في ذكري ميلاد داروين
من بين كل ما قرأت من أدب السيرة الذاتية لم أري أغرب من هذا الشخص. وكثيرا ما استوقفني لأتأمله ، فكلما رأيت صورة له أخذت أحملق بها ، وكلما وقعت بين يدي معلومة عنه أخذت أتفحصها وأتمعنها. حتي صارت لدي هواية تجميع الأبحاث عنه وعن نظريته. ليس لأني معجب به أو بما يقول ، ولكن لأني لا أستطيع أن أتخيل أن تصل مقاومة الإنسان لله لهذا الحد بأن يلفق الأكاذيب التي يدعي أنها علمية حتي يبرر لنفسه وللآخرين رغبة مقاومة وجود إله رقيب وديان. الأمر الذي كثيرا ما دفعني للحملقة في صوره ودراسة شخصيته لعلي أستطيع أن أشبع فضولي في سبر غوره. وفي كل ما قرأت عنه لم يثر حفظيتي شئ أكثر من هذين الأمرين الذين سأتركهما للقارئ العزيز ليحكم بنفسه إن كان هذا الرجل يستحق أي مصداقية. ليس صحيحا ما ينشر عن داروين أنه تدارك خطأ نظريته في آخر أيامه مرضه وهو طريح الفراش. والسبب في أننا لا نؤمن بذلك هو أن جميع أبناءه كذبوا هذه القصة. ولا يهمنا إن كان ذلك قد حدث فعلا أم لا فهناك الكثير من الداراوين قبله وبعده. أما عن كونهم كثيريون قبله فهذا يضعه موضع المتهم بالإنتحال لأعمال سابقيه. وهذا هو ما يعتقده ...