هل اتخذ المسيح طبيعة بشرية فاسدة؟
يبدو أن الاعتقاد بأن يسوع اتخذ طبيعة بشرية فاسدة أو ملوثة بالخطية اعتقادًا منتشرًا إلى حدٍ ما. فنجده مثلاً، وإن لم يكن بصفة رسمية، لدى بعض الكاثوليك واللوثريون، ولدى الأرثوذكسية الشرقية بصفة خاصة. ولسنا هند بصدد تقديم تأريخ لهذا التعليم لكن لابد من الإشارة إلى أنه في الفترة الحديثة علّم به كارل بارت ورَوَّج له توماس تورانس. كلاهما علّم بأن المسيح اتخذ طبيعة بشرية ساقطة، وإن لم يخطيء فعليًا. وهذا السؤال مرتبط تمام الإرتباط بسؤال آخر حول بشرية المسيح: هل كان من الممكن أن يسقط المسيح في الخطية؟ أجبت بالنفي عن هذا السؤال الأخير في مقالين آخرين وسأكتفي هنا بالتركيز على مسألة ما إذا كان قد اتخذ المسيح فعلاً طبيعة بشرية فاسدة. إلا أن واحدًا من أوجه الارتباط بين السؤالين هو أن الادعاء باتخاذ يسوع طبيعة بشرية ساقطة يفترض أنه كان قابلاً للخطأ أيضًا. وجه آخر من أوجه الارتباط بين السؤالين هو أن كلاهما يهدفان إلى التأكيد على بشرية المسيح وأنه شابهنا في كل شيء. إلا أن السؤال حول ما إذا كان المسيح قد اتخذ جسدًا فاسدًا (طبيعة ساقطة) يهدف إلى أمر آخر غير قويم؛ اعطاء التجسد مكانة مركزية من خلا...