أهمية التمييز بين الكلمة غير المكتوبة والكلمة المكتوبة فيما يتعلق بسلطة الكتاب المقدس
كثيرا ما نسمع عبارة أن الكنيسة هي التي كتبت الكتب المقدسة، وهي أيضا التي جمعت الأسفار القانونية وأضفت عليها تلك السلطة بعد أن ميزت بينها وبين الأسفار غير القانونية. وبالتالي، حسب ادعاء أولئك، يصير للكنيسة سلطة مساوية لسلطة الكتاب المقدس. ويصير للتقليد الآبائي أيضا سلطة مساوية للأسفار القانونية الستة والستون، بما أنها منتج الكنيسة أيضا والتي من حقها أن تضفي على ما تراه السلطة القانونية الملزمة. لكن هذا الإدعاء يخفق في إدراك أن كلمة الله كانت موجودة قبل أن يتم تدوينها في الأسفار القانونية. الكتاب المقدس، بعهديه، كان موجودا في صورة شفوية منطوقة، بواسطة الأنبياء والرسل، قبل تدوينه. التدوين، بعمل الروح القدس المُوحِي، حول الرسالة المنطوقة إلى رسالة مكتوبة. هذه الرسالة التي كانت منطوقة فقط وصارت مكتوبة، هي التي ولدت الكنيسة وأوجدتها. صحيح أنه من منظور ما أن الكنيسة، بأنبيائها في العهد القديم ورسلها في العهد الجديد، هي التي كتبت الحق الكتابي، لكن من منظور آخر أكثر جوهرية، لم يكن هذا التدوين اختراع لشئ جديد لم يكن موجود من قبل. بل كان موجودا ولكن في صورة شفوية منطوقة. هذا ال...