المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٢

داود والمسيح

تخبرنا الأسفار التاريخية (صموئيل والملوك وأخبار الأيام) عن حياة داود العامة والمعلنة ، بينما يكلمنا سفر المزامير عما جال في خاطرة من أفكار وما جاش في قلبه من مشاعر فنقرأ عن صراعاته الداخلية ومناجاته للرب في الضيق ولحظات يأسه ولحظات إيمانه. وبحسب ما تخبرنا به الكتب المقدسة عن شخصية داود نجد أنها تتميز كثيرا عن باقي شخصيات الكتاب المقدس في كونها شخصية متعددة المواهب ، فهو ملك مسح من الرب وقاد الشعب في انتصارات عديدة ، وهو نبي تنبأ عن مجئ المسيح ، وهو مرنم وشاعر فنظم الكثير من الأشعار الروحية والإنسانية ، وكما يقول ف.ب.ماير عن داود "قد يفوقه إبراهيم في الإيمان ، وموسي في قوة الشركة المركزة مع الله ، وإيليا في غيرته النارية ، ولكن لم يكن أحد من هؤلاء متعدد المواهب كابن يسي" . وعندما يقول الكتاب أن داود كان رجلا حسب قلب الله ، فإن هذا إشارة إلى حياته العامة وإلي تنفيذه إرادة الله كملك بعكس شاول الذي عصي ارادة الله الصريحة ، وذلك لأن حياة داود بلا شك شابتها بعض الشوائب ، فلا يمكن تطبيق هذا القول علي حياة داود بتفاصيلها. وخطايا داود كانت : الزني والقتل ، إحصاءه للشعب ومن ثم

رسالة إلي الكنيسة المشيخية في مصر

 آلمني جدا وأحزنني الحالة الروحية التي انحدرت إليها الكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر عندما نما إلي علمي أن الطائفة الإنجيلية بصدد تعين إمرأة قسيسا. لقد وقع علي الخبر كالصاعقة ، فهرعت إلي كلمة الله لا لكي أعرف إذا كان هذا خطأ أم لا فهذا واضح لمن لديه القليل من المعرفة الكتابية ويحترمها ، بل لكي أحصر ما تقوله بخصوص هذا الموضوع. وما أدهشني هو أن الكنيسة الإنجيلية تخالف لا وصية ضمنية أو شئ صمتت عنه كلمة الله ، بل بالحري وصية صريحة وردت مرتين في العهد الجديد. وأنا لست عدوا للمرأة ولا أنكر تعليم العهد الجديد أنه "ليس ذكر وأنثي لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع" ، ولكن ينبغي وضع كل شئ هنا في نصابه الصحيح. فمساواة المرأة للرجل في الإمكانيات العقلية والإمتيازات الروحية لا يعني أنها تصلح للخدمة الرعوية ، لأنه إن صح هذا القول فالمساواة إذا معناها إلغاء للترتيبات والأدوار التي جعلها الله في سلطانه والتي نجد لها بعض المبررات كالإختلافات في تكوين الرجل والمرأة ، فالمرأة مثلا تميل للحكم علي الأمور بتوجيه من العاطفة التي لا يمكن الإعتماد عليها نظرا لتقلبها ، والمرأة أيضا ينبغي أن يكون

هل حقا تغير الصلاة مشيئة الله؟

بادي ذي بدء نقول أن ذلك الإدعاء الوهمي بأن الصلاة تغير فكر الله فيه من المغالطات والتناقضات اللاهوتية ما يكفينا لرفضه.  وليس ذلك فقط بل إن من شأن هذا الإدعاء أن يدخلنا في حلقة مفرغة من الآمال الوهمية التي من الممكن أن يعلقها البسطاء من المؤمنين علي الصلاة ظانين أنها تغير مشيئة الله فعلا ، ولكن للأسف غالبا ما ينتهي الحال بهؤلاء بشعورهم بخيبة الأمل من الصلاة وربما تتكون أيضا لديهم فكرة خاطئة عن ذلك الإله الذي لم يطع أوامرهم في الصلاة ويغير مشيئته لكي يرضيهم. وهنا تكمن خطورة الأمر لكونه ينطوي علي أهمية عملية تمس جزءا خطيرا من حياتنا اليومية. وإن كنت واحدا من هؤلاء اللذين لا تعنيهم ما إذا كانت الصلاة تغير مشيئة الله أم لا فليس عدم اكتراثك هذا إلا دليل علي أنه لم يتكون عندك بعد مفهوما صحيحا عن الصلاة. وثمة شئ نريد أن نلفت النظر إليه هنا قبل أن نشرع في الخوض في هذا البحث وهو أن الاعتقاد بأن الصلاة لا تغير مشيئة الله يؤثر سلبا علي عزيمتنا في الصلاة كما يدعي البعض هو ادعاء عار من الصحة وذلك لأن القضية محسومة