البعد الكفاري لختان المسيح
وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.
(لو 2 : 21)
وليس أقل من إثنين من عمالقة الإصلاح البروتستانتي يؤكدان البعد الكفاري للختان.
يقول جوناثان إدواردز أن الرب يسوع المسيح اختتن كنائب عنا ووسيط لنا في طاعة الناموس:
"وهكذا على سبيل المثال في ختانه، ما تألم به في ذلك كان له طبيعة إسترضائية، الدم الذي أريق في ختانه كان دمًا كفاريًا. ولكن بما أنه كان امتثال لناموس موسى، فقد كان جزءًا من بره الاستحقاقي. على الرغم من أن هذا لم يكن فعلاً (إراديًا) من طبيعته البشرية، فهو طفل رضيع، ومع ذلك كان خضوعًا لما تخضع له الطبيعة البشرية، وكان فعله الشخصي، إذ قد تم قبوله كعمل من أعمال طاعته كوسيط لنا. وهكذا حتى ولادته في مثل هذه الحالة المتدنية، كانت لها طبيعة الاسترضاء بسبب الذل الذي كان فيه".
يرى جون أوين أنه من منظور ما كانت حياة المسيح موتًا لأن كل ما عمله المسيح كان مصحوبًا بالألم:
"أولاً، بطاعة حياة المسيح نرى المقصود، ألا وهو خضوعه الطوعي، والتام، والإتمام الكامل، لكل جزئية في ناموس الله، والتي كان كل قديسي الله ملزمين بها. صحيح أن كل عمل تقريبًا من أعمال طاعة المسيح، من دم ختانه إلى دم صليبه، كان مصحوبًا بالألم، حتى يمكن أن تسمى حياته كلها موتًا من هذا المنظور".
في ظل ما نسمعه من ادعاءات غير كتابية مثل أن المسيح وضع الإنسان في مقابلة مع السبت (الوصية)، وفي ظل محاولات فصل التجسد عن الكفارة، بالتركيز على الأول وتهميش الثانية، يصبح إبراز شيء مثل البعد الكفاري للختان ذو أهمية.
تعليقات
إرسال تعليق