المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف متى المسكين

البدلية العقابية ومشاهير البروتستانت العرب

البدلية العقابية تتعرض لهجوم شرس من مشاهير البروتستانت. إما بالطعن فيها صراحة، أو أما بسلب المركزية من الصليب. أو بالإثنين معًا. وفي نفس الوقت طرح الثيوسيس (التأله) كعقيدة بديلة لعقيدة البدلية العقابية. أي تقديم الخلاص كاختبار وتغيير داخلي وليس كغفران أو تبرير قضائي. بكلمات أخرى، الخلاص بالنسبة لهم هو حالة حاضرة أكثر من كونه توقع إسخاطولوجي. بالنسبة لنا كإنجيليين مصلحين، رغم أن لكل باقي جوانب الكفارة الأخرى مركزية لا جدال فيها. إلا أن الصليب هو ذروة الكفارة. لهذا يقول بولس "فإني سلمت إليكم في الأول of first importance ما قبلته أنا أيضًا: أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب" (١ كو ١٥ : ٣). لكن ليس هكذا الحال مع مشاهير البروتستانت العرب. ماهر صموئيل، سامح موريس، أوسم وصفي، ماهر فايز، نادر شوقي، الخمسة يهاجمون البدلية العقابية، كل بطريقته. الخمسة أيضًا يطرحون الثيوسيس كبديل لعقيدة البدلية العقابية. بالإضافة إلى ذلك، إما أن يهمشوا الصليب صراحة وينسبوا مركزيته للتجسد أو للقيامة. أو أن يقوموا بتعويم المركزية المطلقة للصليب بالمقارنة مع باقي جوانب الكفارة (من تجسد المسيح وتقواه و...

ما معنى اشتراكنا في موت المسيح؟

هناك الكثير من النصوص الكتابية التي تقول أننا مُتنا مع المسيح (رو ٦ : ٨، ١٤ : ٨)، وصُلبنا معه (رو ٦ : ٦، ، غل ٢ : ٢٠)، واشرتكنا في آلامه (رو ٦ : ٦، ، غل ٢ : ٢٠). إلا أن ولا واحد من هذه النصوص يعني أننا اشتركنا في آلامه أو موته الكفاريين. ولكن للأسف فإن دعاة اللاهوت الشرقي يستغلون تمييزًا خطيرًا بين البدلية والنيابية لكي يطعنوا في البدلية العقابية أو الجانب القضائي من الخلاص. فالخلاص لدى هؤلاء شفاء أو تأله، المهم أن ينأوا به بعيدًا عن غفران الخطاية والنجاة من الجحيم. على سبيل المثال، يوجد قول منتشر للأب متى المسكين يُفهم منه أننا اشتركنا في موت المسيح الفدائي الذي أخذ فيه فسادنا: "أن المسيح لم يأخذ الخطية منا ليموت بها عوضًا عنا؛ بل أخذ جسد خطيتنا بعينه، وأمات الخطية الفعلية فيه، ولاشاها منه بموته. فهو لم يمت وحده على الصليب، فنحن كنا فيه علي الصليب ‘مع المسيح صلبت’. ونحن كنا فيه لما مات بالجسد الذي هو جسدنا وأمات الخطية، خطية العمد القاتلة، التي في الجسد الذي هو جسدنا ... ". المشكلة في هذا التعليم في الحقيقة هي مشكلة مزدوجة: أننا اشتركنا في آلام المسيح الكفارية، وأنه أخذ فساد...

تعليق على عظة "الإنسان كائن مفكر أم كائن عطشان" للدكتور ماهر صموئيل

يبدأ الدكتور ماهر صموئيل كلامه من يوحنا ٤ بالإشارة إلى أن عظته عن السامرية توافق التقويم القبطي "أحد السامرية". وهذا يأتي كمخالفة للمنهج المصلح في الوعظ التفسيري الذي يتناول كلمة الله سفر سفر وآية آية شارحًا النص كما هو حتى لا يُشَوَّه الحق أو يُغْفَلُ منه أي شئ. إلا أن الدكتور ماهر صموئيل يستعير أكثر من مجرد التقويم القبطي. بل الأرثوذكسية الشرقية نفسها بتركيزها على الكفارة العلاجية (الثيوسيس) بأن الإنسان خُلِقَ غير مكتمل الإنسانية (على صورة الله) وكان عليها تكميلها من خلال السعي لكي يكون على مثاله. في هذه العظة يطعن الدكتور ماهر صموئيل كالعادة في العقيدة، وفي الخلاص القضائي. الغريبة أنه يحاول أن ينفي عن نفسه هذا المنهج بقوله مثلاً "العقيدة جميلة" إلا أن ما يقرر ما إذا كان منصفًا أو مجحفًا تجاه العقيدة ليس ما يدعيه، بل طريقة تعامله معها، أي أن يكون هناك توافق بين المبدأ وتطبيقه. إن الدكتور ماهر صموئيل بطعنه في العقيدة من ناحية وقوله أن العقيدة مهمة أو جميلة من ناحية أخرى يشبه شخص ينهال على صديقه بالضرب والطعن بينما يؤكد له في نفس الوقت أنه جميل ومهم! من بين العبارا...

الأرثوذكسية الشرقية خطر يواجه البروتستانتية المعاصرة

لعلك سمعت عن بعض مشاهير البروتستانت في الغرب الذين تحولوا إلى الأرثوذكسية الشرقية (اليونانية). مثل هانك هانيجراف وهو مؤلف وله برنامج إذاعي معروف. ومثل فرانك شيفر ابن اللاهوتي والفيلسوف الكالفيني فرانسيس شيفر. إلى جوار هذين، فإن بيتر جيلكويست أحد أبرز كبار قادة هيئة الخدمة الروحية، وخريج أحد أكبر كليات اللاهوت الإنجيلية في أمريكا والعالم DTS ، تحول إلى الأرثوذكسية الشرقية ومعه حوالي ٢٠٠٠ بروتستانتي آخر ١٩٨٧. والأكثر من ذلك، يصف البروفيسور برادلي نصيف، أستاذ اللاهوت بجامعة نورث بارك بشيكاغو، بأن القرن الواحد والعشرون هو القرن الأرثوذكسي الشرقي بينما يتحول الكثير من الإنجيليين، غير الراضون، عن بروتستانتيتهم إلى الأرثوذكسية الشرقية. وأبرز الأسباب لتحول هؤلاء الإنجيليون إلى الأرثوذكسية الشرقية: هو عدم تركيز الأرثوذكسية الشرقية على الجانب القضائي للكفارة، التعليم الذي على ما يبدو يعثر الكثيرون من المنهج البروتسانتي. بالإضافة إلى التوجه الصوفي في الثيوسيس (التأله) المدعوم بالحس الجمالي في العبادة مثل الأيقونات والألحان إلخ. يُروج أيضًا إلى الأرثوذكسية الشرقية باعتبارها الكنيسة التاريخية الأم ...

تحليل لمقال "مسيح العالم كله" لمتى المسكين

صورة
لعله يأتي غريبًا على مسامع الكثيرين أن الأب متى المسكين نادي بعالمية الخلاص (يونيفيرساليزم). ولعل الأمر يزداد غرابة إن قلنا أن الأب متى مزج بين عالمية الخلاص والإنجيل الاجتماعي. لكن هذا ما جاء بالضبط مقاله "مسيح العالم كله" مفصحًا عنه. وقد نُشر المقال في مجلة مرقس يناير ١٩٧٠، ثم نُشر عام ٢٠١٣ في كتيب بعنوان مسيح العالم كله يضم مقال آخر ومن إصدار مطبعة دير القديس أنبا مقار – وادي النطرون. السطور التالية هي استعراض وتحليل لفكر الأب متى حول هذا الأمر مع بعض الردود عليه. بداية، نحن لا نستطيع إلا وأن نمدح الأب متى على محاولته لإبراز الطبيعة العالمية والكونية لعمل المسيح. فهو قد صالح السماء بالأرض. وصالح الأرضيين مع بعضهم البعض، بحيث لم يعد هناك فرق بين أسود وأبيض، أو بين غني فقير، أو بين متعلم وجاهل. كما أننا نمدحه أيضًا على تأكيده على التضمينات الاجتماعية لرسالة الإنجيل، أو بصورة أدق ثمار الإيمان بالإنجيل. إلا أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد لديه. بل يصل إلى اعتناق عقيدة عالمية الخلاص (جميع البشر سيخلصون في النهاية). محولاً رسالة الإنجيل إلى رسالة للعدالة الاجتماعية بصورة جوهرية. ...

الإفخارستيا لدى الأب متى المسكين

صورة
واحدة من القضايا الجوهرية التي اختلف حولها الإصلاح البروتستانتي مع كنيسة القرون الوسطى هي "الاستحالة". أي هل يتحول فعلاً عنصرا مائدة الرب، الخبز إلى جسد المسيح، والخمر إلى دم المسيح الفعليان؟ وهل التناول منهما له فعالية خلاصية؟ بينما اختلف المصلحون على طبيعة حضور المسيح في فريضة العشاء، إلا أنهم أجمعوا أنه لا فعالية خلاصية لها، وأن الإفخارستيا ليست تكرارًا لذبيحة الجلجثة. ينبغي التنويه بداية على أن المصلحون لم ينكروا وجود أي قيمة للعشاء الرباني (والفريضتان بصفة عامة). على العكس، فقد أقروا فعالية الإفخارستيا، ليس من حيث الخلاص أو التبرير، بل من حيث التقديس. إنها حقًا علامة منظورة لنعمة غير منظورة كما قال أغسطينوس. إلا أنها نعمة متعلقة بالتقديس فقط. إن الإفخارستيا، أو عشاء الرب، تُنمي المؤمن، وتبنيه روحيًا، وتقدسه، من خلال أنها تجسد له موت المسيح أمام حواسه. إنها ليست ذات موت المسيح بل مجرد تجسيد حسي لواقع روحي. على سبيل المثال يقول إقرار الإيمان البلجيكي: "نؤمن بأن ربنا الرؤوف قد وضع لنا، بسبب ضعفنا ونقائصنا، الفرائض المقدسة، بها يختم لنا وعوده، وهي بمثابة ضمان لرضاه عنا ...

عقيدة التبرير لدى الأب متى المسكين

صورة
الكثيرون من البروتستاننت، وعلى رأسهم القس سامح موريس، متيمون بالأب متى المسكين. مع كامل الإحترام لهم وله طبعًا، إلا أنه لا يمكن تكون إنجيلي متسق مع منهجك البروتستانتي وفي نفس الوقت لا ترى مشكلة، أو بالحري مشاكل، في فكر الأب متى المسكين. لكن يكفي أن تقرأ هذا الكتيب الصغير له بعنوان "التبرير بين الماضي والحاضر وبين الإيمان والعمل" لكي تتيقن أن تعاليم الأب متى بعيدة كل البعد عن العقيدة الإنجيلية المُصلحة. بل إن ما يعلم به الأب متى، كما سيأتي الذكر، هو ذات كاثوليكية القرون الوسطى التي عارضها المصلحون. وفي عجالة، فإن ما يقوله الأب متى المسكين في كتابه "التبرير بين الماضي والحاضر وبين الإيمان والعمل" هو ضد العقيدة الإنجيلية، لأنه يخلط بين التبرير والتقديس. ويضيف إلى الإيمان الأعمال الصالحة كضرورة للتبرير. ويخلط بين متضادين: الناموس والنعمة. ويعلّم باحتساب الأمانة الجزئية برًا. ويخلط بين السوتيريولوجي (عقيدة الخلاص) والإكليزيولوجي (عقيدة الكنيسة). ويرى التبرير على أنه عمل مستمر وغير منتهي. وأن التبرير لديه يمكن أن يُفقد أو يتوقف مفعوله. وأن المتبرر يعيش متوترًا بين نقيضين:...