المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف بوك ريفيو

نظرة على تعليم تيموثي كلر عن الجحيم

هذا المقال هو ملخص لأحد فصول كتاب يقوم بتحليل وتفنيد التعاليم غير القويمة لتيموثي كلر. كاتب الفصل هو وليام شوايتزر والذي يقوم بالاشتباك مع ما يطرحه كلر حول عقيدة الجحيم. يبدأ شوايتزر تحليله بالقول أن الثقافة الغربية المعاصرة تنادي بسلطان الإنسان، الأمر الذي يجعل تعليم مثل أن الإنسان هو الذي يرسل لنفسه للجحيم سائغًا لديهم. وكلر مشغول بإنسان ما بعد الحداثة المعاصر. وإن كان هذا في حد ذاته أمر جيد، إلا أن كلر قام بتمويع الحقائق الكتابية لتكون سائغة للإنسان الغربي المعاصر. يلخص شوايتزر تعاليم كلر غير القويمة حول الجحيم (والتي جاءت متأثرة بتعاليم سي إس لويس)، في هذه المبادئ الثلاث: الله لا يرسل إلى الجحيم بل البشر هم الذين يرسلون أنفسهم إلى هناك، وأن لا أحد يريد الخروج أو الهروب من عقاب الجحيم، وأن العقاب ذاتي بحيث أن البشر هم الذين يُنْزِلونه على أنفسهم. يرد شوايتزر على تلك الأخطاء اللاهوتية بالتأكيد على أن الكتاب المقدس يعلِّم بعكس ذلك: فالله نفسه هو الذي يُرْسِلُ الأشرار إلى الجحيم، وأن الله نفسه هو الذي يبقيهم في الجحيم إلى الأبد، وأن عقاب الجحيم يُنْزِله الله بنفسه. أولاً، الله نفسه هو ...

مشروع الكتاب المقدس ولاهوت مجمع الآلهة

صورة
يروج تيم ماكي صاحب خدمة مشروع الكتاب المقدس الشهير Bible Project لما يسمى بـ "لاهوت مجمع الآلهة" Divine Council Theology. في سلسلة فيديوهات منشورة على قناة مشروع الكتاب المقدس باللغة الإنجليزية بعنوان "الكائنات الروحية" وأبرزها فيديو بعنوان The Divine Council يطرح تيم ماكي هذا الفكر. له أيضًا لقاء يعلن فيه صراحة عن تأثره بهذا المنهج اللاهوتي. فضلاً عن ذلك فإن هذه التعاليم غير القويمة قد أخذت في الانتشار في الأوساط الإنجيلية الغربية والفضل يرجع لصياغة وترويج اللاهوتي مايكل هايزر لهذا الفكر من خلال كتابه وفيلمه الوثائقي The Unseen Realm . وعلى حد معرفتي (وبدون ذكر أسماء) هذا الكتاب موجود باللغة العربية ولكن تحت إسم مؤلف آخر غير مؤلفه الأصلي. سأقوم أولاً بتقديم مخلص لهذا الفكر ثم تفنيد عام له. قرأت كتاب هايزر السابق الإشارة إليه وشاهدت الوثائقي ثلاث مرات. سأستعين بالوثائقي لأنه أكثر إيجازًا في عرض أفكار هايزر. يبدأ الوثائقي بهذه العبارة الرنانة: "يومًا ما سنحل نحن المؤمنون محل بنو الله المتمردون في المجمع الإلهي". وهي ملخص لفكر هايزر حول الخلق والسقوط والفداء...

الذين ذهبوا إلى السماء وعادوا

صورة
الأمر المشترك في تلك الادعاءات بزيارة السماء هو أنها تخلو من الإنجيل. فلا تسمع عن الإنجيل فيها إطلاقًا. بل تسمع عن شعور المدعي بزيارة السماء (الراحة والسكينة) وعن أوصاف يسوع الشكلية وأوصاف السماء إلخ. الأكثر من ذلك هو الادعاء بالذهاب إلى السماء والحديث عن ذلك على إنه إعلان من الله هو بمثابة إضافة إلى الكتاب المقدس الذي لا ينبغي الإضافة إليه. إلا أن أحد الذين ادعوا أنهم ذهبوا إلى السماء وعادوا اعترف أن ما قاله كان أكاذيبًا. وهي القصة الشهيرة للولد ذو الستة سنوات (حينها) والذي يدعى أليكس مالاراكي Alex Malarkey الذي ادعى أنه ذهب إلى السماء عند إغماءه إثر تعرضه لحادث سيارة هو ووالده. فكتب أليكس بالاشتراك مع أبيه كتابًا يحكي فيه عن ذهابه وعودته إلى السماء. أُصدر الكتاب بواسطة أكبر دور النشر الإنجيلية في أميريكا Lifeway وكان من بين أكثر الكتب مبيعًا. إلا أن الصبي أليكس تاب عن ادعاءاته وكتب خطابًا لدار النشر تلك يعترف بكذبه ويحث الناس على قراءة الكتاب المقدس الذي فيه وحده الكفاية. وهذا جزء من نص خطابه إلى دار الناشر: "لم أمت. لم أذهب إلى السماء. أنا قلت أني ذهبت إلى السماء لأني رأيت أن ه...

اِقْرَأ جرودم ولكن ...

واين جرودم لاهوتي محافظ وقامة كبيرة في اللاهوت النظامي. إلا أن عقيدته عن الله والثالوث تشوبها بعض الشوائب. وأحد أخطر ما يطرحه جرودم في لاهوته النظامي الشهير هو خضوع الابن للآب أزليًا Eternal Subordination of the Son ، وخضوع الروح القدس أزليًا للآب والابن. أي أن هناك سلطة وهرمية في الثالوث الأزلي (الثالوث في ذاته). يقول جرودم: "على سبيل المثال، إذا لم يكن الابن خاضعًا للآب أزليًا من حيث الدور، فإن الآب ليس ‘آبًا’ أزليًا، والابن ليس ‘ابنًا’ أزليًا. وهذا يعني أن الثالوث لم يوجد منذ الأزل". لاحظ أن جرودم هنا لا يتكلم عن العلاقات الثالوثية في ظل الخلق والفداء Economic Trinity ، والتي اختار الابن فيها، طواعية، أن يُخضع نفسه للآب. لكنه يتكلم عن الأقانيم "أزليًا"، أي العلاقات الثالوثية الأزلية الداخلية ad intra . في مقال مستقل، يقول جرودم أن الإسمين أو اللقبين "آب" و"ابن" تفسيرهما، ليس أن هناك ولادة أزلية للابن من الآب وانبثاق أزلي للروح القدس من الآب والابن، كما علّمت الكنيسة على مر التاريخ (وهذا يدل على أن جرودم أساء فهم نيقية والمصلحون)، بل خضوع أزلي ...

المسيح الرب - الإصلاح البروتستانتي والخلاص الربوبي

صورة
هل ممكن للمسيحي أن يعيش بدون تغيير ويظل مسيحيًا؟ هناك من يجيب بنعم، فالمسيحي غير مطلوب منه التغيير لكن فقط الإيمان والإعتراف بالمسيح على الأقل مرة واحدة. فنحن نأتي للمسيح كمخلص وليس كرب. التلمذة والطاعة أشياء عظيمة ومطلوبة لكنها ليست ضرورية للخلاص. على النقيض من هذا الرأي هناك من يجيبون بالنفي على هذا السؤال مؤكدين على أننا نقبل المسيح كمخلص ورب في نفس الوقت. من هنا جاءت التسمية "الخلاص الربوبي". إلا أن البعض من هذه الفئة الأخيرة يضيفون إلى الإيمان الطاعة بالقول أن الإيمان لابد أن يكون مطيعًا (وبهذا يكونون قد خلطوا بين التبرير والتقديس كما سنرى) . هذا الكتاب الفخم، بواسطة اللاهوتي الكبير مايكل هورتون الذي قام بتحريره، يجيب عن هذا السؤال وأسئلة أخرى فرعية مرتبطة به. لكن، بعيدًا عن الكثير من الجدل، والتفاصيل التاريخية، والأسماء الكثيرة، الموجودة جميعًا في هذا الكتاب، رأيت أن أقوم بتلخيص وتبسيط الإجابة الكتابية لهذا السؤال الهام في السطور التالية حتى تعم الفائدة . أن أول سؤال يمكن أن يثور حول هذا الموضوع هو تعريف ما هو الإيمان بالمسيح؟ الإيمان طبقًا للاهوت المصلح يحوي هذه ...

تحليل لمقال "مسيح العالم كله" لمتى المسكين

صورة
لعله يأتي غريبًا على مسامع الكثيرين أن الأب متى المسكين نادي بعالمية الخلاص (يونيفيرساليزم). ولعل الأمر يزداد غرابة إن قلنا أن الأب متى مزج بين عالمية الخلاص والإنجيل الاجتماعي. لكن هذا ما جاء بالضبط مقاله "مسيح العالم كله" مفصحًا عنه. وقد نُشر المقال في مجلة مرقس يناير ١٩٧٠، ثم نُشر عام ٢٠١٣ في كتيب بعنوان مسيح العالم كله يضم مقال آخر ومن إصدار مطبعة دير القديس أنبا مقار – وادي النطرون. السطور التالية هي استعراض وتحليل لفكر الأب متى حول هذا الأمر مع بعض الردود عليه. بداية، نحن لا نستطيع إلا وأن نمدح الأب متى على محاولته لإبراز الطبيعة العالمية والكونية لعمل المسيح. فهو قد صالح السماء بالأرض. وصالح الأرضيين مع بعضهم البعض، بحيث لم يعد هناك فرق بين أسود وأبيض، أو بين غني فقير، أو بين متعلم وجاهل. كما أننا نمدحه أيضًا على تأكيده على التضمينات الاجتماعية لرسالة الإنجيل، أو بصورة أدق ثمار الإيمان بالإنجيل. إلا أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد لديه. بل يصل إلى اعتناق عقيدة عالمية الخلاص (جميع البشر سيخلصون في النهاية). محولاً رسالة الإنجيل إلى رسالة للعدالة الاجتماعية بصورة جوهرية. ...

الإفخارستيا لدى الأب متى المسكين

صورة
واحدة من القضايا الجوهرية التي اختلف حولها الإصلاح البروتستانتي مع كنيسة القرون الوسطى هي "الاستحالة". أي هل يتحول فعلاً عنصرا مائدة الرب، الخبز إلى جسد المسيح، والخمر إلى دم المسيح الفعليان؟ وهل التناول منهما له فعالية خلاصية؟ بينما اختلف المصلحون على طبيعة حضور المسيح في فريضة العشاء، إلا أنهم أجمعوا أنه لا فعالية خلاصية لها، وأن الإفخارستيا ليست تكرارًا لذبيحة الجلجثة. ينبغي التنويه بداية على أن المصلحون لم ينكروا وجود أي قيمة للعشاء الرباني (والفريضتان بصفة عامة). على العكس، فقد أقروا فعالية الإفخارستيا، ليس من حيث الخلاص أو التبرير، بل من حيث التقديس. إنها حقًا علامة منظورة لنعمة غير منظورة كما قال أغسطينوس. إلا أنها نعمة متعلقة بالتقديس فقط. إن الإفخارستيا، أو عشاء الرب، تُنمي المؤمن، وتبنيه روحيًا، وتقدسه، من خلال أنها تجسد له موت المسيح أمام حواسه. إنها ليست ذات موت المسيح بل مجرد تجسيد حسي لواقع روحي. على سبيل المثال يقول إقرار الإيمان البلجيكي: "نؤمن بأن ربنا الرؤوف قد وضع لنا، بسبب ضعفنا ونقائصنا، الفرائض المقدسة، بها يختم لنا وعوده، وهي بمثابة ضمان لرضاه عنا ...

عقيدة التبرير لدى الأب متى المسكين

صورة
الكثيرون من البروتستاننت، وعلى رأسهم القس سامح موريس، متيمون بالأب متى المسكين. مع كامل الإحترام لهم وله طبعًا، إلا أنه لا يمكن تكون إنجيلي متسق مع منهجك البروتستانتي وفي نفس الوقت لا ترى مشكلة، أو بالحري مشاكل، في فكر الأب متى المسكين. لكن يكفي أن تقرأ هذا الكتيب الصغير له بعنوان "التبرير بين الماضي والحاضر وبين الإيمان والعمل" لكي تتيقن أن تعاليم الأب متى بعيدة كل البعد عن العقيدة الإنجيلية المُصلحة. بل إن ما يعلم به الأب متى، كما سيأتي الذكر، هو ذات كاثوليكية القرون الوسطى التي عارضها المصلحون. وفي عجالة، فإن ما يقوله الأب متى المسكين في كتابه "التبرير بين الماضي والحاضر وبين الإيمان والعمل" هو ضد العقيدة الإنجيلية، لأنه يخلط بين التبرير والتقديس. ويضيف إلى الإيمان الأعمال الصالحة كضرورة للتبرير. ويخلط بين متضادين: الناموس والنعمة. ويعلّم باحتساب الأمانة الجزئية برًا. ويخلط بين السوتيريولوجي (عقيدة الخلاص) والإكليزيولوجي (عقيدة الكنيسة). ويرى التبرير على أنه عمل مستمر وغير منتهي. وأن التبرير لديه يمكن أن يُفقد أو يتوقف مفعوله. وأن المتبرر يعيش متوترًا بين نقيضين:...