هادمين ظنونا (13)
الداروينية .. ديانة العصر الحديث تحدثنا في الموضوع عن السابق عن مغالطة الدراونة في قولهم أن المعجزات الكتابية خرقا لقوانين الطبيعة، ورأينا كيف أنها ليست كذلك، بل هي إضافة قوي جديدة إلي قوي الطبيعة. ثم أظهرنا أيضا تناقض الدراونة مع أنفسهم في أنهم يرفضون المعجزات الكتابية بحجة أنها خرقا لقوانين الطبيعة وهم أنفسهم يؤمنون بالكثير من المعجزات بإعتراف علماءهم أيضا. وفي بحثنا هنا سنتعرض لتناقض آخر وهو إدعاء الدراونة بأن نظريتهم علما بحتا وأنهم لا يمارسون أي نوع من التدين أو الإيمان. الإلحاد والداروينية وثيقان الصلة، والملحد المسلح للدفاع عن إلحاده (بالمقارنة مع الملحد اللاأدري) لا غني له عن الداروينية، لأن هذه الأخيرة تمده بعقائد وجودية – يدعون أن لها أساسا علميا – تجعله في غني عن الأديان بما تقدمه من معتقدات وجودية. لهذا صرح ريتشارد داكينز في كتابه "صانع الساعات الأعمي" قائلا أن "داروين مَكَن الملحد أن يكون مُشْبَع فكريا". (1) والسبب في ذلك هو أن الإلحاد الدارويني يقوم علي فكرة أساسية وهي انكار الميتافيزيقا (ما وراء الطبيعة) ويعظمون الطبيعة وينسبون لها ا...