حقيقة الهجمات الشكوكية علي المسيحية
مع بداية العصر الذي يقال له "ما بعد المسيحية" احتد هجوم العقلانيين علي الكتاب المقدس. وأشهر هؤلاء كان الموسوعيين الفرنسيين، مثل دينيس ديدورو وفولتير وآخرون. وهؤلاء اتخذوا من الفلسفة العقلانية، التي تنادي بأن العقل هو مصدر المعرفة، أساسا لهم، علي خلاف ما كانت – ولازالت – تنادي به المسيحية بأن الإعلان الإلهي المتمثل في الكتاب المقدس هو السُّلْطَة النهائية في تحديد الحق. ولكن تلك الهجمات التي أخذت تنهال علي المسيحية من الموسوعيين ومن رُوَّاد النقد الأعلي والنقد النصي أغفل أصحابها، أنه لا يمكنهم مهاجمة المسيحية دون أن يفترضوا مسبقا النظرة الكونية لها. إن الملحد أوالمتشكك أواللاأدري أوالدارويني الذي يهاجم المسيحية، هو في الحقيقة يقف علي أرض مستعارة حينما يفعل ذلك. بل وعلي حد كلمات الأبولوجيست فرانك توريك: "إنه يسرق من الله" [1] . وذلك لأن شكوكيتهم لا تقدم لهم أي أساس يبنون عليهم حججهم ضد المسيحية. والتقليد المصلح يُعَلِّم بأن "كل الحق هو حق الله". والملحد الذي ينتقد الكتاب المقدس والمسيحية يستخدم حق الله في هذا النقد دون أن يدري. بكلمات أخري، إن الناقد للحق ...