المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٦

إستكمالا لردنا علي القس سامي عياد بخصوص قوله أن جهنم حالة في القلب وليست مكان خارجي

هذه  أقوال بعض آباء ما قبل نيقية عن كون جهنم مكانا للعذاب ترتليانوس القرطاجي من القرن الثاني: "إذا قمنا بالإنذار عن جهنم، التي هي مخزن للنار السرية تحت الأرض لأغراض العقاب، فإننا بنفس الطريقة نحصد سخرية علي رؤوسنا". المثير فيما قاله ترتليانوس أن الحديث عن جهنم لغير المسيحيين هو مدعاة للسخرية. فهكذا الحال منذ بدء المسيحية، وليس بغريب أن يحاول المسيحيون الليبراليون التنصل منها، فقد سبقهم أناس كثيرون من القرن الأول. "تأمل جهنم في قلبك، التي ستطفأها التوبة لك. فتخيل أولا فداحة العقوبة، حتي أنك لن تتردد في إختيار العلاج. ماذا نعتقد نحن مخزن النار الأبدية يكون؟ عندما تثير ثقوبها الصغيرة اللهب المتفجرة حتي أن المدن المجاورة لا يكون لها وجود، أو أنها في توقع يومي لنفس المصير؟ إن هذا يبرهن لنا علي دوام الدينونة". وهنا أيضا يؤكد ترتليانوس علي أن جهنم في القلب وخارجه. ويسمح هنا لخياله أن يشطح فيقول أن اللهب الصاعدة من ثقوب جهنم ستبيد المدن المجاورة لها. أوريجانوس السكندري من القرن الثاني: "وجدت أن جهنم مذكورة في الإنجيل كمكان للعقاب. لهذا فقد

هل جهم مجرد حالة أم حالة في مكان أيضا؟

تفنيد إدعاء القس سامي عياد بأن جهنم حالة داخل الإنسان وليست مكان خارجه لا شك أن جعل جهنم حالة وليست مكان هي واحدة من المحاولات الليبرالية للتهوين من وطأة جهنم ومن ثم تخدير الضمائر وكسب رضا المعارضين من العلمانيين. ويقوم هنا المتكلم بإثارة أربعة أسئلة يحاول من خلالها الوصول إلي نتيجة (يري أنها منطقية) أن جهنم حالة داخلية ستحدث للإنسان وليست مكان خارجه. ولكن كما سنري فلا الأسئلة التي تثار ولا النتيجة التي يحاول إقحامها المتكلم علينا منطقية. وأول سؤال يطرحه المتحدث هنا هو: هل الله أكبر من الخليقة أم أن الخليقة أكبر من الله؟ وهنا يحاول المتكلم إثبات أن الله (الذي هو روح) أكبر من الخليقة (التي هي مادة)، لينتقل إلي النقطة الثانية التي تقول أن الأكبر يحتوي الأصغر وليس العكس. ولكن يبدو أن المتكلم هنا يغفل أن المقارنة لا تجوز بين شيئين غير متجانسين. فمقارنته هذه تشبه المقارنة بين الأفكار والدماغ، أيهما أكبر؟ هل الأفكار التي نفكرها أكبر من الدماغ الذي ينتجها؟ السؤال نفسه غير ذي معني لأن كل منهما شيئين مختلفين في الطبيعة والخصائص. فالله روح، ليس له حجم أو كثافة أو كتلة أو أبعاد مثل الخل