المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف لاهوت ليبرالي

لماذا مركزية الصليب؟ الرد على وعاظ يهمشون الصليب

لكفارة المسيح جوانب متعددة؛ تجسده، وطاعته الإيجابية، وموته، وقيامته، وصعوده، وظهوره أمام وجه الله لأجلنا. فبطاعته الإيجابية للناموس تمم مطالبه نيابة عنا. وبموته على الصليب كبديل قدم استرضاء لغضب الله عنا. وبقيامته أعطى فعالية للصليب وأثبت لاهوته ومن ثم صدق كفارته. وبصعوده دخل إلى الأقداس السماوية كسابق لأجلنا. وهو الآن يظهر أمام وجه الآب لصالحنا. كل جانب من هذه الجوانب الكفارية لعمل المسيح الواحد لا يقل أهمية عن الآخر. وكل جانب منها متداخل مع الآخر ويقود إليه. من منظور ما، فإن كل من الصليب والقيامة هامان بنفس القدر. إن القول أيهما أكثر أهمية مثلاً الصليب أم القيامة هو مثل القول أيهما أكثر أهمية للحياة المخ أم القلب؟ إذ بدون أي منهما ليس لدينا خلاص أو مسيحية. لكن، من منظور آخر يظل للصليب مركزية حتى أن القيامة نفسها تستمد قيمتها منه. فموت الصليب يؤدي إلى القيامة بحيث أنه يستحيل أن يكون لدينا قيامة بدون صليب. والقيامة إعلان بفعالية ونصرة وكمال عمل الصليب. كما أنه لو مات المسيح أية ميتة غير ميتة اللعنة والصلب، أو ليس بغرض التكفير عن الخطايا، ما كان للقيامة أية قيمة. وصحيح أن موت الصليب بدو...

الرد على منشور القس سامي عياد بأن "الخلاصُ مِنْ الخطيّة لم يكنْ الهدفَ الأول مِنْ تَجسُد الله."

صورة
يدعي القس سامي عياد بأن "الخلاصُ مِنْ الخطيّة لم يكنْ الهدفَ الأول مِنْ تَجسُد الله. أي أنَّه، لو لم تكنْ الخطيّة، لكان التَجسُد أيضًا." ثم يضيف القس سامي عياد بأن "الإصرارُ على أنَّ يسوعَ جاءَ للأرضِ فقط ليخلصنا مِنْ الخطيّة، اختزالٌ مُخِلٌ شديدُ الإخلال لإرسالية كلمة الله الحي المتجسد، يسوع." والأسباب لديه عديدة. سأتناولها واحدة واحدة. وضعت عبارات القس سامي بين علامات تنصيص ".." ثم تلوتها بردودي عليه. "أولًا، لأنَّ الخطيّة، رغم مَنْ يضخِّمون في بشاعتها ووجودها وقدرتها، لا يمكِن بأي حالٍ مِنْ الأحوال، أنْ تُجبر الله علي تغيير خططه للبشريّة، فالخطيّة ليس لها كيان جوهري في ذاتها بل هي رفض الله مصدر الخير." مهما ضخمنا من الخطية لا نكون قد أوفينا قداسة الله حقها. فالخطية موجهة ضد الله في الأساس. كلما وُضعت الخطية في ضوء قداسة الله كلما ظهرت بشاعتها. الإقلال من شأن الخطية هو طعن في طبيعة الله اللامنتاهية القداسة من ناحية. كما أن الإقلال من شأن الخطية يشبه الطبيب الذي يهون من خطورة حالة مريضه خادعًا إياه من ناحية أخرى. الدكتور القس سامي عياد يخدع نفسه...

لماذا ينادي ماهر صموئيل وتلاميذه بـ إله بلا مطالب؟

يعلِّم ماهر صموئيل وفريقه كريدولوجوس بأن الله لم يخلق الإنسان لكي يعبده، أو يطيعه، أو يمجده. بل فقط ليكون في شراكة أو علاقة معه. فالله لديهم هو إله بلا مطالب. وقبل أن نقوم بتحليل هذا المنهج وتضميناته سنقدم بعض الأمثلة على هذا التعليم غير الكتابي لدى ماهر صموئيل وتلاميذه. على سبيل المثال، يقول يوسف يعقوب في فيديو حديث له: "يعني إن إحنا بنقعد نفكر: ربنا خلقنا عشان نعبده، ربنا خلقنا عشان نمجده. على فكرة كل الإجابات دي مش هي الإجابة اللي مكتوبة في القصة. الإجابة اللي مكتوبة في القصة: قال الله لنخلق الإنسان على صورتنا وكمثالنا ليسودوا على سمك البحر وطيور السماء ... القصة في البداية بتقولنا إيه؟ كإن ربنا خلق وكيل يمثل ملكه، ويمثل قوته وسلطانه، على الأرض. فالله في العالم الروحي .. الإنسان اللي بيدير الأرض بالنيابة عن الله" سبق وقال أيضًا كل من يوسف يعقوب وأندرو أشرف سمير في البودكاست الأول من سلسلة "قصة نعيش فيها" أن الله أب خلق الإنسان للشركة معه. فهو لم يخلق الإنسان ليستعبده، كما تقول بعض الأساطير، وكأنه محتاج إلى شئ منه. هذا الفكر اللاهوتي هو في الأساس تعليم ماهر صموئيل...

كيف يُحَوِّل الدكتور ماهر صموئيل رسالة النعمة إلى ناموس؟

تناولت التصريحات التالية للدكتور ماهر صموئيل في مقالات مستقلة في سياقات مواضيع أخرى. إلا أني وجدت أن هناك ضرورة لتجميع تلك التصريحات لإبراز منهج ثابت لماهر صموئيل حول الخلاص يعبر عنه بأساليب مختلفة. هذا المنهج يمكن تلخيصه في كونه تركيز على الجانب الإختباري للمسيحية من ناحية، وإقصاء أو تهميش للجانب القضائي من الخلاص (غفران الخطايا، التبرير، الحياة الأبدية، النجاة من الدينونة) من ناحية أخرى. والمنهج يظهر ليس فقط فيما يقوله ومن ثم يركز عليه، بل فيما يغفله أيضًا. إلا أن كل من التركيز على الجانب الاختباري السلوكي وتهميش الجانب القضائي للخلاص أدى بالدكتور ماهر صموئيل إلى تحويل رسالة النعمة إلى ناموس. أي تشويه للإنجيل وطعن في ضرورة الكفارة. لأنه إن كان الخلاص (التبرير) بالأعمال، ولو جزئيًا، فالمسيح إذًا مات بلا سبب (غل ٢ : ٢١). وإن أردنا أن نبدأ بالأمر الأخير، أي ما يغفله أو يحذفه ماهر صموئيل من عظاته، وهو ليس بالأمر الهين، فهو المبدأ المصلح "سولا فيديه". والذي يعني أن التبرير بالإيمان وحده (بدون أعمال). ما من مسيحي تقريبًا إلا ويعرف أن ما يميز الحركة الإنجيلية هو تأكيدها على التبري...

المسيح لم يتجسد لكي يخلصنا: ادعاء بواسطة ماهر صموئيل

صورة
في فيديو حديث (أسفل المقال) يقول ماهر صموئيل أن المسيح لم يأتي ليخلصنا، بل ليعلن الله: "الله ظهر في الجسد مش بس عشان يحل مشكلة. كتير من المسيحيين فاهمين إن الله جاء وتجسد لكي ما يخلصنا. نو No الله جاء لكي ما يتكشف لنا ونعرفه" (ماهر صموئيل) فيحاول يوسف يعقوب استدراك هذا الخطأ بأن المسيح لم يأتي ليخلصنا فقط بل في الأساس ليعلن الله: "يخلصنا بس الأسبق أن يعرّف نفسه لنا" (يوسف يعقوب) فيصادق ماهر صموئيل على ذلك مترددًا بعض الشئ. ثم يضيف قائلاً أن الإعلان جزء من الخلاص: "بالظبط. وتعريفه (الإعلان عن الله) جزء من خلاصنا" (ماهر صموئيل) ورغم محاولة استدراك الخطأ، يظل من الواضح أن ماهر صموئيل يعطي المركزية للتجسد ويهمش الكفارة. إذ يرى أن الله تجسد للإعلان أكثر منه للكفارة. طبعا جَعْل غرض التجسد هو الإعلان عن الله في الأساس يعني أن الله كان سيتجسد سواء سقط الإنسان أو لم يسقط. والغرض من ذلك هو إعلاء الجانب العلاقاتي الاختباري في الخلاص على حساب الجانب القضائي فيه. بل وإقصاء الأخير من المشهد وتهميشه بما أن الغرض من التجسد هو السكنى مع الإنسان والعلاقة معه وليس الكفارة. ...

الدكتور ماهر صموئيل يهون من خطورة الجحيم لدى سامعيه

إن إقلال ماهر صموئيل من خطورة الجحيم ليس تصريحًا عفويًا واحدًا، بل هو منهج متسق لديه، وقد عبر عنه في تصريحات كثيرة في مناسبات مختلفة. ولا ينبغي أن يفاجئنا ذلك بما أنه يرى الخلاص، لا كتوقع إسخاطولوجي (الخلاص من الغضب الآتي)، بل كحالة اختبارية حاضرة. بكلمات أخرى، فإن المسيح، طبقًا له، لم يأتي ليخلص البشر من دينونة الله، بل ليسترد للإنسان إنسانيته. بالاتساق مع ذلك، يستنكر الكرازة المنطوقة ولا يرى أن الإنجيل خبرًا. يعلم أيضًا ماهر صموئيل بأن هناك من سيخلصون من خارج المسيحية. إنكار حصرية المسيح يعني عدم وجود خطر الجحيم بما أن الأغلبية سيخلصون إن لم يكن الجميع. وقد أفردت مقال آخر مستقل لتوثيق تعليم ماهر صموئيل بوجود خلاص خارج المسيحية. فضلاً عن ذلك، فهو يرى هناك إمكانية بأن يكون الجحيم مؤقتًا (كما سيأتي الذكر). ما سأفعله هنا هو أني سأضع تعاليم ماهر صموئيل عن الجحيم ثم سأتلوها بتعاليم المسيح نفسه عن ذات الأمر للمقارنة. في التصريحات الآتية يقوم ماهر صموئيل: بالإقلال من خطورة الجحيم، تخدير الضمائر المبكتة، اعتبار البشارة بالحياة الأبدية والنجاة من الجحيم هو إنجيل نفعي، تحريف معني الجحيم بجعله ا...

العامل المشترك بين التيارات الصوفية/الروحانية وبين الإلحاد الروحاني

إيه هو العامل المشترك بين التيارات الصوفية/الروحانية اللي بتركز على الخبرة أو الشعور الفردي experience ، وبين اللي قاله سام هاريس الملحد: "ينبغي الفصل بين الروحانية والدين، لأن هناك أناس من كل عقيدة، ومن لا عقيدة لهم، لديهم نفس جذور الاختبارات الروحية" ؟ الاتنين بينكروا الاسخاطولوجي المسيحي مع الفرق في الطريقة. التيارات الصوفية/الروحانية اللي بتركز على التوجه الشعوري الاختباري بتطعن في، أو على الأقل بتهمش، الجانب القضائي الإسخاطولوجي من الخلاص وبتقول إن الخلاص هو تأله، أو اتحاد بحياة المسيح، أو تشكيل روحي بغرض الاتحاد بالإلهي، أو استرداد للإنسانية. وده بيصاحبه في معظم الأحيان طعن صريح في كون الخلاص غفران للخطايا أو تبرير أو هبة الحياة الأبدية. يعني الخلاص، بالنسبة للتيارات الروحانية، حالة حاضرة تتلخص في اختبار فردي وليس خلاص اسخاطولوجي من غضب الله ودينونته الأخيرة. إنكار الجانب الاسخاطولجي القضائي من الخلاص هنا إنكار غير مباشر من خلال نقل التركيز من عليه للاختبار الفردي في الحاضر. ورغم إن إنكار هاريس للإسخاطولوجي المسيحي، اللي هو هنا دينونة الله وقضاءه الأخير، إنكار صريح (لأن...

فريدريك شلايرماخر أبو اللاهوت الليبرالي: حيٌّ يرزق فيما بيننا!

صورة
١٧٦٨ - ١٨٣٤ لاهوتي وفيلسوف ألماني. لُقِّبَ بأبو اللاهوت الليبرالي. كان ولا يزال له تأثير كبير على اللاهوت في الغرب والشرق. كان لشلايرماخر أصدقاء معتنقين للفلسفة الرومانسية (حركة شملت الفن والأدب والفلسفة تركز على الجانب الشعوري الفردي) والتي نشأت كرد فعل على جمود وتجريد الفلسفة العقلانية (العقل هو معيار الحق). وأصدقاءه هؤلاء كانوا محتقرين للدين أيضا لأنهم نفروا من كل ما هو عقيدي مجرد (أي تعثروا من العقيدة إن شئنا أن نستعمل لغة معاصرة). فألّف كتابه: "في الدين: أحاديث لمحتقري الدين المثقفين". ومن ناحية أخرى فقد رأى شلايرماخر أنه لا يمكن الاعتقاد بالمسيحية الكتابية القويمة بسبب الهجوم الذي تعرضت له من العقلانيين. لا مجال للعودة من جديد، للمسيحية الكتابية بعد أن قوضها هجوم التنوير العلماني بشقيه العقلاني والتجريبي. بل ولا تستحق ذلك في نظره. فرأى شلايرماخر أن الحل لتفادي الهجوم العقلاني على المسيحية ومن ثم إنقاذها من بين براثنه من ناحية، وفي نفس الوقت الكرازة لأصدقائه الرومانسيون من ناحية أخرى، هو أن ينأى بالمسيحية عن النص الكتابي والعقيدة، ويحصرها في الشعور والاختبار. لهذا رأى أ...