المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف دفاعيات

هجوم على الخدام أم خدمة تمييز ... ؟

عندما تقوم بتفنيد تعاليم غير كتابية لأحد الوعاظ، يقولك: ده هجوم على الخدام، تشويه لصورتهم، غِيرة منهم. كل هذا وارد من أي شخص، لكن صدق هذا الادعاء من عدمه يعتمد على الأسلوب. هل هو أسلوب موضوعي أم طريقة بها شخصنة. لكن في الغرب ... يسمون كشف التعاليم غير الكتابية وتعريتها "خدمة تمييز" Discernment Ministry . نعم كشف وتعرية لأنها أكاذيب مختبئة وراء مصطلحات مسيحية. ونعم هو تمييز بين الحق والباطل. بين الإنجيل والأناجيل الأخرى. تمييز بين ما يلمع وبين الذهب الحقيقي. بين تعاليم الرسل الحقيقيون وادعاءات الرسل الكذبة. بين ما يقوله أنبياء الرب وما يدعيه أنبياء البعل. بين المسيح وأضاده. امتحان للأرواح. إن كشف التعاليم الكاذبة إذًا فضيلة وليس رذيلة. خدمة تمييز وليس هجوم. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ. (١ يوحنا ٤: ١) إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً، وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ ا...

الطبيعة الثالوثية لله: اختبار مصداقية أي تعليم

الطبيعة الثالوثية لله، حق يتميز به الإيمان المسيحي وحده. وهي بمثابة المحك أو اختبار المصداقية Litmus Test الذي يقوم أو يسقط عليه أي تعليم أو ادعاء. كل تعليم من شأنه تشويه الوحدة الثالوثية والتناغم الثالوثي هو تعليم كاذب. على سبيل المثال: الادعاء الأرميني بأن المسيح مات من أجل جميع البشر (وليس من أجل المختارين بصفة جوهرية)، يفصل الآب عن الابن لكون الابن (طبقًا لادعاءهم) لم يمت فقط عن الذين اختارهم الآب وأعطاهم للابن، بل للجميع بما في ذلك الذين سيهلكون. ويفصل الروح عن الابن أيضًا لأن المسيح مات لأجل الجميع بما في ذلك الذين لم يعمل فيهم الروح القدس عمل التجديد الفعال. الادعاء الشمولي Inclusivism أو العالمي Universalism أيضًا بوجود خلاص خارج المسيحية، يفصل الآب عن الابن، لأنه يجعل الإيمان الواعي بالمسيح غير ضروري. ويفصل الابن عن الروح القدس لأنه (بحسب زعمهم) يمكن لشخص غير مسيحي أن يولد ثانية (بعمل الروح) دون ضرورة أن يؤمن بالمسيح إيمانّا واعيًا. من الجدير بالذكر، أن الأرمينية تقود، لاهوتيًا ومنطقيًا إلى عالمية الخلاص. لهذا سمعنا الهجمة الأخيرة، من واعظ بروتستانتي معروف، على تعليم الاختيار ...

علم النفس ديانة مضادة للمسيحية

"السؤال هو: لماذا لا تُدَرِّسُ ماستر كولدج مادة علم النفس؟ والإجابة هي أنه بحكم تعريفه فإن علم النفس، والذي هو دراسة النفس، هو معالجة علمانية، إلحادية، غير كتابية، لتحليل البشرية وتصميم حلولاً لمشاكلها. إلا أن الحقيقة هي أن الإنسان، في حالته الساقطة، لا يستطيع حقًا أن يقوم بتقييم واضح ودقيق للحالة الإنسانية. إنه بكل تأكيد لا يستطيع تقديم حلول لما يحدث في الحياة، إلا إذا فَهِمْتَ البشر بنفس الطريقة التي يوضحها الكتاب المقدس؛ كبشر ساقطون، مائتون بالخطية، عميان، منفصلون عن حياة الله، مخدوعون، وأشرار بائسون. فيما عدا ذلك لن يكون بإمكانك الوصول إلى الحل. ولكن السيكولوجيا البشرية لا ترى الإنسان بهذه الطريقة. السيكولوجيا البشرية، بما أنها ببساطة إنعكاس لكبرياء القلب البشري الساقط، تبالغ في تقدير قدرة الإنسان وقيمته وصلاحه، وكنتيجة لذلك، لا يستطيع الوصول إلى المشكلة". (جون مكارثر مجيبًا عن سؤال لماذا لا تُدَرِّس الجامعة التي أسسها مادة علم النفس) ما هو علم النفس؟ الكلمة الإنجليزية Psychology مكونة من مقطعين؛ الأول هو الكلمة اليونانية psyche وتعني "نَفَسَ، مبدأ الحياة، حياة، نَفْ...

هل عرفات جزيرة غمام هو المسيح؟

صورة
ليس لدينا أية مشكلة مع الفن في حد ذاته. ولكن في المحتوى المُقَدَّم فيه. والسؤال الخطير الذي ينبغي أن نسأله بخصوص عمل فني ما: هل هذا العمل يفترض (يعلّم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة) صحة العقائد المسيحية الجوهرية؛ الثالوث وألوهية المسيح والكفارة البدلية؟ وهذا ليس طمعًا من طرفنا أن نتوقع لعمل فني ما أن يشير إلى هذه التعاليم الجوهرية. إذ أن المسيحية لا تستطيع أن تحتمل خسارة أي منها. فسياحة المسيحي مثلاً عمل أدبي لكنه يؤكد كل التعاليم السابقة، ويفترض عصمة ومعيارية الكتاب المقدس. العمل الفني أو الأدبي غير المؤسس على التعاليم السابقة هو في الحقيقة عمل مضاد للحق المسيحي. لا يوجد حياد في الحق؛ إما معه أو ضده، إما حق أو باطل. ولا سيما إن كانت الحقائق التي يتم إغفالها جوهرية بالنسبة للإيمان المسيحي. على سبيل المثال، أن تكتفي بتصوير المسيح على أنه إنسان بار، أو مصلح ديني، أو ثائر ضد الظلم الاجتماعي، أو معلم ديني أخلاقي، هو تشويه بالغ لصميم الحق المسيحي. لأن هذه، وإن كانت صحيحة في حد ذاتها، لكنها لا تعبر عن جوهر حقيقة شخص المسيح وعمله. المسيح هو اللاهوت متحدًا بالناسوت لإنجاز الكفارة بطاعته للناموس ...

هل لدينا دليل مادي على قيامة المسيح؟

المتشكك الذي يطلب دليل على قيامة المسيح يفترض عدة افتراضات مسبقة: ١ – يستبعد العهد الجديد كسلطة تاريخية وككتاب معصوم. ٢ – يفترض أن مشكلته هي غياب الدليل، وأنه بظهور المسيح المقام سيتغير موقفه من الرفض للقبول. ٣ – يفترض في نفسه سلطة بديلة تقدم الشكوكية على أنها أكثر معقولية من القيامة التي بلا دليل مادي. ٤ –يفترض أنك تستطيع التحكم في الدليل واحضاره. ليس لدينا دليل مادي على قيامة المسيح أكثر من وثائق العهد الجديد. سبعة وعشرين وثيقة تاريخية كتبت بواسطة ثمانية كتاب مختلفين تشهد لقيامة المسيح. أن تنكر تاريخية وموثوقية هذه الوثائق هو أن تكون مجحف ومتحيز وغير موضوعي. لاحظ كيف أن كل المتشككين في القيامة، بلا استنثاء، يستبعدون العهد الجديد كسلطة موضوعية معصومة. والقيامة ليست حدث منفصل أو مجرد تفصيلة في الفداء من بين تفاصيل أخرى. لكنها في صميم نسيج من الأحداث التاريخية المترابطة. الخلق والسقوط والفداء. الموت والقيامة. الخطية والنصرة عليها. آدم ساقط ومسيح قائم. القيامة متطلب جوهري تفرضه علينا أحداث التاريخ الفدائي في الكتاب المقدس. لولا القيامة يكون الكتاب المقدس مشكلة بلا حل. المتشكك إذًا لديه م...

لماذا لم يمت آدم فورًا ولماذا يظل المسيحي يموت جسديًا؟

لماذا لم يمت آدم فورًا بمجرد أكله من الثمرة المحرمة طبقًا لإنذار الله له "موتًا تموت"؟ ولماذا يموت المسيحي جسديًا بينما أخذ عنه المسيح حكم الموت طبقًا لوعد الإنجيل "له حياة أبدية"؟ هل إنذارات الله ووعوده لا تتحقق؟  مات  آدم روحيًا بالفعل بمجرد أكله من الثمرة المحرمة. والموت الجسدي بدأ يعمل به فصار جسده مائتًا (١ كو ١٥ : ٥٣ – ٤٥). له مظهر الحياة بينما يعمل فيه الموت روحيًا وجسديًا. والمؤمن ينال الحياة الأبدية بينما لم يزل يمت جسديًا. إلا أن هذا الموت الجسدي منتزع الفعالية والقوة. هو مجرد رقاد، وخلع مسكن كما يعلّم بولس، وعبور إلى الجانب الآخر من النهر كما صوره لنا يوحنا بنيان في سياحة المسيحي. المؤمن له مظهر الضعف والمرض والشيخوخة والموت الجسدي لكن الحياة الأبدية تعمل به. في الحالة الأولى نجد الموت الجسدي يعمل بصورة سرية حتى يصل إلى ذروته بإنفصال الروح عن الجسد. في الحالة الثانية نجد حياة الدهر الآتي تعمل بصورة سرية، وبقايا الموت فيه هي بلا فعالية، إلى أن تصل الحياة لذروتها عند قيامة الأجساد.  إن إنذار الرب بالموت، ووعده بالحياة، متحققان وإن كانا بصورة سرية لا ترى بال...

لماذا أنا غير مقتنع بأطروحة جاري هابرماس "الحد الأدنى من الحقائق الستة عن القيامة"

للدكتور جاري هابرماس، المدافع عن تعليم القيامة، منهج أو أطروحة في إثبات قيامة الرب يسوع المسيح. وهذه الأطروحة تتلخص في أنه قام بتجميع أكبر عدد من الحقائق عن قيامة المسيح يتفق حولها أكبر عدد من النقاد غير المسيحيين. وهذه الحقائق الستة التي يرى هابرماس أن نقاد المسيحية يتفقون حولها كالآتي: يسوع مات مصلوبًا. اختبر تلاميذه ما صدقوا أنه ظهورات يسوع المقام. تغيرت حياتهم لدرجة استعدادهم للموت. تم التعليم بالقيامة في وقت مبكر جدًا من المسيحية (ليست أمر مختلق تم تطويره لاحقًا). إيمان بولس ويعقوب أخا الرب بالقيامة اللذان كانا قبلاً متشككان. القبر الفارغ. وقبل أن أقول لماذا أنا غير مقتنع بهذه الأطروحة، لا أستطيع إلا وأن أشيد بهذه الغيرة وهذا المجهود للدكتور هابرماس في الدفاع عن هذا التعليم المركزي. ولا أستطيع أن أنكر وجود أي قيمة لأطروحة هابرماس. ولكني أرى أنها ذات قيمة محدودة بقدر أن ما تنجزه تلك الأطروحة محدودًا. من ناحية أخرى، فإن هذه الأطروحة أيضًا مؤسسة على افتراضات مضادة للحق المسيحي. وهذا يقودنا إلى أول سبب لماذا أنا غير مقتنع بهذه الأطروحة. أولاً التخلي عن مصداقية وتاريخية العهد الجد...