هل الله مختلف كليا عن خليقته؟ وما هو تأثير ذلك علي إمكانية الحديث عنه حديثا معقولا؟
يقول البعض، ولا سيما الليبراليون الجدد (النيوأرثوذكس)، أن الله كائن آخر تمامًا ( wholly other )، أو مختلفًا بصورة كلية عن خليقته. ومحاولات تعريفه أو توصيفه أو فهمه كلها ستبوء بالفشل. ولعل أشهر من قال بهذه الفكرة هو كارل بارت. ويمكننا علي الأقل وصفها بأنها ليست سوي شكلا من أشكال اللاأدرية، مصطبغة بصبغة مسيحية. أما نسختها الغير مسيحية فنجدها فيما علَّم به عمانوئيل كانط عندما قال أنك لا تستطيع أن تذهب من العالم الظاهراتي المدرك بالحواس ( Phenomenal ) وهو عالمنا الملئ بالظواهر الطبيعية التي يبحث بها العلماء، إلي العالم الحدسي الغير مدرك بالحواس ( Noumenal )، والذي أدرج به كانط الله وأمورًا أخري. وعَلَّم كانط أيضًا بأنك لا تستطيع التأكد من أن قواعد المنطق في عالم الفينومينا (العالم المادي)، مثل السببية وقانون عدم التناقض، يمكن أن تنطبق أيضًا علي عالم النومينا (العالم الماورائي). وبحسب ما جاء في موسوعة الدفاعيات المسيحية للفيلسوف المسيحي نورمان جايزلر فإن فكر كارل بارت جاء متأثرا بإبستمولوجيا كانط ووجودية سورين كيركجارد ورواية "الإخوة كرامازوف" لدوستيوفسكي والتي أظهرت إفلاس ا...