المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف إسخاطولوجي

النصرة على الشيطان من خلال البدلية العقابية

تلخيص لأفكار جيرمي تريت إحدى الطرق التي يتم من خلالها الهجوم على تعليم البدلية العقابية هو وضعه في منافسة أو تضاد مع النصرة على الشيطان والتي يطلق عليها أكاديميًا "كريستوس فيكتور" (المسيح المنتصر). وكأن كل منهما يستبعد الآخر بالضرورة. إلا أن هذا غير صحيح. بل إن هناك تناغم وتكامل بين هذين الجانبين من الكفارة. في السطور التالية سألخص أفكار اللاهوتي جيرمي تريت حول العلاقة بين البدلية العقابية والنصرة على الشيطان. يبدأ تريت معالجته للموضوع بالتعمق إلى جذور المشكلة. أي أن الكفارة هي حل لمشكلة. ومشكلة الإنسان متعددة الجوانب. فهو في عداوة مع الله وتحت عبودية الشيطان في آن واحد. إلا أن ثمة علاقة وطيدة بين هذين الجانبين من المعضلة الإنسانية. يُعَلِّم تريت بأن مشكلة الشيطان اشتقاقية من مشكلة الإنسان مع الله. أي أن كون الإنسان مهزوم أو مستعبد من الشيطان لهو أثر من آثار العلاقة المكسورة مع الله. بكلمات أخرى، فإن الإنسان مستعبد في مملكة الشيطان لأنه مطرود من ملكوت الله. وهو تحت سلطان الشيطان لكونه تمرد على مُلك الله. لكن كيف يمارس الشيطان سلطانه على الإنسان؟ يجيب تريت بأن الشيطان يمارس سل...

نظرة على تعليم تيموثي كلر عن الجحيم

هذا المقال هو ملخص لأحد فصول كتاب يقوم بتحليل وتفنيد التعاليم غير القويمة لتيموثي كلر. كاتب الفصل هو وليام شوايتزر والذي يقوم بالاشتباك مع ما يطرحه كلر حول عقيدة الجحيم. يبدأ شوايتزر تحليله بالقول أن الثقافة الغربية المعاصرة تنادي بسلطان الإنسان، الأمر الذي يجعل تعليم مثل أن الإنسان هو الذي يرسل لنفسه للجحيم سائغًا لديهم. وكلر مشغول بإنسان ما بعد الحداثة المعاصر. وإن كان هذا في حد ذاته أمر جيد، إلا أن كلر قام بتمويع الحقائق الكتابية لتكون سائغة للإنسان الغربي المعاصر. يلخص شوايتزر تعاليم كلر غير القويمة حول الجحيم (والتي جاءت متأثرة بتعاليم سي إس لويس)، في هذه المبادئ الثلاث: الله لا يرسل إلى الجحيم بل البشر هم الذين يرسلون أنفسهم إلى هناك، وأن لا أحد يريد الخروج أو الهروب من عقاب الجحيم، وأن العقاب ذاتي بحيث أن البشر هم الذين يُنْزِلونه على أنفسهم. يرد شوايتزر على تلك الأخطاء اللاهوتية بالتأكيد على أن الكتاب المقدس يعلِّم بعكس ذلك: فالله نفسه هو الذي يُرْسِلُ الأشرار إلى الجحيم، وأن الله نفسه هو الذي يبقيهم في الجحيم إلى الأبد، وأن عقاب الجحيم يُنْزِله الله بنفسه. أولاً، الله نفسه هو ...

العامل المشترك بين التيارات الصوفية/الروحانية وبين الإلحاد الروحاني

إيه هو العامل المشترك بين التيارات الصوفية/الروحانية اللي بتركز على الخبرة أو الشعور الفردي experience ، وبين اللي قاله سام هاريس الملحد: "ينبغي الفصل بين الروحانية والدين، لأن هناك أناس من كل عقيدة، ومن لا عقيدة لهم، لديهم نفس جذور الاختبارات الروحية" ؟ الاتنين بينكروا الاسخاطولوجي المسيحي مع الفرق في الطريقة. التيارات الصوفية/الروحانية اللي بتركز على التوجه الشعوري الاختباري بتطعن في، أو على الأقل بتهمش، الجانب القضائي الإسخاطولوجي من الخلاص وبتقول إن الخلاص هو تأله، أو اتحاد بحياة المسيح، أو تشكيل روحي بغرض الاتحاد بالإلهي، أو استرداد للإنسانية. وده بيصاحبه في معظم الأحيان طعن صريح في كون الخلاص غفران للخطايا أو تبرير أو هبة الحياة الأبدية. يعني الخلاص، بالنسبة للتيارات الروحانية، حالة حاضرة تتلخص في اختبار فردي وليس خلاص اسخاطولوجي من غضب الله ودينونته الأخيرة. إنكار الجانب الاسخاطولجي القضائي من الخلاص هنا إنكار غير مباشر من خلال نقل التركيز من عليه للاختبار الفردي في الحاضر. ورغم إن إنكار هاريس للإسخاطولوجي المسيحي، اللي هو هنا دينونة الله وقضاءه الأخير، إنكار صريح (لأن...

لماذا لم يمت آدم فورًا ولماذا يظل المسيحي يموت جسديًا؟

لماذا لم يمت آدم فورًا بمجرد أكله من الثمرة المحرمة طبقًا لإنذار الله له "موتًا تموت"؟ ولماذا يموت المسيحي جسديًا بينما أخذ عنه المسيح حكم الموت طبقًا لوعد الإنجيل "له حياة أبدية"؟ هل إنذارات الله ووعوده لا تتحقق؟  مات  آدم روحيًا بالفعل بمجرد أكله من الثمرة المحرمة. والموت الجسدي بدأ يعمل به فصار جسده مائتًا (١ كو ١٥ : ٥٣ – ٤٥). له مظهر الحياة بينما يعمل فيه الموت روحيًا وجسديًا. والمؤمن ينال الحياة الأبدية بينما لم يزل يمت جسديًا. إلا أن هذا الموت الجسدي منتزع الفعالية والقوة. هو مجرد رقاد، وخلع مسكن كما يعلّم بولس، وعبور إلى الجانب الآخر من النهر كما صوره لنا يوحنا بنيان في سياحة المسيحي. المؤمن له مظهر الضعف والمرض والشيخوخة والموت الجسدي لكن الحياة الأبدية تعمل به. في الحالة الأولى نجد الموت الجسدي يعمل بصورة سرية حتى يصل إلى ذروته بإنفصال الروح عن الجسد. في الحالة الثانية نجد حياة الدهر الآتي تعمل بصورة سرية، وبقايا الموت فيه هي بلا فعالية، إلى أن تصل الحياة لذروتها عند قيامة الأجساد.  إن إنذار الرب بالموت، ووعده بالحياة، متحققان وإن كانا بصورة سرية لا ترى بال...

إنجيل النعمة وإنجيل الملكوت ومحاولة تهميش الأول بإعلاء الثاني

صورة
مقدمة: التعريف بالمشكلة إنجيل الملكوت هو ذلك المفهوم العام لعمل الله منذ الخلق إلى وقت إستعلان المسيح لِلْمُلْك وَرَدُّ كل شيء. لكنه للأسف أصبح الكارت الذي يستعمله ذوي الأجندات غير الكتابية للطعن في مركزية الكفارة العقابية والتبرير القضائي في الخلاص. هو مصطلح ومفهوم كتابيين تمامًا. لكن غير الكتابيين يستعملون علاقة معقدة بعض الشيء بين "إنجيل الخلاص" (أو إنجيل النعمة) وبين "إنجيل الملكوت" ليحيلوا غفران الخطية والتبرير والكفارة العقابية إلى الهامش بل ولتمرير التبرير بالناموس من خلف هذا التشويش. سَأُقدم مثالان على هذه المحاولة من داخل الوسط البروتستانتي الشرقي. وسأتبع ذلك بتعريف كل من إنجيل النعمة وإنجيل الملكوت ثم تحديد طبيعة العلاقة بين الإثنين. على سبيل المثال، صَرَّحَ الدكتور ماهر صموئيل على تويتر منذ حوالي ثلاث سنوات بهذه العبارة: "أكثر كلمة نطق بها الرب يسوع في الأناجيل، ليست المحبة، ولا الخلاص، لكن: ملكوت الله". إن الدكتور ماهر صموئيل هنا يحاول أن يعطي المركزية للملكوت ويحيل رسالة الخلاص إلى الهامش من خلال الاستشهاد بأكثر كلمة نطقها المسيح. إنه يريد أن ...

اتحاد الطبيعتين في المسيح واتحاد المؤمنين بالمسيح ... هل من علاقة؟

يربط دليل أسئلة وأجوبة ويستمينستر المختصر بطريقة مميزة بين عقيدة الخلاص (السوتيريولوجي)، وعقيدة الأخرويات (الإسخاطولوجي الفردي)، وعقيدة المسيح (الكريستولوجي)، من خلال التعليم بأن أجساد المؤمنين في القبور تظل متحدة بالمسيح بطريقة سرية: السؤال ٣٧: ما هي الفوائد التي ينالها المؤمنون من المسيح عند الموت؟ الجواب: تصير أرواح المؤمنين عند موتهم كاملة في القداسة، وعلى الفور تنتقل إلى المجد؛ وأجسادهم، التي لا تزال متحدة بالمسيح، تستريح في قبورها، حتى القيامة. عندما يتحد المؤمن بالمسيح عند الإيمان به، فإنه يتحد بالمسيح بكل كيانه، بالروح والجسد كلاهما. فبينما تصعد النفس إلى خالقها ومخلصها، يظل الجسد مستريحًا في القبر. إلا أن كلاهما، أي النفس والجسد، يظلان متحدان اتحادًا سريًا بالمسيح. واللاهوتي المصلح جيمز فيشر يجد أساس لاتحاد كل من النفس والجسد على حدة، في اتحاد أقنوم الابن أو لاهوته بكل من جسده ونفسه على حدة عند موته. يقول فيشر: س ٢٨: كيف يظهر أن أجساد المؤمنين في قبورهم لا تزال متحدة بالمسيح؟ ج: الاتحاد تم بأشخاص المؤمنين، والتي تكون أجسادهم جزء منها. وبما أن هذا الاتحاد (بين شخص المسيح وأشخ...