أربعة اختلافات جوهرية بين الخلق والتطور
يوجد على الأقل أربع
اختلافات لاهوتية جوهرية بين الخلق والتطور تجعل من المستحيل التوفيق بينهما:
1- بحسب
التطور فإن عقل الإنسان نشأ من المادة (الحساء البدائي)، الأمر الذي لا يُفَسِّر مجئ قوانين الأخلاق والمنطق، بل ويختزل كل منهما إلى مجرد تفاعلات كيمائية. بحسب الخلق فإن الكون
المادي نشأ بواسطة كلمة الله (اللوجوس) وروحه العاقلة، الأمر الذي يفسر بدوره قوانين الأخلاق والمنطق ويجعل الإنسان مسئولا أمام خالقه (مالكه).
2- بحسب
التطور فإن الإنسان يصعد "متطورا" من حالة سُفْلَى إلى حالة عُلْيَا، طموحا متفائلا، لا يوجد به أي خلل جوهرى. ولكن
بحسب الخلق فإن الإنسان "سقط" من حالة البراءة إلى الفساد الجذري. وفي حالة عداوة مع الله ومع ونفسه ومع أخيه الإنسان والخليقة الغير عاقلة.
3- بحسب
التطور فإن الموت ظهر قبل الإنسان (حيث أن الإنسان جاء بناء على سلسلة كبيرة من
موت وتطور الكائنات الأقل منه تعقيدا)، والموت صديق الخليقة (يساعدها على التطور). بحسب الخلق فإن الموت دخل نتيجة خطية الإنسان، ولذلك فالموت عدو الإنسان
والخليقة وليس صديق. فالتطور ينفي العلاقة بين الخطية والموت، والخلق الكتابي يربطهما معا، الأمر الذي ينعكس مباشرة على موت المسيح من أجل الخطية.
4- بحسب
التطور، فإن الكون تحكمه الصدفة والتحولات الجينية العشوائية، منذ أن بدأ إلى
الآن، وهذا يعني أنه صيغ خصيصا للقضاء على فكرة الله. الخلق قائم على فكرة سلطان
الله، أولا في الخلق، وثانيا في أن الله لا يزال حاملا للكون بكلمة قدرة حتى أن عصفورا لا يسقط بدون إذن الآب.
التطور عقيدة وثنية تعادي الله وتحط من الإنسان، الخلق عقيدة تمجد الله وتكرم الإنسان. التطور والخلق الكتابي منظورين كونيين متضادين لا يصلح التوفيق بينهما.
تعليقات
إرسال تعليق