المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف غضب الله

الدكتور ماهر صموئيل يهون من خطورة الجحيم لدى سامعيه

إن إقلال ماهر صموئيل من خطورة الجحيم ليس تصريحًا عفويًا واحدًا، بل هو منهج متسق لديه، وقد عبر عنه في تصريحات كثيرة في مناسبات مختلفة. ولا ينبغي أن يفاجئنا ذلك بما أنه يرى الخلاص، لا كتوقع إسخاطولوجي (الخلاص من الغضب الآتي)، بل كحالة اختبارية حاضرة. بكلمات أخرى، فإن المسيح، طبقًا له، لم يأتي ليخلص البشر من دينونة الله، بل ليسترد للإنسان إنسانيته. بالاتساق مع ذلك، يستنكر الكرازة المنطوقة ولا يرى أن الإنجيل خبرًا. يعلم أيضًا ماهر صموئيل بأن هناك من سيخلصون من خارج المسيحية. إنكار حصرية المسيح يعني عدم وجود خطر الجحيم بما أن الأغلبية سيخلصون إن لم يكن الجميع. وقد أفردت مقال آخر مستقل لتوثيق تعليم ماهر صموئيل بوجود خلاص خارج المسيحية. فضلاً عن ذلك، فهو يرى هناك إمكانية بأن يكون الجحيم مؤقتًا (كما سيأتي الذكر). ما سأفعله هنا هو أني سأضع تعاليم ماهر صموئيل عن الجحيم ثم سأتلوها بتعاليم المسيح نفسه عن ذات الأمر للمقارنة. في التصريحات الآتية يقوم ماهر صموئيل: بالإقلال من خطورة الجحيم، تخدير الضمائر المبكتة، اعتبار البشارة بالحياة الأبدية والنجاة من الجحيم هو إنجيل نفعي، تحريف معني الجحيم بجعله ا...

هل إنجيل غفران الخطايا إنجيل نفعي كما يدعي بعض الوعاظ؟

يصف بعض الوعاظ البروتسانت إنجيل غفران الخطايا على أنه: الذين يريدون الخلاص من جهنم يريدون بوليصة تأمين ضد الحريق (ماهر صموئيل) مؤمنو باركود لو عليك البار كود هتروح السما (أوسم وصفي) مصاصو دماء يريدون يسوع لأجل دمه (أوسم وصفي) أصحاب هذه التصريحات يريدون إيهامنا بأن الإنجيل الذي يقدم غفران الخطايا، والحياة الأبدية، هو إنجيل نفعي. والراغبون بهذا الإنجيل لا يريدون يسوع نفسه بل مصلحة منه. بل وصل بهم الحد إلى وصفنا بالتوحش (مصاصو دماء). أما الإنجيل الذي يقدمونه هم، والذي يمكن تسميته بـ الإنجيل الاختباري، إذ يختزلون الخلاص ويحصرونه في حالة اختبارية حاضرة، يضعون ذلك الإنجيل في المقابلة مع إنجيل غفران الخطايا. وكأن إنجيلهم ليس إنجيلاً نفعيًا بل يجعل المؤمن يرغب في يسوع نفسه بدلاً من منافع العلاقة به. يصورون إنجيل الغفران على أنه إنجيل مصلحة، بينما إنجيلهم يخص العلاقة بشخص وليس طمعًا في منفعة منه. على أن هذا قمة التشويه المغرض لإنجيل غفران الخطايا. على الأقل للأسباب الآتية: أولاً، في الإنجيل لا نستطيع الفصل بين العطية والعاطي. فالمسيح أعطانا نفسه في الفداء. وهو ليس فقط يعطي الغفران، بل هو غافر...

النصرة على الشيطان من خلال البدلية العقابية

تلخيص لأفكار جيرمي تريت إحدى الطرق التي يتم من خلالها الهجوم على تعليم البدلية العقابية هو وضعه في منافسة أو تضاد مع النصرة على الشيطان والتي يطلق عليها أكاديميًا "كريستوس فيكتور" (المسيح المنتصر). وكأن كل منهما يستبعد الآخر بالضرورة. إلا أن هذا غير صحيح. بل إن هناك تناغم وتكامل بين هذين الجانبين من الكفارة. في السطور التالية سألخص أفكار اللاهوتي جيرمي تريت حول العلاقة بين البدلية العقابية والنصرة على الشيطان. يبدأ تريت معالجته للموضوع بالتعمق إلى جذور المشكلة. أي أن الكفارة هي حل لمشكلة. ومشكلة الإنسان متعددة الجوانب. فهو في عداوة مع الله وتحت عبودية الشيطان في آن واحد. إلا أن ثمة علاقة وطيدة بين هذين الجانبين من المعضلة الإنسانية. يُعَلِّم تريت بأن مشكلة الشيطان اشتقاقية من مشكلة الإنسان مع الله. أي أن كون الإنسان مهزوم أو مستعبد من الشيطان لهو أثر من آثار العلاقة المكسورة مع الله. بكلمات أخرى، فإن الإنسان مستعبد في مملكة الشيطان لأنه مطرود من ملكوت الله. وهو تحت سلطان الشيطان لكونه تمرد على مُلك الله. لكن كيف يمارس الشيطان سلطانه على الإنسان؟ يجيب تريت بأن الشيطان يمارس سل...

ما المشكلة في تعريف الخطية على أنها التعلق بغير الله؟

لفت نظري تشابه في المنهج في تعريف الخطية لدى كل من جون بايبر وتيم كلر. يقول بايبر أن الخطية، في جوهرها، هي كل ما نفعله ونحن غير مُشْبَعُون بالله. ويعلِّم كلر بأن الخطية، في الأساس، هي عبادة الوثن. والوثن هو كل شئ نضعه في مكان الله حتى وإن كانت أشياء جيدة في حد ذاتها. هذا المنهج أيضًا نجده لدى بعض الوعاظ الناطون بالعربية. في نهاية المطاف فإن بايبر وكلر يتفقان على أن الخطية ليست بالضرورة خرق للناموس بعمل أشياء سلبية كالقتل أو الزنا او السرقة. بل قد تكون أشياء جيدة في حد ذاتها كالعمل والعلاقات الأسرية والنجاح إن أخذت مكان الله في حياتنا. الخطية هي كل شئ نتعلق به أو نعبده أو نحبه أكثر من الله. ومما لا شك فيه فإن هذا حق كتابي. ويلفت النظر إلى أمر قد نغفله بسهولة في كون الخطية أشياء إيجابية قد تأخذ مكان الله في قلوبنا. إلا أن هذا التعريف للخطية يظل تعريفًا غير متوازنًا. ويفشل في فهم جوهر الخطية كما يعلِّم بها الكتاب المقدس. الخطية في جوهرها هي خرقًا للناموس. وهذا الخرق يمكن أن يكون بصورة إيجابية أو بصورة سلبية. أو كما يُعَبَّر عنه في الفكر المصلح: الخطية قد تكون تعدٍ أو تقصير. إلا أنها في ال...

بعض تعاليم دالاس ويلارد غير الكتابية

أبرزت في مقال سابق كيف أن "دالاس ويلارد يزدري بتعليم النعمة ويهمش الجانب القضائي من الخلاص". هذا الطعن في الجانب القضائي من الخلاص، رغم كونه في حد ذاتي تعليم غير كتابي، يصاحبه من ناحية أخرى تعاليمًا غير كتابية. ذلك لأن اللاهوت منظومة تعليمية إن اختل أحد الجوانب المركزية فيها اختلت باقي الجوانب معها. على سبيل المثال، معروف أن ويلارد هو أحد قطبي حركة التشكيل الروحي الحديثة (جنبًا إلى جنب مع ريتشارد فوستر). هذا التركيز على الجانب الاختباري والسلوكي يأتي بالاتساق مع الطعن في الجانب القضائي من الخلاص. مركزية الاختبار والسلوك بدورهما يؤديان إلى الشمولية وعالمية الخلاص. كل هذا، وأكثر، نجده لدى ويلارد. فيما يلي بعض التعاليم الخطيرة لدالاس ويلارد: الشمولية في العبارة الآتية الصادمة لويلارد، يقول أنك لو تمكنت أن تجد طريق أفضل (من يسوع) فيسكون يسوع أول من يشجعك على أخذها. وإلا فأنت لا إيمان لك به: "إذا تمكنت من إيجاد طريق أفضل، فسيكون يسوع هو أول من يخبرك بأخذها. وإذا كنت لا تصدق ذلك عنه، فأنت ليس لديك إيمان به، لأن ما تقوله حقًا هو أنه سيشجعك على تصديق شيء خاطئ"(كريستيانتي تو...

هل يؤمن الدكتور ماهر صموئيل بالبدلية العقابية؟

في الحقيقة لم أسمع عظة "الدين والإنجيل" للدكتور ماهر صموئيل. سأسمعها قريبًا إن شاء الرب. ولكن ... لا أحتاج أن أسمعها لأحكم على ما إذا كان يُعَلِّم بالبدلية العقابية أم لا. فقد سمعت للدكتور ماهر صموئيل ما يكفيني لأؤكد أنه لا يؤمن ولا يُعَلِّم بالبدلية العقابية طبقًا للمفهوم الإنجيلي المصلح. طبعًا الدكتور ماهر صموئيل لا يؤمن بالبدلية العقابية. وقال صراحة أنه لديه ثلاث مشاكل معها (أعتقد أن هذا في حد ذته يكفي ويبقى نوع من حسن النية المفرط لو توقعت إنه يقولك بحصر اللفظ أنه يرفضها أو يجحدها). وبالمناسبة هو لديه مشاكل تقريبا مع كل العقائد الإنجيلية؛ خمس مشاكل مع الكالفينية، وثلاث مشاكل مع الاختيار. وهذا أيضًا في حد ذاته كفيل بأن يخبرك بشئ عن موقفه من البدلية العقابية (أي رفضه للخلاص القضائي واعتناقه للخلاص كتغيير في الحاضر). ولا نستغرب إن كان لديه مشاكل مع التبرير القضائي Forensic حتى ولو لم يقل ذلك صراحة (التبرير القضائي هو إعلان قضائي بواسطة الله أن الخاطئ بار باحتساب بر المسيح له). إذ قام بتبني المفهوم الكاثوليكي للتبرير والمضاد للمفهوم البروتستانتي (عظة التبرير باجتماع الشباب بك...

موقف المسيح من بعض إظهارات غضب الله في العهد القديم

فضلاً عن أن الرب يسوع المسيح لم يقل أي شئ سلبي على إظهارات غضب الله ودينوناته في العهد القديم. فقد صادق على تلك الدينونات ورأى فيها إنذارًا لغضب إلهي أعظم عندما يأتي لدينونة الأشرار. يقول يسوع عن طوفان نوح: "وكما كانت أيام نوح، كذلك يكون أيضا في مجئ ابن الإنسان. لأنه كما كانوا في الأيام التي قبل الطوفان، يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك، ولم يعلموا حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع، كذلك يكون أيضًا مجئ ابن الإنسان" (مت ٢٤ : ٣٧ – ٣٩). ولعل هذا كان خلفية المشابهة التي عملها بطرس بين هلاك العالم القديم بالماء المخزون، وهلاك العالم الحالي في الدينونة العتيدة بواسطة النار (الطاقة الذرية الكامنة في المادة): "وأما السماوات والأرض الكائنة الآن، فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها، محفوظة للنار إلى يوم الدين وهلاك الناس الفجار" (٢ بط ٣ : ٧). يقول أيضًا عن سدوم وعمورة: "ولكن اليوم الذي فيه خرج لوط من سدوم، أمطر نارًا وكبريتًا من السماء فأهلك الجميع. هكذا يكون في اليوم الذي يُظهر فيه ابن الإنسان" (لو ١٧ : ٢٩ – ٣٠). إن يسوع الذي دان بغضبه المقدس سد...

العامل المشترك بين التيارات الصوفية/الروحانية وبين الإلحاد الروحاني

إيه هو العامل المشترك بين التيارات الصوفية/الروحانية اللي بتركز على الخبرة أو الشعور الفردي experience ، وبين اللي قاله سام هاريس الملحد: "ينبغي الفصل بين الروحانية والدين، لأن هناك أناس من كل عقيدة، ومن لا عقيدة لهم، لديهم نفس جذور الاختبارات الروحية" ؟ الاتنين بينكروا الاسخاطولوجي المسيحي مع الفرق في الطريقة. التيارات الصوفية/الروحانية اللي بتركز على التوجه الشعوري الاختباري بتطعن في، أو على الأقل بتهمش، الجانب القضائي الإسخاطولوجي من الخلاص وبتقول إن الخلاص هو تأله، أو اتحاد بحياة المسيح، أو تشكيل روحي بغرض الاتحاد بالإلهي، أو استرداد للإنسانية. وده بيصاحبه في معظم الأحيان طعن صريح في كون الخلاص غفران للخطايا أو تبرير أو هبة الحياة الأبدية. يعني الخلاص، بالنسبة للتيارات الروحانية، حالة حاضرة تتلخص في اختبار فردي وليس خلاص اسخاطولوجي من غضب الله ودينونته الأخيرة. إنكار الجانب الاسخاطولجي القضائي من الخلاص هنا إنكار غير مباشر من خلال نقل التركيز من عليه للاختبار الفردي في الحاضر. ورغم إن إنكار هاريس للإسخاطولوجي المسيحي، اللي هو هنا دينونة الله وقضاءه الأخير، إنكار صريح (لأن...

ما معنى اشتراكنا في موت المسيح؟

هناك الكثير من النصوص الكتابية التي تقول أننا مُتنا مع المسيح (رو ٦ : ٨، ١٤ : ٨)، وصُلبنا معه (رو ٦ : ٦، ، غل ٢ : ٢٠)، واشرتكنا في آلامه (رو ٦ : ٦، ، غل ٢ : ٢٠). إلا أن ولا واحد من هذه النصوص يعني أننا اشتركنا في آلامه أو موته الكفاريين. ولكن للأسف فإن دعاة اللاهوت الشرقي يستغلون تمييزًا خطيرًا بين البدلية والنيابية لكي يطعنوا في البدلية العقابية أو الجانب القضائي من الخلاص. فالخلاص لدى هؤلاء شفاء أو تأله، المهم أن ينأوا به بعيدًا عن غفران الخطاية والنجاة من الجحيم. على سبيل المثال، يوجد قول منتشر للأب متى المسكين يُفهم منه أننا اشتركنا في موت المسيح الفدائي الذي أخذ فيه فسادنا: "أن المسيح لم يأخذ الخطية منا ليموت بها عوضًا عنا؛ بل أخذ جسد خطيتنا بعينه، وأمات الخطية الفعلية فيه، ولاشاها منه بموته. فهو لم يمت وحده على الصليب، فنحن كنا فيه علي الصليب ‘مع المسيح صلبت’. ونحن كنا فيه لما مات بالجسد الذي هو جسدنا وأمات الخطية، خطية العمد القاتلة، التي في الجسد الذي هو جسدنا ... ". المشكلة في هذا التعليم في الحقيقة هي مشكلة مزدوجة: أننا اشتركنا في آلام المسيح الكفارية، وأنه أخذ فساد...

تفنيد الاعتراضات على البدلية العقابية (٥‏)

لماذا يتطلب الله دفع ثمنًا لغفرانه؟ وكيف يكون غفرانًا أو مسامحة وهو مدفوع الثمن؟ ألا تتناقض فكرة الثمن أو التعويض مع فكرة الغفران؟ ولماذا مثلاً يأمر الله المسيحي أن يغفر لأخيه بدون دفع ثمن؟ أليس هذا تناقضًا أو كيلاً بمكيالين؟ هذه مجموعة اعتراضات ولكنها مرتبطة معًا حول فكرة ضرورة وجود ثمن لغفران الله لنا. إلا أن هذا الاعتراض يخطئ من أوجه كثيرة. فهو يقحم مفاهيم وتصورات بشرية على شخص الله وطبيعته. ويزيل التمييز الحرج بين الخالق والمخلوق. كما أنه غير منصف في نقده للبدلية العقابية على أنها تصوّر الله كإله قاسٍ يطلب ثمنًا لغفرانه من الخاطئ وكأنه لم يدبر بديلاً. معرفة أمور الله تكون بالإعلان وليست بإقحام تصوراتنا البشرية عليه استنكار وجود ثمن لغفران الله، طبقًا للادعاء هنا، هو محاولة لإقحام تصورات ومفاهيم بشرية على طبيعة الله وشخصه. في حين أننا يبنغي أن نخصع لإعلان الله عن نفسه وليس العكس. لهذا، فإن هذا الادعاء يفترض مسبقًا نوعًا من المعيارية اللاهوتية في تقرير ما هو الصلاح من عدمه أو ماهية الله. إنها محاولة لتشكيل الله طبقًا لمفاهيم بشرية عن الغفران. ولكن، لسنا نحن من يقرر ماهية الصلاح المتع...

"برأيك لماذا مات المسيح بالصلب لا بأي طريقه أخرى؟"

سؤال مُرسل من صديق: "برأيك لماذا مات المسيح بالصلب لا بأي طريقه أخرى؟" العهد القديم يقول "وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت، فَقُتِلَ وعلقته على خشبة، فلا تبت جثته على الخشبة، بل تدفنه في ذلك اليوم، لأن المُعَلَّق ملعون من الله. فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا" (تث ٢١ : ٢٢ – ٢٣). وبولس طبق هذا النص على المسيح "المسيح افتدانا من لعنة الناموس، اذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: ملعون كل من علق على خشبة" (غل ٣ : ١٣). (وهذين النصين معًا يؤكدان الكفارة العقابية). وهذا يعني أن المعلق ملعون لدى اليهودي أيضًا بما أن ناموسه يلعنه. الأكثر من ذلك هو أن المصلوب كان ملعون لدى الرومان حتى إن مفكريهم كانوا يعتبرون أنه منه عدم الذوق أو الأدب الحديث عن هذه اللعنة أو هذا الإذلال. يقول شيشرون "ليكن ذِكْر الصليب بعيدًا ليس فقط عن جسد المواطن الروماني، ولكن أيضًا عن عقله وعينيه وأذنيه" (ف. ف. بروس). وإن كان الصليب لعنة لدى كل من اليهود والرومان، فهذا يفسر لماذا كان عثرة لدى الجميع. ليس فقط عثرة فكرية (حماقة)، بل عثرة أخلاقية (أدبية)، وعثرة من حيث المظهر أو ال...

لماذا يكرهون البدلية العقابية؟

"وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا" (١ كو ٢ : ١٤) "لأَنَّ الْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً، وَالْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَةً، وَلكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً" (١ كو ١ : ٢٢ – ٢٣) البدلية العقابية هي أكثر تعليم بروتستانتي مكروه بواسطة من هم خارج البروتستانتية ولا سيما أنصار الأرثوذكسية الشرقية، بل وبواسطة بروتستانت اليوم (المحسوبون اسمًا علي البروتستانتية والمتأثرون باللاهوت الشرقي أو الليبرالية اللاهوتية). يحتجون بأنها تشوه صورة الله. في حين أن المشكلة الحقيقية هي أنها تفضحهم هم، تكشف خزيهم وإفلاسهم الروحيين، وتكلفهم الاتضاع والعلاقات الاجتماعية. والأسباب التي تجعلهم يكرهون البدلية العقابية ويقاومونها بكل شراسة هي كالآتي: ١– لأن الإنجيل الخالٍ من الكفارة العقابية مؤسس على لاهوت متمركز حول الإنسان. فهو يقدم إله، ليس فقط لا يستذنب الإنسان أو يغضب منه أو من شرو...

تفنيد الاعتراضات على البدلية العقابية (٤)

كيف يكون المسيح قد أخذ عقوبة الجحيم الأبدي بينما لم يُصلب سوى ستة ساعات فقط؟ بداية، إن التعليم بأن المسيح تحمل العقوبة الأبدية، بدلاً عن المؤمنين به، لا يعني أنه نزل إلى الجحيم حرفيًا كما يُفهم من قانون إيمان الرسل. بل، كما يتم التعليم طبقًا للمنهج المصلح، أن المسيح تحمل عقوبة الجحيم وهو بعد على الصليب. بحيث أن عبارة "ونزل إلى الجحيم" لا تعني أنه نزل إلى هناك كما يعلم البعض (مثل دعاة حركة "كلمة الإيمان" الكاريزماتية)، بل أنه تحمل عذاب الجحيم دون أن ينزل حرفيًا إلى هناك. إن قولا المسيح "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو ٢٣ : ٤٣)، و"قد أُكْمِل" (يو ١٩ : ٣٠)، فضلاً عن انشقاق حجاب الهيكل من فوق إلى أسفل (مت ٢٧ : ٥١)، تؤكد جميعًا بما لا يدع مجالاً للشك أن المسيح أتم الكفارة وهو بعد على الصليب، إلى أن "أسْلَم الروح". وأن انفصال روحه البشرية عن جسده البشري (ورغم هذا ظل اللاهوت متحدًا بشقي الناسوت كل على حدة)، ثلاثة أيام وثلاثة ليال هو جزء من الكفارة التي تمت على الصليب. طبعًا سائل هذا السؤال (في الغالب) ينكر البدلية العقابية وبالتالي يقول أن الفت...

تفنيد الاعتراضات على البدلية العقابية (٣)

كيف يحمل شخص عقوبة شخص آخر؟ هذا الاعتراض يُصاغ بصور مختلفة: "ليس من العدل أن يأخذ المسيح البار عقوبة الخطاة" "كيف يمكن أن يعاقب البرئ بدلاً من المذنب؟" "القانون ينص على أن العقوبة تكون شخصية، فكيف يأخذ شخص عقوبة جريمة ارتكبها آخر؟" "البدلية العقابية هي تَصَوُّر (خيال) قضائي Legal Fiction" الصيغ السابقة تشترك جميعًا في الاعتراض على البدلية العقابية من منطلق أن مَنْ عُوقب ليس هو ذاته مَنْ ارتكب الخطأ. وليس من العدل أن يأخذ البرئ مكان المذنب. ويتم الاستشهاد بـ قول الحكيم "مبرىُ المذنب، ومُذَنِّبُ البرئ، كلاهما مكرهة الرب" (أم ١٧ : ١٥). على أن هناك اعتراض كاثوليكي على هذا التعليم. ولكن، رغم أنه يختلف إلى حد ما عن الاعتراضات السابقة، إلا أنه يشترك معها في كونهم جميعًا إنكار للاحتساب، ومن منظور ما إنكار للاتحاد مع المسيح. فطبقًا لـ آر سي سبرول، فإن الكاثوليك يعترضون على التبرير القضائي والاحتساب بأنهما "خيال قضائي": "تَعَرَّض هذا المفهوم (التبرير القضائي، الاحتساب) لانتقادات حادة من قبل الروم الكاثوليك معتبرينه ‘خيالًا قضا...

ما تحمله الابن المتجسد على الصليب من يد الآب

دخلت في جدال مع أحد دعاة اللاهوت الشرقي بعد اعتراضه على مقالي الأخير (تفنيد الاعتراضات على البدلية العقابية ٢) الذي قلت فيه أن الابن المتجسد تحمل كالبديل غضب الآب على الصليب. في نظره الابن المتجسد لم يتحمل أي غضب أو دينونة أو عقاب من الآب. ولكن بكل تأكيد يوجد الكثير من النصوص الكتابية في العهدين القديم والجديد تؤكد أن الابن المتجسد تحمل كالبديل من يد الآب العقوبة التي نستحقها نحن الخطاة. وهذه النصوص الكتابية تتحدث عما تحمله الابن المتجسد على الصليب من يد الآب بعدة طرق مختلفة: الترك من الآب: "ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً: ‘إيلي إيلي، لما شبقتني’ أي إلهي إلهي لماذا تركتني" (مت ٢٧ : ٤٦، مر ١٥ : ٣٤). قارن هذا مع الحق الكتابي العام بأن الرب يترك الخطاة، كدينونة عليهم، لأن قداسته لا تستطيع أن تتحد بهم أو تكون في شركة معهم (تث ٣١ : ١٦ – ١٧، أنظر أيضًا عد ٣٢ : ١٥، ٢ أخ ١٥ : ٢). طبعًا الرب يسوع المسيح في ذاته بار وليس فيه خطية بالفعل أو الفكر أو الطبيعة. ولكنه تُرك كالبديل عن الخطاة بواسطة الآب. تناول كأس الغضب من الآب: "الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها؟" (...

"الله يغضب على الخطية دون الخاطئ" ... ؟

ادعاء خطير يفترض ضمنًا بأن فعل الخطية منفصل عن فاعله. ولكن هذا غير صحيح للأسباب الآتية: – الخطية لا توجد بمعزل عن مرتكبها، بل هناك دائمًا من يرتكبها. إن فعل الخطية الخارجي ما هو إلا إثمار أو إظهار للطبيعة الشريرة الداخلية في الخاطئ. فالشجرة الجيدة تعطي ثمارًا جيدة، والشجرة الردية تطرح ثمارًا ردية. اجعلوا الثمار كالشجرة. – الخطية ليست فقط فعل شرير، بل صادرة عن طبيعة شريرة أيضًا. إذًا، فالفعل والطبيعة كلاهما شريرين. لهذا يعلم المنهج المصلح بأن الخطية هي أي نقص أو تقصير، بالفعل أو الفكر أو الإرادة أو الطبيعة، في التوافق مع ناموس الله. أن تقول أن الله يغضب على الخطية فقط وليس على الخاطئ هو أن تقول أن الله يتغاضى عن الطبيعة الشريرة في الخاطئ. أو أن تنكر وجود هذه الطبيعة به من الأساس، وهذه حتمًا بيلاجيوسية تؤدي إلى إنكار النعمة كلية. – محاولة القول أن الله يغضب على الخطية (فقط) وليس على مرتكبها، تشترك مع الادعاء بأن غضب الله هو مجرد زرع وحصاد تلقائيين (سي إتش دود)، في كون كلا الادعائين يحاولان فصل الفعل عن فاعله. ففي الادعاء الأول يصبح غصب الله منفصل عنه وكأنه آلية موجودة في الطبيعة بمعزل عن...

تفنيد الاعتراضات على البدلية العقابية (١)

"المسيح لم يمت بدلاً عنا ولكن لأجلنا" يُصاغ هذا الاعتراض بصور مختلفة مثل: "على الصليب متنا مع يسوع، لم يمت بدلاً عنا"، أو كما شبهها أحدهم بدخول ابن الله الآتون مع الفتية الثلاثة. والهدف من هذا الاعتراض، أيًا كانت الصيغة المستعملة، هو نفي مفهوم البدلية. أي أن المسيح لم يمت عوضًا عنا، أو في مكاننا، ولكن إلى جوارنا، معنا. سنفحص هذا الادعاء من عدة أوجه. أولاً لاهوتيًا، وثانيًا في ضوء نصوص العهد الجديد واللغة اليونانية، وأخيرًا بالنظر إلى مدى وضوح ومنطقية الادعاء نفسه عند أخذه إلى أبعاده المنطقية. وسنرى أنه لا يصمد أمام كل واحدة من تلك فضلاً عن الدليل التراكمي نفسه. أولاً لاهوتيًا إن تعبير أو مفهوم "مات لأجلنا" ليس ضد "مات عنا". المعنيان متداخلان ويكملان أحدهما الآخر. الذبيحة مثلاً تأخذ مكان الخاطئ (بدلاً عنه)، وفي نفس الوقت لأجله أو لمنفعته، لكي ينجو هو ولتكون له الحياة. والكفيل أو الضامن الذي يسدد الدين عن المدين، يفعل ذلك عوضًا عنه، وفي نفس الوقت لأجله، أي حتى لا يكون المدين مثقل بالدين أو السجن. النائب القانوني أيضًا يقوم بأعماله النيابية بدلاً ...

حتى نادر شوقي الكاريزماتي لم تسلم منه البدلية العقابية

تقريبًا ساعة ونصف يمتدح في اللاهوت الشرقي والتأله ويطعن في الجانب القضائي من الخلاص، والمتمثل في غفران الخطايا والبدلية العقابية، واصفّا التعليم بأن المسيح تحمل عنا غضب الله على أنه هرطقة . في مؤتمر إيمانيات المسيحيين الأوائل والعظة المعنونة " تجسد وتأله "، يضع نفس التركيز الذي يضعه أنصار الأرثوذكسية الشرقية على التجسد والقيامة، على حساب الصليب ومن ثم غفران الخطايا والبدلية العقابية. لدرجة أنه يرى أن مجئ المسيح في الجسد لم يزل يحدث : " المسيحيين الأوائل ماكنوش بِيَرُوا التجسد قصة حصلت بالنسبة لهم ... كل ما تقرا كتب الآباء بصفة خاصة، التجسد مش أكشن حصل، التجسد حالة مستمرة. يسوع ما زال عمال بييجي في الجسد. يسوع جه في الجسد حقيقي ... بس يسوع عمال بيأتي في الـ ... وكانوا بيروا إن كل مرة بيقفوا قدام الرب كان بيحصل حالة تجسد. الكلمة صار جسدًا ... ‘حل بيننا’ مش مظبوطة، في الأصل ‘حل فينا’. الكلمة صار جسدًا وحل فينا. كلمة ‘حلّ’ هي ‘سكن’، عمل خيمته فينا ... الكنيسة كانت بتدرك إن التجسد حالة مستمرة شغالة جوة الكنيسة عشان كده الكنيسة عمالة تتغير ... الكنيسة عمالة تجري طول الوقت ...