الكتاب المقدس به أخطاء لأن كاتبوه بشرًا؟
كثيرًا ما نسمع في الأوساط الإنجيلية، أو حتى بواسطة المتشككين، الادعاء بأن الكتاب المقدس لابد وأن يكون غير معصوم إن أردنا أن نحتفظ بالإرادة والحرية البشريتين لمن كتبوه. بمعنى أنه لو كان الوحي إملائيًا لكان بذلك كتبة الوحي مجرد روبوتات يُملى عليهم كلام الله. ففي نظر هؤلاء، إما أن يكون الوحي إملائيًا، وبالتالي فهذا تخلي عن إنسانية وإرادة وحرية كتبة الوحي. وإما، وهذا هو الحل الذي يأخذ به أولئك، أن يكون لكتبة الوحي دور بشري، الأمر الذي يضطرنا، على حد زعمهم، للإعتراف بوجود أخطاء في الوحي. لكن، أن يتم تخييرنا بين أن يكون كتبة الوحي مجرد آلات للإملاء، أو أن يكون لهم دور كامل وبالتالي مُنْتَجَهُم به أخطاء، هو مأزق مفتعل. إننا كبروتستانت مصلحون نرفض هذان الإختياران. والسبب في رفضنا لذلك الادعاء بأن الكتاب المقدس به أخطاء لأنه مكتوب بواسطة بشر غير معصومون هو أن أصحاب ذلك الادعاء يفترضون افتراضان غير صحيحان. الأول متعلق بالله، والثاني خاص بالإنسان. فيما يخص الأول، فإن صاحب الادعاء بوجود أخطاء في الكتاب المقدس لأن كاتبوه بشرًا يفترض، ربما دون أن ينتبه، إلى أن الله غير قادر على أن يعصم كتبة الوحي وف...