المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف جدليات Polemics

الخطية الجدية والخطية الأصلية في عجالة

الخطية الجدية Ancestral Sin مصطلح (ومفهوم) أرثوذكسي شرقي، وهو مختلف عن مصطلح (ومفهوم) الخطية الأصلية Original Sin الذي يعلم به البروتستانت. والفرق بين المصطلحين ومن ثم المفهومين كبير. يُقصد بالخطية الجدية وراثة تبعات السقوط فقط؛ الموت وفساد الطبيعة. بينا تعني الخطية الأصلية وراثة كل من الفساد والذنب والدينونة. ومفهوم الخطية الجدية شرقي أرثوذكسي تعلم به الكنائس اليونانية. وبينما لا يُستعمل هذا المصطلح بين البروتستانت، إلا أن المفهوم نفسه ينادى به بواسطة غير المحافظين منهم. مثل قولهم أننا وارثون لنتائج السقوط فقط دون الاشتراك في ذنب آدم. والحجة اللاهوتية لدى القائلين بمفهوم الخطية الجدية، سواء اِسْتُعْمِل هذا المصطلح أم لا، هو أن الله ليس بظالم حتى يجعل نسل آدم يرثوا ذنبه. إذ ليس من العدل أن يكونوا مشتركين في ذنب لم يفعلوه. إلا أنه يبدو أن أصحاب مفهوم الخطية الجدية لم يدرسوا جيدًا تبعات هذا الادعاء. فبينما يرون أننا لم نرث سوى الموت من آدم، لا يصبح لديهم سى خيار من الإثنين؛ إما أن هذا الموت يحدث بصورة تلقائية دون يد لله فيه، أو أنه عقاب الله للإنسان. الادعاء بأن الموت يحدث بصورة تلقائية...

لماذا مركزية الصليب؟ الرد على وعاظ يهمشون الصليب

لكفارة المسيح جوانب متعددة؛ تجسده، وطاعته الإيجابية، وموته، وقيامته، وصعوده، وظهوره أمام وجه الله لأجلنا. فبطاعته الإيجابية للناموس تمم مطالبه نيابة عنا. وبموته على الصليب كبديل قدم استرضاء لغضب الله عنا. وبقيامته أعطى فعالية للصليب وأثبت لاهوته ومن ثم صدق كفارته. وبصعوده دخل إلى الأقداس السماوية كسابق لأجلنا. وهو الآن يظهر أمام وجه الآب لصالحنا. كل جانب من هذه الجوانب الكفارية لعمل المسيح الواحد لا يقل أهمية عن الآخر. وكل جانب منها متداخل مع الآخر ويقود إليه. من منظور ما، فإن كل من الصليب والقيامة هامان بنفس القدر. إن القول أيهما أكثر أهمية مثلاً الصليب أم القيامة هو مثل القول أيهما أكثر أهمية للحياة المخ أم القلب؟ إذ بدون أي منهما ليس لدينا خلاص أو مسيحية. لكن، من منظور آخر يظل للصليب مركزية حتى أن القيامة نفسها تستمد قيمتها منه. فموت الصليب يؤدي إلى القيامة بحيث أنه يستحيل أن يكون لدينا قيامة بدون صليب. والقيامة إعلان بفعالية ونصرة وكمال عمل الصليب. كما أنه لو مات المسيح أية ميتة غير ميتة اللعنة والصلب، أو ليس بغرض التكفير عن الخطايا، ما كان للقيامة أية قيمة. وصحيح أن موت الصليب بدو...

ماذا عن مسيحية جوردون بيترسون؟

صورة
  يحتفي الكثير من المسيحيين (من بينهم إنجيليين) بعالم النفس والمفكر الشهير جوردون بيترسون. ليس فقط لآراءه المحافظة فيما يتعلق بالزواج والأسرة والذكورة والأنوثة في وسط مناخ غربي يسعى لتشويه تلك القيم. بل وهناك كثيرون يعتبرونه مسيحي لأنه بكى متأثرًا في أحد لقاءاته أثناء حديثه عن المسيح والمسيحية، فاعتبرها البعض وكأنها لحظة اهتداؤه للمسيحية. فضلاً عما بدا منه أنه اعتراف بالتعاليم المسيحية. ولا نستيطع إنكار الدور الذي يلعبه بيترسون في مواجهة محاولات التيار الليبرالي اليساري في الغرب للطعن في القيم المحافظة ولا سيما فيما يتعلق بالذكورة. على أن اعتبار بيترسون مسيحيًا ينم عن فهم سطحي للمسيحية. إن الاحتفاء بـ بيترسون على أنه مسيحيًا ذكرني باحتفاء المسيحيون المصريين بالممثل المصري رشوان توفيق عندما قال أنه رأى في المنام سيدنا عيسى لابس عباية بيضا كبيرة أوى. والمشكلة ليست فقط أن المسيحي غير مضطر لاستجداء المصادقة على المسيح أو المسيحية من غير المسيحيين. ولكن الأخطر أن هذا يدل على سوء فهم جوهري لماهية المسيحية. قد يبدو جوردون بيترسون مسيحيًا من الوهلة الأولى أو معترف بالمسيحية. إلا أن النظرة ...

كيف تستمع لأي محتوى لاهوتي بأكثر تمييز؟

الرسالة التي تسمعها ليست فقط ما يُقال صراحة، بل ما يُقال ضمنًا، وما يتم إغفاله، وما تعنيه لباقي جوانب الحق أن تكون مؤمن فهذا يعني أنك تستمع إلى أو تشاهد مادة لاهوتية سواء في الكنيسة أو على هاتفك. والمؤمن في حاجة أن يكون مُمَيِّزًا إلى ما يسمعه. إنها وصية كتابية أن نمتحن كل ما يقال (أع ١٧ : ١١ ، ١ تس ٥ : ٢١ ، ١ يو ٤ : ١). ولا غنى لمعرفة الكلمة المقدسة لتمييز الادعاءات غير الكتابية. لكن إلى جوار الكلمة، توجد بعض الأدوات الأخرى التي تساعدنا على كشف الأكاذيب التعليمية. وأرى أن هناك على الأقل ثلاثة أسئلة ينبغي أن نسألها عن المحتوى اللاهوتي المُقَدَّم لنا. السؤال الأول: ما هي الافتراضات المُسْبَقَة الموجودة في هذا الطرح؟ لا تستطيع التعامل معاملة صحيحة ووافية مع أي خطأ لاهوتي دون تحليل الافتراضات المُسْبَقَة الموجودة فيه. الافتراضات المُسْبَقَة لا تقال صراحة ولكن تم افتراض صحتها قبل صياغة ذلك التصريح. إنها الأساسات التي لا تراها مباشرة ولكن تم تأسيس هذا التصريح عليها. في الكثير من الأحيان لن يمكنك تفنيد الخطأ دون وضع يدك على تلك الافتراضات الخفية. عند سماعك أي تصريح أو عظة أو تعليم، اسأل نفسك...

هل حقًا الخطية لم توقف مضخة الحب في القلب ولكن حولت اتجاهها كما يدعي الدكتور ماهر صموئيل؟

صورة
في هذه الكلمات الخطيرة يفترض الدكتور ماهر صموئيل هنا عدة افتراضات مسبقة غير كتابية: ١ – يفترض أن المحبة هي الصفة المركزية في الإنسان كما هي في الله. في حين أن المحبة لا هي الصفة المركزية في الإنسان ولا الله. فالبر والقداسة جوهريان في الله بقدر جوهرية المحبة فيه. لا يوجد صفة مركزية في الله على حساب صفة أخرى. فهو محبة، وفي نفس الوقت قدوس قدوس قدوس، ونار آكلة، بنفس القدر. والإنسان لكونه مخلوق على صورة الله ومثاله فقد خُلق بمجموعة من الصفات المتساوية؛ البر، المحبة، القوة (مع ملاحظة أنها جميعًا محدودة). والكتاب يطالبنا بالقداسة بقدر ما يطالبنا بالمحبة. ٢ – يفترض أن التأثير الرئيسي للخطية هو على الإنسان وليس على الله، بالقول أن الخطية جعلت مسار المحبة ينحرف لدى الإنسان. هذا صحيح من منظور ما، إلا أن التأثير الرئيسي للخطية هو نحو الله؛ فهي تغضبه وتؤدي إلى عقابه. إن الله هنا يغيب عن الصورة وكأن الخطية لا تضيره. إن ماهر صموئيل يختزل مشكلة الخطية في الإنسان مع نفسه بدلاً من الإنسان في مواجهة قداسة الله وعدله. ٣ – يفترض أن الخطية لم تؤثر بصورة جوهرية في الإنسان، بل فقط غيرت اتجاه محبته فظل كائن مح...

فريق كريدولوجوس يستمر في نشر التعاليم الكاذبة حول الكفارة

  يدعي كل من يوسف يعقوب وأندرو أشرف سمير، في فيديو حديث ، أن فداء المسيح ليس ثمنًا مدفوع لأحد: "المسيح دفع تمن .. مش لحد .. دي مجرد صورة". ثم يتبعان ذلك بالقول أن الكفارة هي استرداد الإنسان من الشر . طبعًا هذا الكلام لا يوصف بأقل من أنه خطأ وتضليل وإقلال من القيمة العظمى لكفارة المسيح. فالحق أن فداء المسيح، في الأساس، هو ثمن مدفوع إلى الله نيابة عنا. إلا أنهما ينكران ذلك في محاولة لاختزال الخلاص في مجرد كفارة علاجية أو استصلاح للأوضاع. وهذا ذات تعليم ماهر صموئيل الذي قاله سابقًا بأن الكتاب المقدس لا يقدم تعاليم عن الكفارة بل صور فقط (والذي نقله ماهر صموئيل بدوره عن القسيسة الليبرالية فليمنج روتلدج) . إن أول مشكلة في هذا الكلام هو أنه مؤسس على افتراض مسبق بأن الخطية غير موجهة إلى الله ومن ثم لا تحتاج إلى دفع ثمن له ‎ . ‎ ‏ هما لا يقولان ذلك صراحة، لكن هذا المفهوم مفترض مسبقًا في صميم تعليمهما. إلا ‏أن الخطية في الأساس موجهة إلى الله كما يعلمنا الكتاب في مواضع مختلفة: "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله" (تك ٣٩ : ٩٩)، "إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صن...

ما المشكلة في تعريف الخطية على أنها مجرد انتفاء للبر؟

أوضحت في مقالات سابقة كيف أن هناك بعض التعريفات للخطية تحوي بعض الحق عنها. إلا أنها في نفس الوقت تشوه مفهوم الخطية، إن كان المقصود بها تعريف جوهر الخطية. على سبيل المثال، هناك من يُعَرِّف الخطية على أنها (في الأساس) "الأنانية"، أو "الإنحصار في الذات" (ومن ثم أيضًا فالجحيم هو أن يسلمك الله لذاتك كما يقول سي إس لويس). ما من شك أن هذا هو أحد أبعاد الخطية. إلا أن تعريف الخطية بهذا الشكل غير صحيح. ليس فقط لأنه تعريف ذو منطق دائري يفترض صحة معيار ما آخر يقول أن الأنانية خطأ. وليس فقط لأن هناك أشكال من الاهتمام بالذات امتدحها الكتاب المقدس. فالله مثلاً يطلب مجده، والإنسان عليه أن يقوت جسده ويربيه. وليس أيضًا، لأن هناك أشكال من تفضيل الآخرين على أنفسنا إلا أنها في نفس الوقت غير مدفوعة بمجد الله أو محبته (مثل أن يفضل الإنسان أحباءه على الله). بل الأهم من كل ما سبق هو أن ذلك التعريف للخطية يغفل حقيقة كونها تعدٍ على ناموس الله في الأساس. البعض أيضًا يُعَرِّف الخطية على أنها، التعلق بغير الله. مرة أخرى، فإن هذا أحد أبعاد الحق الكتابي المتعلق بالخطية. على أن اعتبار جوهر الخطية ه...

كيف يُحَوِّل الدكتور ماهر صموئيل رسالة النعمة إلى ناموس؟

تناولت التصريحات التالية للدكتور ماهر صموئيل في مقالات مستقلة في سياقات مواضيع أخرى. إلا أني وجدت أن هناك ضرورة لتجميع تلك التصريحات لإبراز منهج ثابت لماهر صموئيل حول الخلاص يعبر عنه بأساليب مختلفة. هذا المنهج يمكن تلخيصه في كونه تركيز على الجانب الإختباري للمسيحية من ناحية، وإقصاء أو تهميش للجانب القضائي من الخلاص (غفران الخطايا، التبرير، الحياة الأبدية، النجاة من الدينونة) من ناحية أخرى. والمنهج يظهر ليس فقط فيما يقوله ومن ثم يركز عليه، بل فيما يغفله أيضًا. إلا أن كل من التركيز على الجانب الاختباري السلوكي وتهميش الجانب القضائي للخلاص أدى بالدكتور ماهر صموئيل إلى تحويل رسالة النعمة إلى ناموس. أي تشويه للإنجيل وطعن في ضرورة الكفارة. لأنه إن كان الخلاص (التبرير) بالأعمال، ولو جزئيًا، فالمسيح إذًا مات بلا سبب (غل ٢ : ٢١). وإن أردنا أن نبدأ بالأمر الأخير، أي ما يغفله أو يحذفه ماهر صموئيل من عظاته، وهو ليس بالأمر الهين، فهو المبدأ المصلح "سولا فيديه". والذي يعني أن التبرير بالإيمان وحده (بدون أعمال). ما من مسيحي تقريبًا إلا ويعرف أن ما يميز الحركة الإنجيلية هو تأكيدها على التبري...

خطر الإنياجرام يقترب من الشرق المسيحي

صورة
ما هو الإنياجرام؟ هو مفهوم يُلَخَّص في رسم توضيحي عبارة عن دائرة بها تسعة رؤوس من الداخل يمثل كل رأس منها نوع من أنواع الشخصية التسعة. أي أن الرسم التوضيحي للإنياجرام يقدم لك عشرة أنماط للشخصية. بناء على اختبار معين تستطيع اكتشاف نمط شخصيتك من بين باقي الأنماط. اكتشاف نوع الشخصية ينمي الوعي الذاتي. والإنياجرام منتشر بالفعل في الأوساط الإنجيلية الأمريكية. بل وهناك دورين نشر إنجيليين (زوندرفان، آي في بي) أصدرا على الأقل كتابين يمزجان بين الإنياجرام والمسيحية. على أن الإنياجرام لم يعد بعيدًا عنا. فهناك الكثير من العلمانيين العرب يروجون له باللغة العربية. بل وفي فيديو حديث ظهر القس الأرثوذكسي المعروف داود لمعي ليروج لمركز مسيحي لإدارة الحياة. هذا المركز يستخدم شئ يُعرف بـ الإنياجرام. لم يعد خطر الإنياجرام إذًا بعيد عن الإنجيليين في الشرق، فوجبت كلمت تحذير عن مخاطره. الإنياجرام يقدم مفهوم مشوه عن الخطية طبقًا لهذه الأيديولوجية، فإن هناك ذات حقيقية وذات غير حقيقية. أخطائك، أو فشلك، ناتجان عن ذاتك غير الحقيقية. الطريق إلى الكمال أو الذات النقية أو الحقيقية هو الوعي بها. البعض أيضًا يستخدم مفه...

تعليق على بودكاست عن الخليقة لفريق كريدولوجس

صورة
شاهدت حلقة كريدولوجوس الأخيرة عن الخلق ، والفكرة التي بدت محورية فيها هو أن الله أب خلق الإنسان للشركة معه. فهو لم يخلق الإنسان ليستعبده، كما تقول بعض الأساطير، وكأنه محتاج إلى شئ منه، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، لم يُخلق الإنسان صدفة طبقًا لبعض الأساطير أيضًا. أكد المتكلمان طيلة اللقاء على كون الله أب، ونحن أولاده. كما أنهما استعانا بثقافة شرق أدنى القديمة لشرح أجزاء في قصة الخلق الكتابية. وبينما يوجد الكثير مما يقولانه صحيح. فالله أب خلق الإنسان للشركة معه. وأنه لم يخلقه ليستعبده. كما أن الإنسان لم يُخلق صدفة. إلا أنه لا ينبغي أن يغيب علينا أن هذا المنظور اللاهوتي بجملته هو منظور غير متوازن يخفي أجندة غير كتابية من خلفه. الأجندة هي أن الله يركز على العلاقة والشركة، وليس له مطالب. لا يطلب طاعة أو عبادة. يقولون أن الله لم يخلق الإنسان ليستعبده، ويقصدون من خلف ذلك أن الله غير محتاج لعبادة الإنسان. كما ادعى ماهر صموئيل في مرات كثيرة. صحيح أن الله غير محتاج إلى طاعة الإنسان أو عبادته. إلا أنه يطلبهما منه. بل ويستحقهما أيضًا لكونه الخالق والملك. وطلب الله للطاعة والعبادة من البشر يشكل بع...

هل إنجيل غفران الخطايا إنجيل نفعي كما يدعي بعض الوعاظ؟

يصف بعض الوعاظ البروتسانت إنجيل غفران الخطايا على أنه: الذين يريدون الخلاص من جهنم يريدون بوليصة تأمين ضد الحريق (ماهر صموئيل) مؤمنو باركود لو عليك البار كود هتروح السما (أوسم وصفي) مصاصو دماء يريدون يسوع لأجل دمه (أوسم وصفي) أصحاب هذه التصريحات يريدون إيهامنا بأن الإنجيل الذي يقدم غفران الخطايا، والحياة الأبدية، هو إنجيل نفعي. والراغبون بهذا الإنجيل لا يريدون يسوع نفسه بل مصلحة منه. بل وصل بهم الحد إلى وصفنا بالتوحش (مصاصو دماء). أما الإنجيل الذي يقدمونه هم، والذي يمكن تسميته بـ الإنجيل الاختباري، إذ يختزلون الخلاص ويحصرونه في حالة اختبارية حاضرة، يضعون ذلك الإنجيل في المقابلة مع إنجيل غفران الخطايا. وكأن إنجيلهم ليس إنجيلاً نفعيًا بل يجعل المؤمن يرغب في يسوع نفسه بدلاً من منافع العلاقة به. يصورون إنجيل الغفران على أنه إنجيل مصلحة، بينما إنجيلهم يخص العلاقة بشخص وليس طمعًا في منفعة منه. على أن هذا قمة التشويه المغرض لإنجيل غفران الخطايا. على الأقل للأسباب الآتية: أولاً، في الإنجيل لا نستطيع الفصل بين العطية والعاطي. فالمسيح أعطانا نفسه في الفداء. وهو ليس فقط يعطي الغفران، بل هو غافر...

هل البدلية العقابية هي طريقة القدماء في وصف الخليقة الجديدة كما يدعي أوسم وصفي؟

في هذا الفيديو ( أنقر هنا )، يطعن أوسم وصفي في البدلية العقابية، بأكثر من طريقة. أولاً بوضعنا أمام مأزق مفتعل بأن يخيرنا بين الخليقة الجديدة وبين البدلية العقابية. يتسائل وصفي: هل الخلاص هو البدلية العقابية أم الخليقة الجديدة؟ في الحقيقة، لسنا مضطرون للاختيار بين الإثنين كما يحاول وصفي اختزال الأمر. الخلاص هو كل من البدلية العقابية والخليقة الجديدة (وأكثر من ذلك). ثانيًا يطعن وصفي (مقتبسًا إن تي رايت) في البدلية العقابية أيضًا من خلال طمسها وجعلها وتعليم الخليقة الجديدة شيئًا واحدًا. يدعي أن القدماء، في العهد القديم، قاموا بالتعبير عن مفهوم الخليقة الجديدة من خلال الحديث عن غفران ما تقدم وما تأخر من ذنب في يوم الكفارة (يستعمل وصفي هنا لغة إسلامية معربًا عن أيديولجية تعددية). ومن خلال الحديث عن تحرير العبد في الفداء وكأنه يبدأ حياة جديدة. ومن خلال الحديث عن محو الصك وكأنه يبدأ حياة جديدة بعد تمزيق وثيقة مديونيته. استخدم القدماء، بحسب ادعاء وصفي، صورًا مختلفة لكن المفهوم الذي قصدوه هو الخليقة الجديدة. وللرد على هذا الادعاء نقول: يطمس وصفي جوانب الكفارة المختلفة باختزالها في جانب واحد. فا...

تعليم تيموثي كلر بـ "الرقصة الإلهية" .. هل هو قويم؟

في هذا الفصل من كتاب Engaging with Keller يقوم كيفين بيدويل بتفنيد التعاليم غير القويمة للاهوتي المعروف تيموثي كلر والمختصة بالثالوث. سأقوم بتلخيص رد بيدويل على ما يُعَلِّمه كلر حول ما أسماه بـ "الرقصة الإلهية"، ثم بعض الملاحظات الختامية. ولكن ينبغي أولاً ملاحظة أن هذا المصطلح يتم ترجمته إلى العربية في بعض الأحيان إلى "الرقصة السماوية". إلا أن كلر استخدم تعبير Divine Dance للإشارة أن هناك رقصة من الحب وبذل الذات بين الأقانيم كما سيأتي الذكر. ولعل السبب في هذه الترجمة هو التخفيف من وطأة التعبير الأصلي لدى كلر. يبدأ بيدويل حديثه بامتداح نية كلر في إحياء تعليم مهمل ولكن هام جدًا وله تضمينات خطيرة للحياة المسيحية ألا وهو تعليم الثالوث. إلا أن كلر في سبيل شرحه لهذا التعليم الخطير بلغة يفهمها الإنسان الغربي المعاصر حاد عن قويم الإيمان. وبيدويل لا يتناول كل ما قاله كلر عن الثالوث، ولكن عن تشبيه معين استعمله كلر بصفة خاصة لشرح تلك العقيدة. وطبقًا لكمات كلر نفسه: "لا تتميز حياة الثالوث بالتمركز حول الذات، بل بالمحبة الباذلة للذات والمتبادلة (بين الأقانيم). عندما نفرح و...

نظرة على تعليم تيموثي كلر عن الجحيم

هذا المقال هو ملخص لأحد فصول كتاب يقوم بتحليل وتفنيد التعاليم غير القويمة لتيموثي كلر. كاتب الفصل هو وليام شوايتزر والذي يقوم بالاشتباك مع ما يطرحه كلر حول عقيدة الجحيم. يبدأ شوايتزر تحليله بالقول أن الثقافة الغربية المعاصرة تنادي بسلطان الإنسان، الأمر الذي يجعل تعليم مثل أن الإنسان هو الذي يرسل لنفسه للجحيم سائغًا لديهم. وكلر مشغول بإنسان ما بعد الحداثة المعاصر. وإن كان هذا في حد ذاته أمر جيد، إلا أن كلر قام بتمويع الحقائق الكتابية لتكون سائغة للإنسان الغربي المعاصر. يلخص شوايتزر تعاليم كلر غير القويمة حول الجحيم (والتي جاءت متأثرة بتعاليم سي إس لويس)، في هذه المبادئ الثلاث: الله لا يرسل إلى الجحيم بل البشر هم الذين يرسلون أنفسهم إلى هناك، وأن لا أحد يريد الخروج أو الهروب من عقاب الجحيم، وأن العقاب ذاتي بحيث أن البشر هم الذين يُنْزِلونه على أنفسهم. يرد شوايتزر على تلك الأخطاء اللاهوتية بالتأكيد على أن الكتاب المقدس يعلِّم بعكس ذلك: فالله نفسه هو الذي يُرْسِلُ الأشرار إلى الجحيم، وأن الله نفسه هو الذي يبقيهم في الجحيم إلى الأبد، وأن عقاب الجحيم يُنْزِله الله بنفسه. أولاً، الله نفسه هو ...