معضلة يوثيفرو في تعريف الأخلاق
هل المبادئ الأخلاقية صالحة لكونها إرادة الآلهة؟ أم أنها صالحة في ذاتها لذلك أمرت بها الآلهة؟ المعضلة الفلسفية التي أمامنا منقولة عن أفلاطون وهي – بحسب ما ذكر – مناقشة دارت بين سقراط ويوثيفرو ، فرأي هذا الأخير أن الصلاح يتحدد بما يحبه الآلهة. فطرح سقراط ما يسمي بمعضلة يوثيفرو. ويري الغالبية أن هذا السؤال يشكل معضلة حقيقية أمام المؤمنين بالله الأمر الذي دفع بالبعض لإنكار الإيمان. ونحن لا ننكر صعوبة الأمر هنا أو علي الأقل الصعوبة التي فرضتها علينا الصيغة التي طُرحت بها المعضلة ، فإذا أجبنا علي الشق الأول من السؤال بنعم فهذا يقودنا إلي القول بأن الآلهة (أو الإله) هم قانون ومعيار ذواتهم وما أرادوه كان صالحا وما أبغضوه كان طالحا. وبناء عليه فإن الفرق بين الصالح والطالح يحدده الإله ، لذلك فلا غرابة إن أراد الآلهة أو أوصوا بشيئا طالحا أو شريرا لأنه حينئذ يعد أمرا صالحا. وإن أجبنا بنعم علي الشق الثاني من السؤال: أي أن المبادئ الأخلاقية صالحة لذلك أمرت بها الآلهة فإننا نقع في مشكلة أخري وهي أن المبادئ الأخلاقية صالحة في ذاتها وبإنفصال عن إرادة الإله وبالتالي لا حاجة بنا لهذا الأخ...