الصورة الكتابية لغضب الله
المتابع لما يُطرح على الساحة اللاهوتية يستطيع أن يرصد الكثير من التعاليم غير الكتابية عن موضوع غضب الله. ويوجد سمتان مشتركتان لتلك التعاليم؛ فضلاً عن كونها غير كتابية، فمعظمها لا تنكر أن الله يغضب. بل تقوم بإعادة تعريف ما هو غضب الله. إن الهجوم على الحق الكتابي كثيرًا ما يكون بإعادة تعريفه وليس بمجرد إنكاره المباشر. لكن، أن تعيد تعريف غضب الله هو أن تعيد تعريف المفاهيم اللاهوتية المتربطة به، ولا سيما عدل الله والكفارة ومن ثم الجحيم. إن ما تقوله عن غضب الله سيشكل ما تقوله عن العقائد الكتابية الأخرى. لهذا، فإن التأكيد على ما يقوله الكتاب المقدس عن موضوع غضب الله لهو أمر في غاية الخطورة. محاولات إعادة تعريف غضب الله إن هناك من ينفون الغضب عن شخص الله من الأساس. فبعد أن يُعَرِّف عدنان طرابلسي نظرية أنسلم للاسترضاء، ويقصد بذلك البدلية العقابية، يقول أن بها ثلاث مشاكل. والمشكلة الأولى، طبقًا له، هي "إنها مبنية على أن الله ذو خصائص بشرية: فهو يغضب، ويحقد، ويثأر، ويُهان، وتُجرح كرامته، إلخ. لكن الله لا يتغير. نظرية التكفير هذه تعني أن الله يتغير، وأن هذا التغيير سببته أعمال الإنسان! ه...