أربعة أعمدة في رحلة قديس




شخصية يعقوب هي من أكثر شخصيات الكتاب المقدس التي دائما ما نعشر نحوها بالتعاطف والتشابه ، وذلك بسبب ضعفاته ونقائصه ومحبة الرب له بالرغم من ذلك. وبينما نري إبراهيم يحلق في سماء الإيمان إلا أننا نري يعقوب يممشي متثاقلا علي أرض الضعفات والأزمات. والكثيرين منا يرون أنفسهم في يعقوب بضيقاته وضعفاته وأزماته الكثيرة. ولذلك فمن المفيد أن نتأمل في أربعة مشاهد من حياة يعقوب تعرض فيها لأربع أزمات ، وفي كل مرة تعامل معه الرب بنعمة غنية ،  فكان ينصب عمودا تقديرا وتذكارا لتعاملات الرب معه. نصب يعقوب أربعة أعمدة في رحلة هروبه من بيت أبيه وعودته إليه ، وهذه الأعمدة تشيير إلي ربعة محطات رئيسية في حياته تعلم فيها دروسا هامة ، وفي كل مرة كان ينصب عمودا يذكره بما تعلمه وبالتغيير الذي طرأ عليه.


1- عمود الخلاص (تك 28 : 18)

يضطر يعقوب المدلل الذي كان يحب حياة المنزل (تك 25 : 30) للهروب من بيت أبيه بسبب خوفه من بطش عيسو أخيه ،  فيينتهي به الحال شريدا غريبا في البرية ، بل ووحيدا ليس له رفيق سوي العصا التي في يده ، ليواجه أخطار البرية من لصوص ووحوش ضارية ، بلا منقذ ، وربما أيضا بدون ما يكفي من الزاد والماء. ولكن الرب يشق عتمة ظلام ذلك الليل الذي حل علي حياته بخروجه من بيت أبيه ، فيظهر له ويطمأنه ويعده بأنه سيكون معه دائما وأنه وسوف يرسل له ملائكة المعونة للحماية.

ويعقوب في حالته المذرية هذه التي وصل إليها من وحدة وغربة وخوفه من بطش أخيه بل وأيضا من أخطار البرية ، ومن إحتياجه الشديد إلي مأوي وملبس ومأكل ومشرب ليس إلا صورة للحالة المذرية التي وصل اليها إلانسان في تيهانه في برية هذه العالم. فالانسان الخاطئ يشبه إلي حد كبير يعقوب في بليته وحالته المذرية هذه ، فالخطية فصلتنا وأجاعتنا وأدخلت الخوف إلي قلوبنا ووأذلتنا وأتاهتنا بعيدا عن الله. وظهور الله ليعقوب في الحلم هو صورة لمبادرة النعمة المطلقة في تعاملها مع الخاطئ ، فلا نقرأ أن يعقوب صلي أو طلب الرب قبل أن يضطجع ، فالكتاب يقول "وأخذ من حجارة المكان ووضعه تحت رأسه فاضطجع في ذلك المكان". فعلي الرغم من أن يعقوب لم يطلب الله أو يذكره أو يصلي له الإ أن الرب يتخذ مباردة النعمة المطلقة ليعلن له عن نفسه وعن حمايته له. وهنا نري ظلا  لتعاملات نعمة الله معنا ، فلم يكن هناك أي رغبة في قلوبنا نحن أيضا لكي نعرف الله أو نتبعه ، ولم تكن هناك أي أشواق لدينا تجاه ذلك ، فالكتاب يقول "اَللهُ مِنَ السَّمَاءِ أَشْرَفَ عَلَى بَنِي الْبَشَرِ لِيَنْظُرَ: هَلْ مِنْ فَاهِمٍ طَالِبِ اللهِ؟" فلم يكن فينا أي شئ يطلب الله ، فالحواس كانت بليدة والأشواق فاترة والرغبات منعدمة. ولكن الله بنعمته المطلقة أعلن لنا عن نفسه في شخص المحبوب يسوع ، يقول الكتاب "بالنعمة انتم مخلصون" ، "لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس" ، فالنعمة هي التي ظهرت للناس التي لم تطلبها ، بدون أي مجهود منهم بل وبدون أدني محاولة.

والسلم الذي رآه يعقوب يشير أيضا إلي وساطة الرب يسوع المسيح ، فكما تطلب الأمر سلم لكي تنزل وتصعد عليه الملائكة بالمعونة السماوية ليعقوب ، فإن الأمر تطلب أيضا وسيطا بيننا وبين الله ، والرب يسوع المسيح هو هذا الوسيط ، فهو يقول عن نفسه لنثنائيل "من الآن ترون السماء متفوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون علي إبن الانسان".  وكما كان هناك سلم وحيدة تصل الأرض بالسماء وتكون هي واسطة البركة ليعقوب ، هكذا فإن شخص المسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والناس ، وكما قال الرب يسوع المسيح عن نفسه "أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي الي الآب الي بي".

وقد كان لزاما ليعقوب أن يتقابل مقابلة شخصية مثل هذه مع الله ، إذ لم يكن كافيا أن يسمع عن الرب عن طريق الآباء فقط ، أو أن يسمع عن الوعد لهم منهم فقط ، بل كان من الضروري أن يأخذ هذه البركة مباشرة وبصورة شخصية من الرب. إن الإنسان لا يستطيع أن يخلص بناء علي قصص سمعها من آخرين ، أو بناء علي إيمان والديه ، أو حتي بمجرد إنتماءه إلي أسرة تقية متدينة ، لكن لابد أن يتقابل تلك المقابلة المغيرة التي لا غني عنها لإنشاء علاقة مع الرب.

وبعد أن بورك يعقوب بهذه الرؤيا السماوية أدرك أن الرب معه وأنه حقا في هذا المكان ، وها هو ينصب عمود من الحجارة التي وضعها تحت رأسه إحتفالا وتذكارا وتقديرا لعمل نعمة الله في حياته ، ويا ليتنا نتذكر خلاص الله لنا ونقدره ونحتفل به كل أيام حياتنا ، وإن لم تنصب بعد عمود خلاصك فالفرصة أمامك الآن لتنصبه في حياتك كما فعل يعقوب.

2- عمود الانفصال (تك 31 : 45)

لم تعد العلاقة القديمة مع لابان تسر قلب يعقوب ليس فقط لأن وجه لابان قد تغير ولم يعد كأمس وأول من أمس – فقد كان هذا من نعمة الرب عليه لكي يكون سببا لإنسحابه من تلك العلاقة التي لم يرض عنها الرب –  ولكن لأنه لم توجد أي نقاط تلاقي بين يعقوب ولابان بالرغم من علاقة القرابة والنسب ، بل ولأنه أيضا كان من المفترض إتخاذ هذا القرار من سنين ولكن الرب كثيرا ما يسمح بتطور الأمور وتفاقهمها حتي نضطر إلي الإنفصال عن العلاقات التي حالت بيننا وبين فيض النعمة في حياتنا.

وكما كان هناك أسباب دعت يعقوب للإنفصال فإننا مدعوون أيضا حسب تلك الأسباب أن ننفصل عن الشر بكل صوره: أولا كان ينتمي إلي أرض غريبة ، فيعقوب لم ينتم أبدا إلي حاران حيث سكن مع لابان عشرون سنة ، وذلك لأنه ولد في مكان آخر ، وها هو يدعي من الرب لكي يرجع إلي أرض ميلاده. والمؤمنين الذي ولدوا من الله ، وسيرتهم في السموات ، لا ينتمون إلي هذا العالم الحاضر الشرير ، فهم ليسو من هذا العالم كما أنا سيدهم ليس من هذا العالم. وثانيا كان له نذر مع الله ، فالرب يذكره بأنه إله بيت ايل حيث نصب له عمودا ونذر له نذرا. ونحن أيضا مدعون أن نتذكر إلتزامنا معا الله يوم أن سلمنا له حياتنا ، ونتذكر أيضا ملكيته لنا "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم ، الذي لكم من الله ، وأنكم لستم لأنفسكم. لأنكم قد أشتريتم بثمن. فمجدوا الله في أرواحكم وأجسادكم التي هي لله" (1 كو 6 : 19 – 20). وثالثا فقد كانت العلاقة مع لابان ضررا له ، إذ إستغله لمدة عشرون سنة وخدعه كثيرا (غير أجرته عشر مرات) بالإضافة انها لم تكن مشجعا روحيا له ، فلابان كان وثنيا. ونحن أيضا مدعوون أن ننفصل عن المعاشرات الردية لأنها تفسد الأخلاق الجيدة (1 كو 15 : 33).

ولم يكن الأنفصال أمرا سهلا علي يعقوب بالمرة. فكيف سيأخذ بنات لابان بعيدا عن أبيهم؟ وإذا إستطاع فعل ذلك فكيف سيرجع إلي بيت أبيه وها هو عيسو لازال يشعر بالضغينة من ناحية يعقوب؟ وكيف يأخذ هذا القرار ويقطع هذه العلاقة التي دامت لعشرين عام؟ لذلك نجده يضطر للهرب ليلا خفية وبدون علم لابان. إلا أن الامر تطلب الكثير من الأمور لتنفيذه ، فقد إحتاج إلي معجزة من الله وشجاعة وحسم ومواجهة الأمر وجها لوجه من جانب يعقوب ، وهو ما حدث فعلا ، فالرب تدخل معجزيا بتهيأة الظروف بسماحه أن تتغير معاملة لابان وبنيه له ، وموافقة زوجتيه بالرحيل ، ومباركة الرب له في نصيبه من الغنم ، وظهوره له وتشجيعه إياه علي الرجوع لأرض ميلاده ، وأخيرا حمايته من بطش لابان وظهوره له في حلم لتحذير من أن يكلم يعقوب بخير أو شر. ثم تطلب الأمر حسم من يعقوب بأن يأخذ القرار ويقنع زوجتيه ويثق في الرب وحمايته له من لابان وعيسو.

وإنفصالنا عن الشر قد يعني أننا في حاجة إلي إنهاء تلك العلاقة العاطفية الششريرة ، أو الإستغناءعن صداقة لا يرضي عنها الرب ، أو فض شراكة تجارية مع غير المؤمنين ، أو أي شئ شرير يمكننا أن نشترك فيه من شأنه أن يلطخ ثياب الشهادة فنفقد تأثيرنا كملح وتتأثر علاقتنا بالله فتبرد وتصبح حياتنا الروحية هزيلة.

ثم نقرأ عن يعقوب وهو يحصد بركات إتخاذه لهذا القرار الحاسم ، قرار الإنفصال ، " أما يعقوب فمضي في طريقه ولاقاه ملائكة الله" ، لاقاه ملائكة الله لكي يهنئوه علي القرار الحاسم ويشجعوه ويشدو من أزره في مواجهة المحنة القادمة وهي مقابلة عيسو. فالرب دائما يرسل لنا ببركاته وإعلاناته بمجرد أن نكرمه فيكافئنا ويشجعنا علي القرارات الحاسمة التي إتخذناها إكراما له.


3 – تجديد العهد وتأكيد الوعد (تك 35 : 14)

لم يكن الانفصال عن لابان كافيا لكي ينشئ في يعقوب الإرادة للوفاء بنذره للرب وتصحيح موقفه الروحي ، لكننا نري الرب بعد ذلك يقوده بل ويدعوه لتجديد العهد معه ، ذلك العهد الذي دخل فيه يوم هرب من وجه عيسو فظهر له الرب في رؤيا الليل حيث نصب عمودا ودعا المكان بيت إيل.

لقد مضي من الوقت ثمان سنوات تقريبا علي وقت رجوعه إلي كنعان ولكنه لم يقم بالوفاء بنذره للرب. وكان من اللازم له  لكي ما يجدد ذلك العهد ويرمم مذبح العلاقة مع الله أمرين: أولا التوبة ، فقبل أن يطلب منهم الصعود إلي بيت إيل طلب منهم أن يعزلوا الآلهة الغريبة التي بينهم ويتطهرو ويبدلو ثيابهم ، وهذا أمرا منطقيا ان أردنا ترميم العلاقة مع الله وبناء المذبح المنهدم. فقبل أن نشرع في تقديم أي ذبائح روحية لله علينا أولا أن نطهر كل شئ لدينا ، قلوبنا وعلاقتنا وعائلاتنا من أي شرور ونجاسات نحملها معنا من أيام سكننا مع لابان ، فالطريق إلي التكريس وإختبار بركة الله في حياتنا لابد أن يمر بوادي بالتوبة. ويعقوب قد أدرك أنه لم يكن من الممكن له أن يصعد إلي بيت إيل ليبني المذبح ويقدم عليه ذبائح للرب إن لم يقدم هو وأهل بيته توبة للرب وأن يتطهروا ويعزلوا الآلهة الغريبة ويبدلوا ثيابهم. فكان أول أمر عليهم فعله هو أن يعزلوا الآلهة الغريبة ، والتي ربما كانت الآلهة التي سرقتها راحيل من أبيها لابان أثناء الخروج من بيته ، أو ربما يكون المقصود بتلك الآلهة هي آلهة عبيد يعقوب الذين كانوا من خلفيات وثنية وقد أتوا بآلهتهم معهم. ونحن كعبيد للرب لا يبنغي أن يكون في قلوبنا أو عائلاتنا أو كنائسنا أي آلهة غريبة تأخذ مكانته المركزية في الوسط. ثم يطالبهم بعد ذلك بأن يتطهروا ، وذلك بأن يغتسلوا غسلات معينة قبل أن يقتربوا من مذبح الرب ، ورئيس الكهنة في القديم أيضا كان عليه أن يغسل يده في المرحضة النحاسية قبل الدخول إلي قدس الأقداس وتقديم دم الذبيحة للرب. والمؤمن بدوره عليه أن يغتسل بماء الكلمة المقدسة قبل أن يشرع في تقديم الذبيحة الروحية. وأخيرا يحثهم علي إبدال ثيابهم التي تلطخت بالدماء بسبب ما فعلوه بأهل شكيم والإنتقام الشديد والشراسة التي بدت منهم تجاههم. والمسيحي عليه أيضا أن يبدل ثياب الشهادة والسلوك الخارجي بتلك التي تمجد الرب وتناسب الدعوة الجديدة التي دعي إليها.

وثانيا بناء المذبح : ثم بعد أن قام يعقوب بتطهير بيته وأسرته إرتحل إلي بيت إيل وبني هناك مذبحا للرب ، ولا شك أنه قدم عليه ذبائح شكر للرب الذي حفظه طوال هذه الرحلة الشاقة وأتي به بسلام إلي بيت أبيه. والمؤمن أيضا مدعو لتقديم ذبائح روحية للرب "فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ ِللهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ" (عب 13 : 15) ، بل إن الجسد والروح والنفس يبنغي أن تكون جميعها ذبائح علي مذبح الرب ليل نهار.

ومقابل ذلك نجد الرب يؤكد له الوعد القديم بالبركة : فغير إسمه إلي إسرائيل ، وأكد له الوعد بأنه سيكون مثمرا وسيخرج منه ملوك وأنه سيرث الأرض التي وعده به الرب هو وأباؤه.

4 – عمود الرجاء  (تك 35 : 20)

في هذا المشهد نري يعقوب يجتاز في مدرسة الألم ، فنسمع أولا عن موت دبورة مرضعة رفقة ، ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد لكننا نري أيضا يعقوب يجتاز في أعمق أحزانه وآلامه علي الاطلاق ، فها هي راحيل الزوجة المحبوبة التي خدم من أجلها أربعة عشر عاما تفارقه إلي الأبد ، حتي أنه بعد سنين كثيرة لا يزال يتذكر موتها فنراه يتكلم عنه وكأنه حدث أمس (تك 48). فيا لها من آلام رهيبة تحملها يعقوب بعد فراق راحيل. والغريب في الأمر أننا نقرأ عن مناحة لدبورة مرضعة رفقة ولا نقرأ عن مثلها لراحيل الزوجة المحبوبة ، فهو يكتفي فقط بأن ينصب عمودا تذكار لها. ولكن العمود يكلمنا عن شئ آخر أكثر من مجرد كونه تذكارا ، فهو يحدثنا بصوت خافت عن الرجاء الذي كان في قلب يعقوب رغم موت زوجته التي خدم من أجلها كعبد أربعة عشر سنة ، فقد كان له :

أولا رجاء القيامة في مواجهة الموت : فعندما نصب يعقوب هذا العمود بدا وكأنه يعلن للجميع بأنه يثق أن هناك قيامة من الموت ، فالموت ليس هو نهاية المطاف ، اذ يخبرنا الوحي في العدد التالي عن يعقوب يرحل وينصب خيمته وراء مجدل عدر ، والخيمة تكلمنا عن حياة الترحال والغربة التي عاشها يعقوب وآباءه من قبله ، وكأن الوحي يريد ان يقول أن يعقوب أدرك انه متغربا في الأرض وليس له وطن ، فقد عاش حياته يتنقل من مكان لآخر ، وبكل تأكيد كان الموت بالنسبة له هو بوابة الوصول إلي المدينة التي لها الأساسات كما تخبرنا عنه الرسالة إلي العبرانيين حيث يذكر وسط سلسة أبطال الإيمان فيقول الرسول أنهم حيوا المواعيد وصدقوها وأقرو بأنهم غرباء ونزلاء علي الأرض (عب 11 : 9 – 10).

ثانيا رجاء في قوة الله في مواجهة الألم: إنها آلام فراق الزوجة المحبوبة التي ظل يحبها ويتذكر فراقها له بعد سنين كثيرة فيقول ليوسف "ماتت عندي راحيل".  سمت راحيل إبنها التي كانت تلده في آلام المخاض الشديدة "بن أوني" أي إبن آلامي وأحزاني ، ولكن يعقوب غير إسمه إلي بنيامين ، ربما لانه لم يرد أن يتذكر فراقها وآلامها حينها في كل مرة ينادي له بهذا الاسم ، ولكن لا شك أن يعقوب قد أدرك أيضا أنه إلي جوار ذلك فهناك قوة الله التي يستطيع الإتكال عليها فدعي إبنه "إبن اليد اليمني" إشارة إلي القوة التي كانت تولد في حياته جنبا إلي جنب مع الألم. وقد تذكرنا هذه الصورة بآلامنا التي نجتاز فيها ، فالجسد في داخلنا يري أن هذا الألم هو لحزننا وضيقنا فيدعوه "بني أوني" ، لكن الإيمان الذي يستطيع أن يري قوة الله في أكثر لحظات ضعفنا ،  يدعوها مثل يعقوب "بنيامين". يقول بولس "لأني حينما أنا ضعيف ، فحينئذ أنا قوي" (2 كو 12 : 10).


ولأول مرة يدعو الوحي هنا يعقوب إسرائيل ، فلا نري يعقوب القديم المخادع ولكننا نري صورة يعقوب المنتصر ، فالكتاب يقول "ثم رحل إسرائيل". سيأتي ذلك الوقت الذي نرحل فيه من مكان الآلام والأحزان لنذهب إلي مكان الأمجاد ، في حضن سيدنا المبارك حيث لا آلام ولا دموع.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟