هادمين ظنونا (14)
الداروينية وأخلاقيات البقاء للأقوي رأينا في الموضوع السابق كيف أن الداروينية بأركانها الأربعة (الأصل، المعني، الأخلاقيات، المصير) تقدم منظورا فلسفيا ودينيا للحياة. وأن الإلحاد الدارويني لا يعلق الإيمان بالله أو يوقفه وإنما يتخذ موقفا إيمانيا دوجماتيا تجاه الوجود، وبهذا فهو لا يختلف عن باقي الأديان بما له من تلك الأركان الأربعة. واليوم نتناول واحدا من تلك الأركان الأربعة بشئ من التفصيل، ألا وهو الأخلاقيات. قبول الداروينية كفلسفة لابد أن يكون له تضمينات اجتماعية ومجمتمعية، وذلك لأن أي فلسفة لابد أن تنعكس علي السلوك الفردي أو المجتمعي. والداروينية ليست نظرية بيولوجية بحتة، بل تم (ويتم) تطبيقها إجتماعيا أيضا فيما يعرف بالداروينية الإجتماعية. أي أن الفرد داخل المجتمع بل والدول فيما بينها في حالة من التنافس والصراع من أجل البقاء. ومثل هذا الفكر خطير جدا وبسببه أبيد ملايين الأشخاص في أماكن كثيرة من العالم علي أيدي طغاة سياسيون كما سنري. أخرج الله من معادلتك الأخلاقية وتنهار منظومتها بالكامل، وهذا ما قاله تماما الأديب الروسي دوستيوفسكي "إن لم يكن الله موجود فكل شئ مستباح"...