى. فأنت تخلص "من" شئ "إلى" شئ آخر. والآية المفضلة لدى أصحاب ذلك الادعاء هي "لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه، ليكون هو بكرًا بين إخوة كثيرين. والذين سبق فعينهم فهؤلاء داعهم أيضًا. والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضًا. والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضًا" (رو ٨ : ٢٩ – ٣٠). ويوجد نصوص أخرى يستخدمونها مثل (أف ١ : ٤ ، ١٢). من أشهر من ينادون بهذا الادعاء هو الدكتور ماهر صموئيل. في هذه السطور سأقدم من النصوص الكتابية، ومن اللاهوت الكتابي العام، ما يؤكد حقيقة أن التبرير لس مجرد وسيلة إلى غاية، بل هو في حد ذاته غاية بالإضافة إلى كونه وسيلة. بل إن هذه الفكرة الأخيرة، بأن الخلاص القضائي وسيلة وغاية في نفس الوقت، كفيلة مبدئيًا بأن تضع النقط على الحروف. إذ يريد أصاحب هذا الادعاء وضعنا في مأزق مفتعل. أن نختار بين كون التبرير وسيلة أم ...

جيمز فيشر عن عقيدة بساطة الله كمظور تفسيري لما يُنسب لله من أجزاء جسمانية وصفات روحية

إن عقيدة بساطة الله لها أهمية بالغة بالنسبة للمسيحي الكتابي. وما نقصده بقولنا أن الله بسيط هو أنه روح محض غير مُركب من أجزاء مثلنا. فالإنسان مركب من جانب مادي (الجسد) وجانب غير مادي (الروح أو النفس). كما أنه جسده مركب من أجزاء أو أعضاء. لكن ليس هكذا الحال مع الله. فهو روح ليس به تركيب. وهذا بدوره يثير سؤال حول معنى ما يُنسب إلى الله من أعضاء جسمانية في الكتاب المقدس. يستخدم فيشر بساطة الله كمظور تفسيري للإجابة عن هذا الأمر. ففي شرحه لدليل أجوبة وأسئلة ويستمينستر المختصر يقول: س ١٤: بما أن الله أبسط وأنقى روح، فلماذا تُنسب إليه أجزاء من الجسم، مثل العينين والأذنين واليدين والوجه وما شابه ذلك في الكتاب المقدس؟ ج: يجب ألا تُفهم مثل هذه التعبيرات التصويرية بمعناها الحرفي، ولكن وفقًا لنطاقها وغرضها الحقيقيين؛ وهو تحديد بعض أعمال وكمالات الطبيعة الإلهية، التي تمثلها أعضاء الجسد هذه تمثيلاً باهتًا من بعض النواحي. وهكذا، عندما تُنسب العيون والآذان إلى الله، فإنها تدل على علمه المطلق؛ ويُشار بالأيدي للدلالة على قوته؛ ووجهه يشير إلى إظهار رضاه. وفي ضوء ذلك، يجب شرح الاستعارات الأخرى ذات الطبيعة ...

هل يُعلّم المسيح بخلاص بالأعمال الصالحة؟

وصلني السؤال التالي على الخاص، بخصوص مقالي "إن كان التبرير بالايمان وحده، فلماذا الدينونة بحسب الاعمال؟": "لو أمكن بس أسال حضرتك بخصوص مقال حضرتك نزلته. أعرف بس حضرتك شايف النص ده إزاى: ‘فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة’ (يو ٥ : ٢٩). المقال اللى عن الدينونه حضرتك ذكرت ان مفيش أعمال صالحه لكن الدينونه هى تقدير لكم الشر بمقياس الله الدقيق. إيه المقصود بعملوا الصالحات هنا؟" لا يعلّم الرب يسوع المسيح، في النص المشار إليه، بالخلاص على أساس الأعمال. ونؤسس ذلك أولاً على ما جاء في السياق المباشر وغير المباشر لهذا النص. وثانيًا على أساس اللاهوت الكتابي العام. فيما يعتلق بالسياق المباشر لهذا النص، فإنه يحدثنا عن العمل الواحد للآب والابن: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (١٧)، و"الأعمال التي أنا أعملها" (٣٦). ثم يقدم الإيمان بإعتباره الواسطة الوحيدة للتمتع بهذا العمل الخلاصي الواحد للآب والابن. لهذا يقول المسيح في ذات القرينة النصية أن نوال الحياة الأبدية يكون من خلال الإيمان بالعمل الواحد للآب والابن: "...

إن كان التبرير بالايمان وحده، فلماذا الدينونة بحسب الاعمال؟

في كتابه "الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي"، بعد أن يقتبس الأنبا شنودة الكثير من النصوص الكتابية التي تثبت أن الدينونة حسب الأعمال، يخلص إلى هذه النتيجة: "فإن كانت الأعمال على هذه الدرجة من الخطورة – خيرًا كانت أم شرًا – بحيث يدان الإنسان بموجبها، فهل يجرؤ أحد أن يقلل من قيمة الأعمال وأهميتها؟!" وهو يقصد أهميتها للخلاص أو للتبرير أمام الله. وللتوضيح، يمكننا إعادة صياغة سؤال الأنبا شنودة بهذه الطريقة: إن كان التبرير بالإيمان وحده، فكيف تكون الدينونة حسب الأعمال؟ يبدو أن ما قصده الأنبا شنودة من اقتباسه للنصوص الكتابية التي تعلّم بأن الدينونة ستكون حسب الأعمال هو أن الله سيزن أعمال الإنسان الصالحة في مقابل أعماله الشريرة، وإن رجحت كفة أعماله الصالحة سينال الحياة الأبدية. لكن هذا مفهوم وثني عن الدينونة يفترض صلاح الإنسان. إنه أقرب إلى ما اعتقده قدماء المصريين عن الدينونة منه إلى ما يعلمّه الكتاب المقدس حول ذلك. إن الكتاب المقدس يعلّم بالفساد الجذري للإنسان وأنه ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد (رو ٣ : ١٢)، حتى أن اليهود أنفسهم لم يعمل منهم أحد الناموس (يو ٧ : ١٩). وأن الأع...

العلاقة بين الوحي والعصمة

صورة
هل عصمة الكتاب المقدس هي أساس كونه وحيًا؟ أم أن الكتاب المقدس وحي لهذا فهو خالٍ من الأخطاء؟ بكلمات أخرى، أيهما نتيجة للآخر، الوحي أم العصمة؟ وأيهما يقود إلى الآخر، العصمة أم الوحي؟ خلاصة حجة المتشكك (في الصورة المرفقة) هو أن إثبات خلو الكتاب المقدس من الأخطاء لا يعني بالضرورة أنه موحى به. فهناك كتابات بشرية خالية من الأخطاء. تعليق: ١ – المتشكك فهم العلاقة بين الوحي والعصمة بطريقة خاطئة. خلو الكتاب المقدس من الأخطاء ليس السبب في كونه وحيًا. بل العكس، لأنه وحي إلهي فنحن نتوقع عدم وجود أخطاء به. وهو كذلك فعلاً؛ خالٍ من الأخطاء. أي أننا نبدأ بالإيمان (بالإفتراض) أنه موحى به، وعدم وجود خطأ فيه هو نتيجة لإيماننا بذلك. وكتلخيص لذلك: الكتاب المقدس كلام الله الله لا يخطئ إذاً الكتاب المقدس خالٍ من الأخطاء أما عن كون الكتاب المقدس وحي من الله دون غيره من الكتابات فهذا يأخذنا إلى مسألة أخرى وهي القانونية والتي تتحدد بناء على معايير معينة (وهي ليست موضوعنا هنا). ٢ – أغفل المتشكك أن وراء كل إتهام بوجود أخطاء في الكتاب المقدس هذه الحجة: الكتاب المقدس به أخطاء (معطى ١) الإله لا يخطئ (معطى ٢) إذاً...

الموقف الكتابي السليم من الفلسفة

" يسعى الفلاسفة غير المسيحيين إلى إيجاد بدائل لله، جاعلين الفلسفة كمذهب ممارسة لعبادة الأوثان " . " تاريخ الفلسفة واللاهوت ليس أقل من كونه حربًا روحية في حياة العقل " . (جون فريم) منذ القرون الأولى وتختلف مواقفنا كمسيحيين من الفلسفة بين مؤيد ومعارض. فبينما يرى إكليمندس السكندري أن الفلسفة اليونانية "عَلَّمَت العالم اليوناني كما عَلَّم الناموس اليهود لكي يحضرهم إلى المسيح"، يتسائل ترتليانوس "أية علاقة (يمكن أن تقوم) بين أثينا وأورشليم". وأنا لا أسعى هنا إلى اتخاذ موقفًا وسطًا بين الإثنين. ولكن وضع الأمور في نصابها الصحيح من خلال فك الإشتباك الموجود بين الفلسفة كعقلنة أو إعمال للمنطق، وبين الفلسفة كمحتوى عقيدي أو ديني. بكلمات أخرى سأعالج المسألة من منظور أنثروبولجي مصلح يفترض الفساد الجذري في الإنسان. تعريف الفلسفة يعرفها أحد القواميس كالآتي: "الفلسفة (كلمة من أصل يوناني مكونة من: فيليا، أي ‘الحب’، وصوفيا، أي ‘الحكمة’) هي محبة الحكمة. هي دراسة الحقيقة المطلقة باستخدام العقل البشري، والمنطق، والأخلاق، وما إلى ذلك، بغرض الإجابة على أسئلة مثل: ...

اتحاد الطبيعتين في المسيح واتحاد المؤمنين بالمسيح ... هل من علاقة؟

يربط دليل أسئلة وأجوبة ويستمينستر المختصر بطريقة مميزة بين عقيدة الخلاص (السوتيريولوجي)، وعقيدة الأخرويات (الإسخاطولوجي الفردي)، وعقيدة المسيح (الكريستولوجي)، من خلال التعليم بأن أجساد المؤمنين في القبور تظل متحدة بالمسيح بطريقة سرية: السؤال ٣٧: ما هي الفوائد التي ينالها المؤمنون من المسيح عند الموت؟ الجواب: تصير أرواح المؤمنين عند موتهم كاملة في القداسة، وعلى الفور تنتقل إلى المجد؛ وأجسادهم، التي لا تزال متحدة بالمسيح، تستريح في قبورها، حتى القيامة. عندما يتحد المؤمن بالمسيح عند الإيمان به، فإنه يتحد بالمسيح بكل كيانه، بالروح والجسد كلاهما. فبينما تصعد النفس إلى خالقها ومخلصها، يظل الجسد مستريحًا في القبر. إلا أن كلاهما، أي النفس والجسد، يظلان متحدان اتحادًا سريًا بالمسيح. واللاهوتي المصلح جيمز فيشر يجد أساس لاتحاد كل من النفس والجسد على حدة، في اتحاد أقنوم الابن أو لاهوته بكل من جسده ونفسه على حدة عند موته. يقول فيشر: س ٢٨: كيف يظهر أن أجساد المؤمنين في قبورهم لا تزال متحدة بالمسيح؟ ج: الاتحاد تم بأشخاص المؤمنين، والتي تكون أجسادهم جزء منها. وبما أن هذا الاتحاد (بين شخص المسيح وأشخ...

هل الإنسان ثنائي أم ثلاثي التكوين؟ وما هي التطبيقات اللاهوتية لذلك؟

الاعتقاد بأن الإنسان مكون من جسد ونفس وروح اعتقاد شائع لدى الكثيرون. ويُستخدم لتبسيط أو شرح عقيدة الثالوث ولا سيما في الدفاعيات الموجهة للمسلمين. واسْتُخْدِمَ قديمًا لدعم هرطقات متعلقة بشخص المسيح والخلاص. وهو خلفية الاعتقاد بأن علم النفس له ما يضيفه إلى المسيحية. إلا أن الاعتقاد بالتكوين الثلاثي للإنسان غير صحيح، ومن ثم كل شيء آخر تأسس عليه. إن الكتاب المقدس في أولى صفحاته يعلمنا بأن الإنسان ثنائي التكوين. فعندما خلق الله الإنسان "جبل الرب الإله آدم من الأرض ترابًا". هذا ما يخص الجانب المادي أو الجسدي فيه. ثم "نفخ في أنفه نسمة حياة". وهذا هو الشق غير المادي له، أو الروحي. "فصار آدم نفسًا حية"، أي صار كائن ثنائي التكوين يتحد فيه الشقين المادي وغير المادي (الروحي). هذا الخلق على مرحلتين يخبرنا عن الطبيعة الثنائية للإنسان. ومن ثم فلا يوجد، إذًا، في أحداث الخلق، أي مسوغ للاعتقاد بأن الإنسان كائن ثلاثي التكوين بحيث أن الروح شيء والنفس شيء آخر. استخدام الكتاب المقدس أيضًا لكل من لفظتي "نفس" و"روح" بالتبادل يؤكد هذه الثنائية. فالعهد القديم مث...

(٢) الفكر الأرثوذكسي الشرقي للدكتور ماهر صموئيل

لماذا ينكر الدكتور ماهر صموئيل الجانب القضائي لنيابية آدم ويعلّم بدلاً منه بالعلاقة العضوية؟ في المقال السابق أبرزت أن الفكر الذي ينادي به الدكتور ماهر صموئيل، في عظاته، حول عقيدة الإنسان، والمتمثل في خلق إنسان غير مكتمل الخلق أو التطور، ثم إنحرافه عن مسار اكتماله، إلى أن جاء المسيح لكي يرد له إنسانيته، هو فكر أرثوذكسي شرقي ( أنظر مقال: لماذا يتحدث الدكتور ماهر صموئيل دائمًا عن الخلاص باعتباره استرداد الإنسان لإنسانيته؟ ). في هذا المقال الحالي، وبالارتباط مع ما سبق، سنوضح هنا كيف يرى الدكتور ماهر صوئيل السقوط فيما يخص علاقتنا بآدم. وقبل أن نبين كيف يرى الدكتور ماهر صموئيل سقوط الإنسان، وطبيعة ارتباطنا بآدم، وكيف أن هذا مأخوذ من الفكر الأرثوذكسي الشرقي، سنستعرض أولاً التعليم الإنجيلي المصلح حول هذا الأمر. وذلك لكي نرى مدى إختلاف ما يعلمه الدكتور ماهر صموئيل عن المنهج الإنجيلي الكتابي. وتجنبًا للإطالة والتكرار، وبدلاً من اقتباس أكثر من إقرار إيمان مصلح، اخترت إقرار الإيمان المعمداني ١٦٨٩ كنموذج للتعليم البروتستانتني الموجود في الكثير من إقرارات الإيمان المصلحة. يؤكد إقرار الإيمان المعمدا...

اِقْرَأ جرودم ولكن ...

واين جرودم لاهوتي محافظ وقامة كبيرة في اللاهوت النظامي. إلا أن عقيدته عن الله والثالوث تشوبها بعض الشوائب. وأحد أخطر ما يطرحه جرودم في لاهوته النظامي الشهير هو خضوع الابن للآب أزليًا Eternal Subordination of the Son ، وخضوع الروح القدس أزليًا للآب والابن. أي أن هناك سلطة وهرمية في الثالوث الأزلي (الثالوث في ذاته). يقول جرودم: "على سبيل المثال، إذا لم يكن الابن خاضعًا للآب أزليًا من حيث الدور، فإن الآب ليس ‘آبًا’ أزليًا، والابن ليس ‘ابنًا’ أزليًا. وهذا يعني أن الثالوث لم يوجد منذ الأزل". لاحظ أن جرودم هنا لا يتكلم عن العلاقات الثالوثية في ظل الخلق والفداء Economic Trinity ، والتي اختار الابن فيها، طواعية، أن يُخضع نفسه للآب. لكنه يتكلم عن الأقانيم "أزليًا"، أي العلاقات الثالوثية الأزلية الداخلية ad intra . في مقال مستقل، يقول جرودم أن الإسمين أو اللقبين "آب" و"ابن" تفسيرهما، ليس أن هناك ولادة أزلية للابن من الآب وانبثاق أزلي للروح القدس من الآب والابن، كما علّمت الكنيسة على مر التاريخ (وهذا يدل على أن جرودم أساء فهم نيقية والمصلحون)، بل خضوع أزلي ...