المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف فن

المسيح يعظ في القهوة

صورة
لوحة منتشرة من دير الدومينيكان وعنوانها "المسيح يعظ في القهوة". ولكن تبدو لي وكأنها إعادة بناء reconstruction للوحة "العشاء الأخير" لداڤينشي. توجد مجموعة عن يمين المسيح وأخرى عن يساره، عددهم ١٢، والمسيح يتوسطهم. يتناول الحاضرين أشياء لكنها ليست الخبز والكأس. أشبه بمائدة والطعام ليس فيها مشتركًا أو واحدًا. وما قد يشير هذا إليه من عقائد مختلفة وأساليب حياة أو سلوكيات مختلفة كلها مقبولة في وجود المسيح. اللوحة تشير بأن المسيح يجد مكانه، لا وسط الكنيسة، ولكن فيمن هم خارجها. المسيح ليس واقفًا ليبشر خطاة (فالخطاة لا يوعظون بل يُبشرون)، ولكنه جالسًا ومستريحًا وسطهم ليعظ. إنه مسيح القهوة البلدي. أو قل أنها كنيسة القهوة البلدي. أو أنها مسيحية القهوة البلدي. أرى أن هذه اللوحة مؤسسة على منهج مُعادي للكنيسة المؤسساتية. أي الكنيسة كمؤسسة؛ لها تعاليم ثابتة، وأعضاء ظاهرون (مُعَمَّدُون)، وشيوخ ومُعَلِّمُون يسهرون على نقاوتها، من خلال الوعظ والتعليم والتأديب الكنسي. ناهيك عما يحويه مضمون هذه اللوحة من فكر شمولي يونفيرسالي يشير بأن المسيح يوجد خارج الكنيسة وبالتالي خارج المسيحية. فما ...

هل يمكن دمج التنمية البشرية بالمسيحية؟

"هل أنت مستعد لمستقبل ما بعد الإنسان؟ نحن نعيش في عصر تحولات جذرية في العلوم والتكنولوجيا والمنظور الكوني. يكمن في صميم المنظور الكوني السائد الآن في مجتمعنا (الغربي) التأكيد على أن البشر لديهم الحق، إن لم تكن المسؤولية، في ‘تطوير’ أنفسهم بكل الطرق. في ثقافة تحتفل بالشباب والجاذبية والإنجاز، فإن فكرة التطوير الشخصي تمتد الآن إلى ما هو أبعد مما كان يمكن أن تتخيله الأجيال السابقة". (ألبرت مولر) ما هي التنمية البشرية؟ يعرِّفها قاموس ميريام ويبستر كالآتي: "فعل أو عملية تحسين الذات من خلال الأفعال الذاتية". قاموس آخر يعرِّفها: "تحسين عقل المرء، وشخصيته، إلخ، بواسطة المجهودات الذاتية". التنمية البشرية إذًا هي تحسين الذات أو مساعدة الذات بالمجهودات الذاتية. وتعريف القاموس العلماني للتنمية البشرية يخبرنا بشيء عن حقيقة العلاقة بينها وبين المسيحية. هل التنمية البشرية علم؟ يجيب عالم النفس جيم تايلور عن هذا السؤال بـ "لا". ومختصر ما يقوله تايلور في مقال له نُشر على موقع علم النفس psychologytoday.com وبعنوان "التنمية البشرية: هل حرفة مساعدة الذات غشًا؟...

هل عرفات جزيرة غمام هو المسيح؟

صورة
ليس لدينا أية مشكلة مع الفن في حد ذاته. ولكن في المحتوى المُقَدَّم فيه. والسؤال الخطير الذي ينبغي أن نسأله بخصوص عمل فني ما: هل هذا العمل يفترض (يعلّم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة) صحة العقائد المسيحية الجوهرية؛ الثالوث وألوهية المسيح والكفارة البدلية؟ وهذا ليس طمعًا من طرفنا أن نتوقع لعمل فني ما أن يشير إلى هذه التعاليم الجوهرية. إذ أن المسيحية لا تستطيع أن تحتمل خسارة أي منها. فسياحة المسيحي مثلاً عمل أدبي لكنه يؤكد كل التعاليم السابقة، ويفترض عصمة ومعيارية الكتاب المقدس. العمل الفني أو الأدبي غير المؤسس على التعاليم السابقة هو في الحقيقة عمل مضاد للحق المسيحي. لا يوجد حياد في الحق؛ إما معه أو ضده، إما حق أو باطل. ولا سيما إن كانت الحقائق التي يتم إغفالها جوهرية بالنسبة للإيمان المسيحي. على سبيل المثال، أن تكتفي بتصوير المسيح على أنه إنسان بار، أو مصلح ديني، أو ثائر ضد الظلم الاجتماعي، أو معلم ديني أخلاقي، هو تشويه بالغ لصميم الحق المسيحي. لأن هذه، وإن كانت صحيحة في حد ذاتها، لكنها لا تعبر عن جوهر حقيقة شخص المسيح وعمله. المسيح هو اللاهوت متحدًا بالناسوت لإنجاز الكفارة بطاعته للناموس ...