المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف عقائد

تبادل الصفات كمنهج لفهم العلاقة بين طبيعتي المسيح

تمهيد لا شك أن العلاقة بين طبيعتي المسيح تُعد من أصعب المواضيع في الفهم اللاهوتي المسيحي. وقد أدّت هذه الصعوبة إلى ظهور هرطقات متنوعة من جهة، وإلى انعقاد مجامع مسكونية وصياغة إقرارات إيمان من جهة أخرى للرد عليها. ومن بين محاولات الكنيسة لفهم هذه العلاقة، تأتي مساهمة اللاهوت المصلح التي تنظّم هذا الفهم من خلال مفهوم لاتيني يُعرف بـ Communicatio Idiomatum، والذي يمكن ترجمته إلى "تبادل الصفات" أو "نسبة الصفات". وقبل شرح هذا المصطلح، يجب التنويه أولًا إلى أن تعليم تبادل الصفات يقوم على أساس عقيدة الاتحاد الأقنومي، أي اتحاد الطبيعتين — الإلهية والبشرية — في شخص واحد هو الابن. لقد اتخذ الابن منذ لحظة تجسده في بطن العذراء مريم طبيعة بشرية، بحيث تتحد الطبيعتان في شخصه الإلهي الواحد بدون انفصال وبدون امتزاج. تعريف مبدأ تبادل الصفات بناءً على ذلك، يمكن القول إن مفهوم تبادل الصفات لا يعني انتقال الصفات بين الطبيعتين في المسيح، بل هو نسبة صفات كل طبيعة إلى شخص المسيح الواحد. ما يُنسب إلى كل طبيعة على حدة يمكن أن يُنسب إلى الشخص الواحد، أي إلى الابن المتجسد. لا تنتقل الصفات من ط...

الخطية الجدية والخطية الأصلية في عجالة

الخطية الجدية Ancestral Sin مصطلح (ومفهوم) أرثوذكسي شرقي، وهو مختلف عن مصطلح (ومفهوم) الخطية الأصلية Original Sin الذي يعلم به البروتستانت. والفرق بين المصطلحين ومن ثم المفهومين كبير. يُقصد بالخطية الجدية وراثة تبعات السقوط فقط؛ الموت وفساد الطبيعة. بينا تعني الخطية الأصلية وراثة كل من الفساد والذنب والدينونة. ومفهوم الخطية الجدية شرقي أرثوذكسي تعلم به الكنائس اليونانية. وبينما لا يُستعمل هذا المصطلح بين البروتستانت، إلا أن المفهوم نفسه ينادى به بواسطة غير المحافظين منهم. مثل قولهم أننا وارثون لنتائج السقوط فقط دون الاشتراك في ذنب آدم. والحجة اللاهوتية لدى القائلين بمفهوم الخطية الجدية، سواء اِسْتُعْمِل هذا المصطلح أم لا، هو أن الله ليس بظالم حتى يجعل نسل آدم يرثوا ذنبه. إذ ليس من العدل أن يكونوا مشتركين في ذنب لم يفعلوه. إلا أنه يبدو أن أصحاب مفهوم الخطية الجدية لم يدرسوا جيدًا تبعات هذا الادعاء. فبينما يرون أننا لم نرث سوى الموت من آدم، لا يصبح لديهم سى خيار من الإثنين؛ إما أن هذا الموت يحدث بصورة تلقائية دون يد لله فيه، أو أنه عقاب الله للإنسان. الادعاء بأن الموت يحدث بصورة تلقائية...

لماذا مركزية الصليب؟ الرد على وعاظ يهمشون الصليب

لكفارة المسيح جوانب متعددة؛ تجسده، وطاعته الإيجابية، وموته، وقيامته، وصعوده، وظهوره أمام وجه الله لأجلنا. فبطاعته الإيجابية للناموس تمم مطالبه نيابة عنا. وبموته على الصليب كبديل قدم استرضاء لغضب الله عنا. وبقيامته أعطى فعالية للصليب وأثبت لاهوته ومن ثم صدق كفارته. وبصعوده دخل إلى الأقداس السماوية كسابق لأجلنا. وهو الآن يظهر أمام وجه الآب لصالحنا. كل جانب من هذه الجوانب الكفارية لعمل المسيح الواحد لا يقل أهمية عن الآخر. وكل جانب منها متداخل مع الآخر ويقود إليه. من منظور ما، فإن كل من الصليب والقيامة هامان بنفس القدر. إن القول أيهما أكثر أهمية مثلاً الصليب أم القيامة هو مثل القول أيهما أكثر أهمية للحياة المخ أم القلب؟ إذ بدون أي منهما ليس لدينا خلاص أو مسيحية. لكن، من منظور آخر يظل للصليب مركزية حتى أن القيامة نفسها تستمد قيمتها منه. فموت الصليب يؤدي إلى القيامة بحيث أنه يستحيل أن يكون لدينا قيامة بدون صليب. والقيامة إعلان بفعالية ونصرة وكمال عمل الصليب. كما أنه لو مات المسيح أية ميتة غير ميتة اللعنة والصلب، أو ليس بغرض التكفير عن الخطايا، ما كان للقيامة أية قيمة. وصحيح أن موت الصليب بدو...

كيف تساوي سويعات الصليب عقوبة الجحيم الأبدي؟

سبق وكتبت أن المسيح تحمل عنا على صليبه ذات عقوبة الجحيم. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا كيف يمكن اعتبار الصليب ذات عقوبة الجحيم أو يساويها بينما الأول محدود من حيث الزمن والثانية تستمر طول الأبدية؟ الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة. فهذا الحق به معلنات وسرائر. وبينما تستغلق علينا سرائره، إلا أننا نستطيع أن نتعلم بعض الأمور عنه من الكتاب المقدس مسترشدين بفهم الكنيسة على مر التاريخ. ونستطيع بداية القول أن السؤال له شقين؛ كيف لصلب محدود الوقت هكذا أن يُحسب كعذاب أبدي. وما للصلب بالجحيم. بالنسبة للشق الأول، أي من حيث مقارنة سويعات الصليب بعذاب الأبدية. علينا أولا أن نسأل أنفسنا: لو لم يكن المسيح تحمل ذات العقوبة التي كنا نستحقها نحن، إذًا، فقد أخذ عقوبة أقل. مما يعني أن الله تساهل مع أو خفض العقوبة المطلوبة. أي حدث تغيير في معايير عدل الله المعلنة في ناموسه. أو قد يعني أن الثمن لم يُدفع بالكامل. هل سيطالبني الله بالفرق إذًا؟ سؤال اخر: هل مات المسيح عن مؤمن واحد أم جميع المؤمنين؟ إن كان قد مات عن جميع المؤمنين به (وهذا حق)، كيف إذًا لعقاب شخص واحد يفي بعقاب الكثيرين؟ نفس السؤال يفرض نفسه علينا ب...

كيف تستمع لأي محتوى لاهوتي بأكثر تمييز؟

الرسالة التي تسمعها ليست فقط ما يُقال صراحة، بل ما يُقال ضمنًا، وما يتم إغفاله، وما تعنيه لباقي جوانب الحق أن تكون مؤمن فهذا يعني أنك تستمع إلى أو تشاهد مادة لاهوتية سواء في الكنيسة أو على هاتفك. والمؤمن في حاجة أن يكون مُمَيِّزًا إلى ما يسمعه. إنها وصية كتابية أن نمتحن كل ما يقال (أع ١٧ : ١١ ، ١ تس ٥ : ٢١ ، ١ يو ٤ : ١). ولا غنى لمعرفة الكلمة المقدسة لتمييز الادعاءات غير الكتابية. لكن إلى جوار الكلمة، توجد بعض الأدوات الأخرى التي تساعدنا على كشف الأكاذيب التعليمية. وأرى أن هناك على الأقل ثلاثة أسئلة ينبغي أن نسألها عن المحتوى اللاهوتي المُقَدَّم لنا. السؤال الأول: ما هي الافتراضات المُسْبَقَة الموجودة في هذا الطرح؟ لا تستطيع التعامل معاملة صحيحة ووافية مع أي خطأ لاهوتي دون تحليل الافتراضات المُسْبَقَة الموجودة فيه. الافتراضات المُسْبَقَة لا تقال صراحة ولكن تم افتراض صحتها قبل صياغة ذلك التصريح. إنها الأساسات التي لا تراها مباشرة ولكن تم تأسيس هذا التصريح عليها. في الكثير من الأحيان لن يمكنك تفنيد الخطأ دون وضع يدك على تلك الافتراضات الخفية. عند سماعك أي تصريح أو عظة أو تعليم، اسأل نفسك...

ما معنى أن الخطية موجهة ضد الله في الأساس؟

للخطية تأثيرات متعددة. فهي تغضب الله (تأثير على الله)، وتدمر الإنسان (تأثير على الإنسان)، وتفسد العلاقات بين البشر (تأثير على الخليقة). إلا أن التأثير الجوهري لها هو تأثيرها إلى أعلى، أي نحو الله. فالخطية في الأساس موجهة ضد الله وإن كانت فعل شرير تجاه الآخرين أو الذات أو الخليقة غير العاقلة. إنها تعدي على ناموسه وتحدي لسلطانه وإهانة لقداسته! هذا التعدي (التأثير على الله)، يؤدي بدوره إلى تدمير الإنسان (التأثير على الإنسان). إن كل حق متعلق بالخطية والفداء يجد أساسه في كون الخطية موجهة ضد الله. وكون الخطية موجهة ضد الله في الأساس أمر له تطبيقات لاهوتية عدة: ١ – أن عقاب الخطية (الموت) موجه من الله إلى الإنسان. أي أنه لا يحدث بصورة تلقائية أو أوتوماتيكية. بل هو قضاء مباشر من الرب. إنه شئ لا يعقل أن تكون الخطية موجهة ضد الله بينما لا يكون لله دخل في عقاب الإنسان. ٢ – أن كفارة المسيح موجهة إلى الله كثمن مدفوع نيابة عنا. استرضاء لغضبه المقدس واستيفاء لعدله وإكرام لقداسته وسلطانه. إن كانت الخطية موجهة ضد الله، وهي حقًا كذلك، فلابد لكفارة المسيح تأثير على الله (استرضاءه). ٣ – إن لم تكن الخطية في...

ما المشكلة في تعريف الخطية على أنها مجرد انتفاء للبر؟

أوضحت في مقالات سابقة كيف أن هناك بعض التعريفات للخطية تحوي بعض الحق عنها. إلا أنها في نفس الوقت تشوه مفهوم الخطية، إن كان المقصود بها تعريف جوهر الخطية. على سبيل المثال، هناك من يُعَرِّف الخطية على أنها (في الأساس) "الأنانية"، أو "الإنحصار في الذات" (ومن ثم أيضًا فالجحيم هو أن يسلمك الله لذاتك كما يقول سي إس لويس). ما من شك أن هذا هو أحد أبعاد الخطية. إلا أن تعريف الخطية بهذا الشكل غير صحيح. ليس فقط لأنه تعريف ذو منطق دائري يفترض صحة معيار ما آخر يقول أن الأنانية خطأ. وليس فقط لأن هناك أشكال من الاهتمام بالذات امتدحها الكتاب المقدس. فالله مثلاً يطلب مجده، والإنسان عليه أن يقوت جسده ويربيه. وليس أيضًا، لأن هناك أشكال من تفضيل الآخرين على أنفسنا إلا أنها في نفس الوقت غير مدفوعة بمجد الله أو محبته (مثل أن يفضل الإنسان أحباءه على الله). بل الأهم من كل ما سبق هو أن ذلك التعريف للخطية يغفل حقيقة كونها تعدٍ على ناموس الله في الأساس. البعض أيضًا يُعَرِّف الخطية على أنها، التعلق بغير الله. مرة أخرى، فإن هذا أحد أبعاد الحق الكتابي المتعلق بالخطية. على أن اعتبار جوهر الخطية ه...

الطاعة الإيجابية للمسيح

"إن طاعة المسيح للناموس، وإحتسابها لنا، ليست أقل أهمية لتبريرنا أمام الله، من تحمله لآلام عقوبة الناموس، وإحتسابه لنا، لتحقيق نفس الغاية". (جون أوين) الطاعة الإيجابية تعليم مهمل ‏ رغم القيمة الكفارية العُظمى لطاعة المسيح الإيجابية عنا طيلة حياته على الأرض، إلا أنه مع كل أسف فهو تعليم مهمل. ولا سيما لدى ‏البروتستانت الناطقون بالعربية. بالمقابلة مع ذلك، ينسب أصحاب اللاهوت الشرقي تقريبًا كل القيمة الكفارية للتجسد وحياة المسيح ‏على الأرض مع إهمال الصليب لدرجة الطعن في البدلية العقابية. فالكفارة بالنسبة لهم هي اتحاد اللامحدود بالمحدود لكي يشفه (وهذا ‏صحيح ولكن بشرط عدم إنكار باقي جوانب الكفارة من طاعة إيجابية وبدلية عقابية). وبينما يشكل موت الصليب لنا كبروتستانت ‏مركز الكفارة، إلا أننا لسنا في حاجة لإنكار القيمة الكفارية لحياة المسيح للرد على هذا التطرف لللاهوت الشرقي. بل إننا نكون قد ‏أخطأنا خطأً كبيرًا إن أنكرنا تمثيل المسيح لنا في طبيعته وحياته وتقواه. وكما يقول بافينك "لذلك، إنه لأمر متناقض تمامًا مع الكتاب ‏المقدس، أن نحصر عمل المسيح ‏‎‘‎الإسترضائي‎’‎‏ (الكفاري) في آلام...

مشروع الكتاب المقدس ولاهوت مجمع الآلهة

صورة
يروج تيم ماكي صاحب خدمة مشروع الكتاب المقدس الشهير Bible Project لما يسمى بـ "لاهوت مجمع الآلهة" Divine Council Theology. في سلسلة فيديوهات منشورة على قناة مشروع الكتاب المقدس باللغة الإنجليزية بعنوان "الكائنات الروحية" وأبرزها فيديو بعنوان The Divine Council يطرح تيم ماكي هذا الفكر. له أيضًا لقاء يعلن فيه صراحة عن تأثره بهذا المنهج اللاهوتي. فضلاً عن ذلك فإن هذه التعاليم غير القويمة قد أخذت في الانتشار في الأوساط الإنجيلية الغربية والفضل يرجع لصياغة وترويج اللاهوتي مايكل هايزر لهذا الفكر من خلال كتابه وفيلمه الوثائقي The Unseen Realm . وعلى حد معرفتي (وبدون ذكر أسماء) هذا الكتاب موجود باللغة العربية ولكن تحت إسم مؤلف آخر غير مؤلفه الأصلي. سأقوم أولاً بتقديم مخلص لهذا الفكر ثم تفنيد عام له. قرأت كتاب هايزر السابق الإشارة إليه وشاهدت الوثائقي ثلاث مرات. سأستعين بالوثائقي لأنه أكثر إيجازًا في عرض أفكار هايزر. يبدأ الوثائقي بهذه العبارة الرنانة: "يومًا ما سنحل نحن المؤمنون محل بنو الله المتمردون في المجمع الإلهي". وهي ملخص لفكر هايزر حول الخلق والسقوط والفداء...

خطورة التمييز بين العقائد المركزية والعقائد غير المركزية

ليست كل التعاليم المسيحية متساوية من حيث الأهمية. بل يوجد فيها تعاليمًا جوهرية وأخرى ثانوية. وقد أدرك المصلحون البروتستانت هذا الأمر الخطير فقاموا بالتمييز بين ما هو جوهري وما هو ثانوي. وعن هذا التمييز الحرج الذي قام به المصلحون، يقول المؤرخ ريتشارد مولر: "العقائد الأساسية articuli fundamentales : هو مفهوم عقائدي ... يتم بموجبه تمييز العقائد الأساسية الضرورية للإيمان المسيحي عن العقائد الثانوية أو المشتقة منطقيًا. وبالتالي فإن العقائد الأساسية هي تلك العقائد التي بدونها لا يمكن للمسيحية أن توجد والتي تكون سلامتها ضرورية للحفاظ على الإيمان. هذه الفئة من العقائد الأساسية تشمل فقط العقائد التي قدمها الوحي، أي عقيدة الخطية وعواقبها، عقيدة شخص وعمل المسيح، عقيدة القيامة، وعقيدة الكلمة المكتوبة كأساس للإيمان". وعن العقائد غير الأساسية، يضيف مولر: "العقائد غير الأساسية articuli non-fundamentales : هي عقائد لا يهدد إنكارها عقيدة الخلاص لأنها ليست أساسية للحفاظ على الحق المسيحي ولا تتعلق بالأهداف الأساسية للإيمان ... مثل هوية ضد المسيح وطبيعة الملائكة. هذه العقائد، مع ذلك، هي كتا...

المسيح وليس العقيدة؟

للدكتور ماهر صموئئل بعض العبارات الرنانة التي يضع أمامنا فيها مأزقًا مفتعلاً، يخيرنا فيه بين أمرين لسنا مضطرون للاختيار بينهما. وهو نفس المأزق المفتعل له، ولكنه يقوله بصيغ مختلفة في مناسبات مختلفة. والعبارات التالية هي أمثلة على ذلك: "المسيح بالنسبة لي ليس عقيدة أتبعها لكن شخص يعيش في وأعيش فيه". "أنا لا أؤمن بموت وقيامة المسيح بل بالمسيح الذي مات وقام". "الإنجيل ليس خبر نتناقله لكن قوة الله". "البوذية من غير بوذا بوذية، المسيحية من غير شخص المسيح، ماهياش مسيحية". "المسيح لم يأتي ليخلصنا من الجحيم لكن ليرد لنا إنسانيتنا". مأزق واحد مفتعل بين العقيدة والمسيح، بين التعليم والاختبار، بين العلاقة الشخصية مع المسيح والحقائق المتعلقة به. وبالارتباط مع ذلك هو أيضًا مأزق مفتغل بين: الاختبار والمقام، بين حالتنا ومركزنا في المسيح، بين الخلاص في الحاضر والخلاص الأبدي. الاختبار في تضاد مع العقيدة من ناحية، وفي تضاد مع المقام القضائي الأبدي من ناحية أخرى. إنها نفس الأجندة المضادة للحق الكتابي ولكنه يلونها بألوانًا مختلفة. من يقول لك أن "الم...

هجوم على الخدام أم خدمة تمييز ... ؟

عندما تقوم بتفنيد تعاليم غير كتابية لأحد الوعاظ، يقولك: ده هجوم على الخدام، تشويه لصورتهم، غِيرة منهم. كل هذا وارد من أي شخص، لكن صدق هذا الادعاء من عدمه يعتمد على الأسلوب. هل هو أسلوب موضوعي أم طريقة بها شخصنة. لكن في الغرب ... يسمون كشف التعاليم غير الكتابية وتعريتها "خدمة تمييز" Discernment Ministry . نعم كشف وتعرية لأنها أكاذيب مختبئة وراء مصطلحات مسيحية. ونعم هو تمييز بين الحق والباطل. بين الإنجيل والأناجيل الأخرى. تمييز بين ما يلمع وبين الذهب الحقيقي. بين تعاليم الرسل الحقيقيون وادعاءات الرسل الكذبة. بين ما يقوله أنبياء الرب وما يدعيه أنبياء البعل. بين المسيح وأضاده. امتحان للأرواح. إن كشف التعاليم الكاذبة إذًا فضيلة وليس رذيلة. خدمة تمييز وليس هجوم. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ. (١ يوحنا ٤: ١) إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً، وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ ا...

الطبيعة الثالوثية لله: اختبار مصداقية أي تعليم

الطبيعة الثالوثية لله، حق يتميز به الإيمان المسيحي وحده. وهي بمثابة المحك أو اختبار المصداقية Litmus Test الذي يقوم أو يسقط عليه أي تعليم أو ادعاء. كل تعليم من شأنه تشويه الوحدة الثالوثية والتناغم الثالوثي هو تعليم كاذب. على سبيل المثال: الادعاء الأرميني بأن المسيح مات من أجل جميع البشر (وليس من أجل المختارين بصفة جوهرية)، يفصل الآب عن الابن لكون الابن (طبقًا لادعاءهم) لم يمت فقط عن الذين اختارهم الآب وأعطاهم للابن، بل للجميع بما في ذلك الذين سيهلكون. ويفصل الروح عن الابن أيضًا لأن المسيح مات لأجل الجميع بما في ذلك الذين لم يعمل فيهم الروح القدس عمل التجديد الفعال. الادعاء الشمولي Inclusivism أو العالمي Universalism أيضًا بوجود خلاص خارج المسيحية، يفصل الآب عن الابن، لأنه يجعل الإيمان الواعي بالمسيح غير ضروري. ويفصل الابن عن الروح القدس لأنه (بحسب زعمهم) يمكن لشخص غير مسيحي أن يولد ثانية (بعمل الروح) دون ضرورة أن يؤمن بالمسيح إيمانّا واعيًا. من الجدير بالذكر، أن الأرمينية تقود، لاهوتيًا ومنطقيًا إلى عالمية الخلاص. لهذا سمعنا الهجمة الأخيرة، من واعظ بروتستانتي معروف، على تعليم الاختيار ...

ما المشكلة في تعريف الخطية على أنها كل ما نفعله عندما نكون غير مكتفون بالله؟

صورة
يُعَرِّفُ جون بايبر الخطية على أنها: "الخطية هي كل ما تفعله عندما يكون قلبك غير مكتف بالله". ميزة هذا التعريف أنه يلفت النظر إلى حالة القلب بحيث أن كل شئ يعمله الإنسان، بما في ذلك الأعمال الصالحة والخدمة، بينما هو غير مكتف بالله، فهو خطية. وهذا أمر سليم، إلا أنه ليس الصورة بأكملها. إنه جزء من الحقيقة ولا ينبغي أن يشكل الحق الجوهري المتعلق بالخطية. إن هذا التعريف به أكثر من مشكلة. أهمها هو أنه متمركز حول الإنسان. إذ ينطلق في تعريف الخطية من أسفل إلى أعلى، وليس من أعلى إلى أسفل (كما ينبغي أن يكون). فما يحدد الخطية من عدمها في الأساس، طبقًا لهذا التعريف، هو موقف الإنسان نحو الله (وليس موقف الله تجاه الإنسان كما يغفل التعريف). مدى اكتفاء الإنسان بالله، وليس مدى رضا الرب عن الإنسان. بكلمات أخرى، إن هذا التعريف يحدد معنى الخطية بالإشارة إلى الإنسان نفسه وليس الله. قياس طبيعة الإنسان على الإنسان ذاته. أنثروبولجي غير مؤسس على الثيولوجي بروبر (وهذا مخالف للمنهج المصلح المؤسس على مركزية الله). إن المشكلة في هذا التعريف تتضح أكثر إن سالنا أنفسنا هذا السؤال: طبقًا لأي مقياس أنا مكتف بالل...