تعليق على لقاء الدكتور ماهر في القناة الثانية حول كورونا
ربما لم يختر الدكتور ماهر عنوان الحلقة، لكن مما لا شك فيه أن كلامه جاء بالاتساق مع العنوان “المواجهة النفسية للكورونا ومعركة الوعي”. فقد أتت معالجته لهذه القضية الخطيرة، لا من منظور مسيحي، بل من خلال عدسات علمانية ملونة بديانة العقل. ديانة مؤسسة لا على العقيدة، مسيحية أو إسلامية، بل على العقل الذي يشترك فيه جميع البشر. تمامًا كما قصدها ربوبيوا التنوير العلماني الذين رفضوا ديانة الإعلان الكتابي، واستبدلوها بديانة الإعلان الطبيعي (العقل والفلسفة). لكن، هل يصح أن يخلع اللاهوتي المسيحي نظارته الكونية الكتابية، عند معالجة قضية خطيرة مثل الوبأ العالمي، ويعالجها فقط من منظور نفسي علماني، رغم أن الكثير من علم النفس هو شبه علم باعتراف علماء النفس ذواتهم؟ بل والأخطر في علم النفس هو أنه مؤسس على مركزية الإنسان وصلاحه، الأمر الذي هو مضاد تمامًا للمنظور الكوني المسيحي الذي يعلم عن الخطية الأصلية والفساد الجذري للإنسان. وقد جاءت إجابات الدكتور ماهر على أسئلة الأستاذ عاطف كاملة محملة بافتراضات حول مركزية الإنسان وقدرته وصلاحه في علاج شروره والتعامل مع الكوارث وإن كان بها القليل من التلميحات النادرة ...