الكنيسة كواسطة للنعمة
إحدى نقاط الضعف الخطيرة في البروتستانتية الشرقية المعاصرة هو عدم وجود عقيدة إنجيلية صلبة عن الكنيسة (إكليزيولوجي مُصْلَح)، الأمر الذي يؤثر بصورة حرجة على أهمية الكنيسة لدى الفرد البروتستانتي المعاصر. في المقابلة مع ذلك، علّم المصلحون بحيوية الدور الذي تقوم به الكنيسة في الخلاص (الكرازة) والتقديس. وبينما اختلف المصلحون فيما بينهم حول طريقة إدارة الكنيسة، وحول ما ينبغي أن تتضمنه العبادة (المبدأ التنظيمي في مقابل المبدأ المعياري)، إلا أنهم اتفقوا فيما بينهم على مركزية الكنيسة كواسطة للنعمة في حياة الفرد المسيحي. لطالما علّمت الكنيسة التاريخية بأنه "لا خلاص خارج الكنيسة". الآباء علّموا بذلك، والمصلحون من بعدهم وعلى منهجهم. طبعًا ما يُقْصد بذلك ليس ما تقصده الكنيسة الكاثوليكية (والكنائس التقليدية بصفة عامة) أنه لا خلاص خارج الكنيسة لكون الكنيسة هي مانحة النعمة الخلاصية من خلال الأسرار، فالمصلحين هم أول من رفض هذا المعنى. ولا أن الكنيسة تمنح صكوك معينة يحصل الإنسان بموجبها على الخلاص، فهذا الادعاء غير الكتابي كان الشرارة الأولى للإصلاح البروتستانتي وتسمير لوثر لأطروحاته الخمس والتس...