المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف علم نفس

ماذا عن مسيحية جوردون بيترسون؟

صورة
  يحتفي الكثير من المسيحيين (من بينهم إنجيليين) بعالم النفس والمفكر الشهير جوردون بيترسون. ليس فقط لآراءه المحافظة فيما يتعلق بالزواج والأسرة والذكورة والأنوثة في وسط مناخ غربي يسعى لتشويه تلك القيم. بل وهناك كثيرون يعتبرونه مسيحي لأنه بكى متأثرًا في أحد لقاءاته أثناء حديثه عن المسيح والمسيحية، فاعتبرها البعض وكأنها لحظة اهتداؤه للمسيحية. فضلاً عما بدا منه أنه اعتراف بالتعاليم المسيحية. ولا نستيطع إنكار الدور الذي يلعبه بيترسون في مواجهة محاولات التيار الليبرالي اليساري في الغرب للطعن في القيم المحافظة ولا سيما فيما يتعلق بالذكورة. على أن اعتبار بيترسون مسيحيًا ينم عن فهم سطحي للمسيحية. إن الاحتفاء بـ بيترسون على أنه مسيحيًا ذكرني باحتفاء المسيحيون المصريين بالممثل المصري رشوان توفيق عندما قال أنه رأى في المنام سيدنا عيسى لابس عباية بيضا كبيرة أوى. والمشكلة ليست فقط أن المسيحي غير مضطر لاستجداء المصادقة على المسيح أو المسيحية من غير المسيحيين. ولكن الأخطر أن هذا يدل على سوء فهم جوهري لماهية المسيحية. قد يبدو جوردون بيترسون مسيحيًا من الوهلة الأولى أو معترف بالمسيحية. إلا أن النظرة ...

تعليق على ندوة الدكتور ماهر صموئيل "هل احتياجي إلى مرشد روحي أم معالج نفسي"

صورة
شاهدت هذه الندوة مرتين وأستطيع أن أقول أنها مليئة بالتناقضات والمغالطات اللاهوتية إلى حد إنكار قيمة المسيحية وإن كان بطريقة غير مباشرة. سأقوم بالتعليق على أهم ما جاء بها مع تقييم مختصر لمجمل المحتوى المقدم. المشكلة مع العلاج النفسي هو أنه مؤسس على مجموعة من الافتراضات المضادة لجوهر الحق المسيحي. ناقشت هذه الافتراضات بشئ من التفصيل في مقال مستقل بعنوان " علم النفس ديانة مضادة للمسيحية ". من ضمن تلك الافترضات هو أن علم النفس متمركز حول الإنسان، بينما المسيحية متمركزة حول المسيح. علم النفس أيضًا يجعل من الإنسان ضحية، بينما يعلمنا الكتاب المقدس عن مذنوبية الإنسان ومسؤوليته أمام الله. كما أن علم النفس يعرِّف الخطية على أنها إدمان، في حين يقدم الكتاب المقدس حولها منظورًا متكاملاً. مثل كونها مرضًا روحيًا (فساد) يحتاج إلى شفاء، وتعدي على ناموس الله يحتاج إلى الغفران والتبرير، ونجاسة تحتاج إلى التطهير. علم النفس، إذًا، يقدم حلولًا لمشكلة الإنسان بمعزل عن الله بل ومضادة له. بينما تحدث ماهر صموئيل عن أهمية الإيمان في العلاج النفسي، وشدد على ضرورة الروحانية، على خلاف المنهج العلماني الذي...

هل يمكن دمج التنمية البشرية بالمسيحية؟

"هل أنت مستعد لمستقبل ما بعد الإنسان؟ نحن نعيش في عصر تحولات جذرية في العلوم والتكنولوجيا والمنظور الكوني. يكمن في صميم المنظور الكوني السائد الآن في مجتمعنا (الغربي) التأكيد على أن البشر لديهم الحق، إن لم تكن المسؤولية، في ‘تطوير’ أنفسهم بكل الطرق. في ثقافة تحتفل بالشباب والجاذبية والإنجاز، فإن فكرة التطوير الشخصي تمتد الآن إلى ما هو أبعد مما كان يمكن أن تتخيله الأجيال السابقة". (ألبرت مولر) ما هي التنمية البشرية؟ يعرِّفها قاموس ميريام ويبستر كالآتي: "فعل أو عملية تحسين الذات من خلال الأفعال الذاتية". قاموس آخر يعرِّفها: "تحسين عقل المرء، وشخصيته، إلخ، بواسطة المجهودات الذاتية". التنمية البشرية إذًا هي تحسين الذات أو مساعدة الذات بالمجهودات الذاتية. وتعريف القاموس العلماني للتنمية البشرية يخبرنا بشيء عن حقيقة العلاقة بينها وبين المسيحية. هل التنمية البشرية علم؟ يجيب عالم النفس جيم تايلور عن هذا السؤال بـ "لا". ومختصر ما يقوله تايلور في مقال له نُشر على موقع علم النفس psychologytoday.com وبعنوان "التنمية البشرية: هل حرفة مساعدة الذات غشًا؟...

علم النفس ديانة مضادة للمسيحية

"السؤال هو: لماذا لا تُدَرِّسُ ماستر كولدج مادة علم النفس؟ والإجابة هي أنه بحكم تعريفه فإن علم النفس، والذي هو دراسة النفس، هو معالجة علمانية، إلحادية، غير كتابية، لتحليل البشرية وتصميم حلولاً لمشاكلها. إلا أن الحقيقة هي أن الإنسان، في حالته الساقطة، لا يستطيع حقًا أن يقوم بتقييم واضح ودقيق للحالة الإنسانية. إنه بكل تأكيد لا يستطيع تقديم حلول لما يحدث في الحياة، إلا إذا فَهِمْتَ البشر بنفس الطريقة التي يوضحها الكتاب المقدس؛ كبشر ساقطون، مائتون بالخطية، عميان، منفصلون عن حياة الله، مخدوعون، وأشرار بائسون. فيما عدا ذلك لن يكون بإمكانك الوصول إلى الحل. ولكن السيكولوجيا البشرية لا ترى الإنسان بهذه الطريقة. السيكولوجيا البشرية، بما أنها ببساطة إنعكاس لكبرياء القلب البشري الساقط، تبالغ في تقدير قدرة الإنسان وقيمته وصلاحه، وكنتيجة لذلك، لا يستطيع الوصول إلى المشكلة". (جون مكارثر مجيبًا عن سؤال لماذا لا تُدَرِّس الجامعة التي أسسها مادة علم النفس) ما هو علم النفس؟ الكلمة الإنجليزية Psychology مكونة من مقطعين؛ الأول هو الكلمة اليونانية psyche وتعني "نَفَسَ، مبدأ الحياة، حياة، نَفْ...

هل الإنسان ثنائي أم ثلاثي التكوين؟ وما هي التطبيقات اللاهوتية لذلك؟

الاعتقاد بأن الإنسان مكون من جسد ونفس وروح اعتقاد شائع لدى الكثيرون. ويُستخدم لتبسيط أو شرح عقيدة الثالوث ولا سيما في الدفاعيات الموجهة للمسلمين. واسْتُخْدِمَ قديمًا لدعم هرطقات متعلقة بشخص المسيح والخلاص. وهو خلفية الاعتقاد بأن علم النفس له ما يضيفه إلى المسيحية. إلا أن الاعتقاد بالتكوين الثلاثي للإنسان غير صحيح، ومن ثم كل شيء آخر تأسس عليه. إن الكتاب المقدس في أولى صفحاته يعلمنا بأن الإنسان ثنائي التكوين. فعندما خلق الله الإنسان "جبل الرب الإله آدم من الأرض ترابًا". هذا ما يخص الجانب المادي أو الجسدي فيه. ثم "نفخ في أنفه نسمة حياة". وهذا هو الشق غير المادي له، أو الروحي. "فصار آدم نفسًا حية"، أي صار كائن ثنائي التكوين يتحد فيه الشقين المادي وغير المادي (الروحي). هذا الخلق على مرحلتين يخبرنا عن الطبيعة الثنائية للإنسان. ومن ثم فلا يوجد، إذًا، في أحداث الخلق، أي مسوغ للاعتقاد بأن الإنسان كائن ثلاثي التكوين بحيث أن الروح شيء والنفس شيء آخر. استخدام الكتاب المقدس أيضًا لكل من لفظتي "نفس" و"روح" بالتبادل يؤكد هذه الثنائية. فالعهد القديم مث...

المعتقدات الخاطئة ناتجة عن دوافع نفسية غير سوية؟

الادعاء بأن الكثير من معتقدات الإنسان سببها دوافع نفسية غير سوية، وتطبيق ذلك على الأمور اللاهوتية، يجعل الهرطقات وكل الديانات سببها دوافع نفسية ويجردها من طبيعتها اللاهوتية. إن كانت العقائد الخاطئة سببها دوافع نفسية غير سليمة، إذًا، نحن في حاجة إلى طبيب نفسي وليس الكتاب المقدس لكي نعرف أخطائنا التعليمية. وتصبح الأخطاء التعليمية، والتي هي أيضًا خطايا أدبية، مجرد احتياجات نفسية غير مشبعة. في حين أن الكتاب المقدس يقدم سبب آخر للأخطاء التعليمية، وهو محبة الظلمة. كل عقيدة رئيسية خاطئة عن الله وأنفسنا سببها الأول هو أن الإنسان يحب الظلمة. فيوحنا يقول في الأصحاح الأول من إنجيله بأن البشر صلبوا المسيح لأنهم أحبوا الظلمة أكثر من النور. وعند نهاية الأزمنة سيزداد الأمر سوءا ولن يقبل البشر محبة الحق حتى يخلصوا. وبولس يقول في رومية ١ أن البشر يتعنتون رفض الله رغم وضوح إعلانه في الطبيعة فيحجزون الحق بالإثم، واستبدلوا حق الله بالكذب. لاحظ كيف يصف كل من يوحنا وبولس المعتقدات الخاطئة بأوصاف أدبية. فهي "محبة للظلمة"، و"إثم"، و"كذب". وليست مجرد أخطاء غير مقصودة أو عن حسن نية...

بتاع تنمية بشرية؟

صورة
تقدم كلية اللاهوت الرسولية بالإسكندرية كورس تنمية بشرية عن فن اتخاذ القرارات في الحياة، الوصايا العشر للنجاح، والوعي بالذات. ولكن، مثل هذه الدعوة، وما يصاحبها من وعود بالرخاء، بها الكثير من المشاكل اللاهوتية. سأكتفي بالإشارة إلى ثلاثة منها تتعارض وصميم الإيمان المسيحي. أولاً التنمية البشرية أيديولوجية علمانية ذات طبيعة تفاؤلية حول الإنسان. إن رهبان التنمية البشرية، كما يسمون بالإنجيلزية gurus، يفترضون القدرة في الإنسان على مساعدة ذاته. فغير المسيحي قادر على اتخاذ القرارت المصيرية ومعرفة ذاته وتحقيقها. وهذا عكس التعليم الكتابي بالخطية الأصلية. تنادي عقيدة الخطية الأصلية، كما صاغها المصلحون، بأن كل شيء في الإنسان تأثر بالسقوط، ولا سيما الإرادة والعقل. وتأثير الخطية الأصلية على العقل يسمى بـ "التأثيرات الفكرية للخطية الأصلية". الأيديولوجيات العلمانية، مثل التطور والتنمية البشرية، إلخ، تفترض صعود الإنسان من حالة سفلى إلى حالة عليا. بينما يعلم الكتاب المقدس بسقوط الإنسان من حالة الكمال إلى حالة الفساد الجذري. ثانيًا، التركيز على الذات. إن التنمية البشرية أيديولوجية علمانية تدعو ل...

من هو كارل يونج الذي يمدحه الدكتور ماهر صموئيل؟

يحتفي الكثير من المسيحيين بعالم النفس كارل يونج. ونحن لا نشكك في قدراته أو ذكاءه، لكن فقط نسلط الضوء على معتقداته الدينية التي دفعت وشكلت علمه. والدكتور ماهر صموئيل أحد هؤلاء الذين يقرأون ويحتفون ويروجون لكارل يونج. يقول ماهر صموئيل في حلقته "سرانية الصليب" أن كارل يونج: "واحد من أعظم علماء الطب النفسي في التاريخ. راجل عظيم فعلاً، وتقيل. وليه، يعني، إسهاماته في الطب النفسي، وفي علم النفس، الغير مسبوقة، يعني كان مدرسة جديدة كده". لنرى ما إذا كان حقًا كارل يونج مثلما يصفه الدكتور ماهر صموئيل. طبقًا للاهوتي بيتر جونز، وهو معلّم كتابي وناقد لاهوتي كبير لديانة العصر الحديث، وبالاستعانة بما كتبه نقاد أكاديميون آخرون أيضًا نقل عنهم جونز، فإنه ينبغي التحذير من خطورة كارل يونج وليس الاحتفاء به هكذا. سأتركك مع ملخص لما جاء في كتاب الدكتور بيتر جونز "المنظور الكوني الآخر: كشف أكبر التهديدات للمسيحية" والجزء الخاص بـ كارل يونج، وسيكون لي تعليق في النهاية. لُقِّبَ كارل يونج بـ "أبو ديانة العصر الحديث". لدرجة أن علم النفس اليونجي (نسبة إلى يونج) فتح الثقافة ال...

علم النفس كديانة لعبادة الذات

يظن البعض أن تحفظنا على استعمال مصطلحات نفسية للحديث عن مفاهيم مسيحية مثل التقديس، ورفض بعض محتوى علم النفس، هو نوع من الأصولية من طرفنا. إلا أن هذا هو موقف كثيرون من علماء النفس منذ بضعة عقود مضت. الدكتور بول فيتز، عالم النفس بجامعة نيويورك، هو واحد من أوائل علماء النفس الذين هاجموا السيكولوجيا كفرع من العلم يخفي وراءه عبادة دينية علمانية يعبد فيها الإنسان ذاته. يقول الدكتور فيتز في كتابه "علم النفس كديانة: بدعة عبادة الذات": "كما يوحي العنوان، سوف يُحاجج [في هذا الكتاب] بأن علم النفس أصبح دينًا: عبادة علمانية للذات. وأعني بهذا أنه نظرة كونية يُتَمَسَّك بها بشدة، أي فلسفة حياة أو أيديولوجية. وبشكل أكثر تحديدًا، فإن علم النفس المعاصر هو شكل من أشكال الإنسانوية العلمانية القائمة على رفض الله وعبادة الذات". ثم يوضح عالم النفس الدكتور فيتز أهدافه التي سيسعى لإثباتها في الكتاب وهي كالآتي: "1. علم النفس كدين موجود، وهو موجود بقوة عبر الولايات المتحدة. 2. يمكن انتقاد علم النفس كدين لأسباب عديدة تمامًا وباستقلال عن الدين. 3. علم النفس كدين معادٍ للمسيحية بشدة. 4. علم ...