المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٧

هل الله مختلف كليا عن خليقته؟ وما هو تأثير ذلك علي إمكانية الحديث عنه حديثا معقولا؟

يقول البعض، ولا سيما الليبراليون الجدد (النيوأرثوذكس)، أن الله كائن آخر تمامًا ( wholly other )، أو مختلفًا بصورة كلية عن خليقته. ومحاولات تعريفه أو توصيفه أو فهمه كلها ستبوء بالفشل. ولعل أشهر من قال بهذه الفكرة هو كارل بارت. ويمكننا علي الأقل وصفها بأنها ليست سوي شكلا من أشكال اللاأدرية، مصطبغة بصبغة مسيحية. أما نسختها الغير مسيحية فنجدها فيما علَّم به عمانوئيل كانط عندما قال أنك لا تستطيع أن تذهب من العالم الظاهراتي المدرك بالحواس ( Phenomenal ) وهو عالمنا الملئ بالظواهر الطبيعية التي يبحث بها العلماء، إلي العالم الحدسي الغير مدرك بالحواس ( Noumenal )، والذي أدرج به كانط الله وأمورًا أخري. وعَلَّم كانط أيضًا بأنك لا تستطيع التأكد من أن قواعد المنطق في عالم الفينومينا (العالم المادي)، مثل السببية وقانون عدم التناقض، يمكن أن تنطبق أيضًا علي عالم النومينا (العالم الماورائي). وبحسب ما جاء في موسوعة الدفاعيات المسيحية للفيلسوف المسيحي نورمان جايزلر فإن فكر كارل بارت جاء متأثرا بإبستمولوجيا كانط ووجودية سورين كيركجارد ورواية "الإخوة كرامازوف" لدوستيوفسكي والتي أظهرت إفلاس ا

لاهوت الصليب عند لوثر

مترجم عن مقال بالإنجليزية للمؤرخ المسيحي كارل ترومان لم يستطع أحد التكهن بأن الإصلاح سينطلق في أكتوبر عام 1517 علي إثر الخمسة والتسعون أطروحة لمارتن لوثر ضد صكوك الغفران. الوثيقة نفسها - التي حوت التسعة والتسعون أطروحة - اقترحت مجرد إطار لمناظرة جامعية. كان لوثر يدعو فقط لتنقيح ممارسة صكوك الغفران، وليس إلغائها. وهو بكل تأكيد لم يكن يقدم برنامجا واسع الإنتشار للإصلاح اللاهوتي والكنسي. وقد قال لوثر بالفعل أشياء أكثر إثارة للجدل في مناظرته ضد اللاهوت المدرسي في 4 سبتمر 1517 ، والتي انتقد فيها كليا الطريقة التي صُنِعَ بها لاهوت العصور الوسطي طيلة تلك القرون. ومع ذلك مرت تلك المناظرة دون أدني دمدمة من أحد. ولكن في الحقيقة، ومن وجهة نظر بشرية، فقد كان فقط ذلك المزيج المتميز من العوامل الخارجية – إجمتاعية واقتصادية وسياسية – هو الذي جعل تلك المناظرة الأخيرة بمثابة الشرارة التي أوقدت فتيل الإصلاح. مناظرة هايدلبرج بمجرد أن أشعل الفتيل، اقترفت الكنيسة خطأ قاتلا، وذلك بسماحها للنظام الأغسطيني، الذي كان لوثر ينتمي إليه، بالتعامل مع المشكلة كما لو كانت مجرد صعوبة محلية ذات أهمي