المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٤

معضلة يوثيفرو في تعريف الأخلاق

هل المبادئ الأخلاقية صالحة لكونها إرادة الآلهة؟ أم أنها صالحة في ذاتها لذلك أمرت بها الآلهة؟ المعضلة الفلسفية التي أمامنا منقولة عن أفلاطون وهي – بحسب ما ذكر – مناقشة دارت بين سقراط ويوثيفرو ، فرأي هذا الأخير أن الصلاح يتحدد بما يحبه الآلهة. فطرح سقراط ما يسمي بمعضلة يوثيفرو. ويري الغالبية أن هذا السؤال يشكل معضلة حقيقية أمام المؤمنين بالله الأمر الذي دفع بالبعض لإنكار الإيمان. ونحن لا ننكر صعوبة الأمر هنا أو علي الأقل الصعوبة التي فرضتها علينا الصيغة التي طُرحت بها المعضلة ، فإذا أجبنا علي الشق الأول من السؤال بنعم فهذا يقودنا إلي القول بأن الآلهة (أو الإله) هم قانون ومعيار ذواتهم وما أرادوه كان صالحا وما أبغضوه كان طالحا. وبناء عليه فإن الفرق بين الصالح والطالح يحدده الإله ، لذلك فلا غرابة إن أراد الآلهة أو أوصوا بشيئا طالحا أو شريرا لأنه حينئذ يعد أمرا صالحا. وإن أجبنا بنعم علي الشق الثاني من السؤال: أي أن المبادئ الأخلاقية صالحة لذلك أمرت بها الآلهة فإننا نقع في مشكلة أخري وهي أن المبادئ الأخلاقية صالحة في ذاتها وبإنفصال عن إرادة الإله وبالتالي لا حاجة بنا لهذا الأخ

المسيحية والمازوخية

إتهمت إحدي الصفحات الإلحادية المسيحية بأنها تدعو للمازوخية (العنف ضد الذات) كما استنتجوا خطأ من حديث الكتاب المقدس عن الألم مع المسيح وأن ذلك - بحسب فهمهم - يؤهل للدخول إلي الملكوت. وحسب قولهم أيضا فإن المازوخية هي الوجه الآخر للسادية (العنف ضد الآخرين) وكلاهما اضطرابا نفسيا وعلي ذلك ليس المسيحيون سوي مجموعة من المضطربين نفسيا. وقدموا مثالان هزيلان ليس لهما علاقة بالنصوص المقدسة للتأكيد علي ما يقولون بأن شخصين مسيحيين (كل علي حدة) كانا يعذبان جسديهما لإعتقادهما أن ذلك يزيدهما تقوي وقربا من المسيح. فكان ردنا عليهم بالآتي : عزيزي الملحد إن كلامك لا ينم إلا عن جهل بالمسيحية وفيه محاولة للعب ببعض الألفاظ الضخمة لإبهار أمثالك ممن يعيشون علي فتات المعرفة من هنا وهناك ويظنون أنهم امتلكوا ناصية الفهم بالطبيعة وما وراءها.  وقبل أن نرد علي اتهامكم الباطل هذا دعوني أسألكم سؤالا؛ أنتم يا معشر الإلحاد تناقضون أنفسكم بمهاجمة من يعذب نفسه ومن يعذب غيره واعتبار ذلك أمر غير طبيعي لأنه وفقا لمنظوركم الطبعاني Naturalism فهذه آليات التطور والإنتخاب الطبيعي، فلماذا إذا تهاجمون إلهكم الطبيعة