المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢١

نعم ... الهرطقات يمكن أن تكون خلاصية أيضًا

إن من يرصد وضع البروتستانتية الشرقية من حوله يمكنه أن يلحظ التوجه المسكوني الاختزالي الذي تتسم به الآن. ونستطيع رصد هذا التوجه في عدة ظواهر. أولاً عدم الاكتراث، بل وفي أحيانٍ كثيرة عدم الفهم، لجوهر حركة الإصلاح التي تمركزت حول عقيدتي التبرير بالإيمان وحده وسلطة الكتاب المقدس وحده. ثانيًا، الدعوات المسكونية بالوحدة، أو التعاون على أي مستوى، مع الطوائف الطقسية بحجة أنها تعتنق تعاليمًا قويمة عن الثالوث وشخص المسيح الواحد وطبيعتيه المتحدان فيه دون إنفصال أو اختلاط. ثالثًا، هناك قطاع كبير من البروتستانت لا يضيرهم شئ سوى الهجوم على الثالوث، وألوهية المسيح، والقيامة الجسدية. بينما لا يكترثون أن عقيدتي الخلاص وسلطة الوحي، يتم الهجوم عليهما ليلاً ونهارًا، بواسطة من يتبنون تعاليمًا قويمة عن الثالوث وألوهية المسيح (مثل الطقسيين). رابعًا، أصبحنا نسمع كثيرًا مصطلحات مثل "المسيحية المجردة" (نسبة إلى سي إس لويس)، ودعوات لاطائفية للإلتفاف حول قانون إيمان نيقية. وقد يسأل سائل: ما المشكلة في (مسكونية) نيقية أو في أن يكون للمرء عقائد قويمة أو في دعوات المحبة والوحدة؟ هذا السؤال سنجيب عليه بتفصي

تحليل لمقال "مسيح العالم كله" لمتى المسكين

صورة
لعله يأتي غريبًا على مسامع الكثيرين أن الأب متى المسكين نادي بعالمية الخلاص (يونيفيرساليزم). ولعل الأمر يزداد غرابة إن قلنا أن الأب متى مزج بين عالمية الخلاص والإنجيل الاجتماعي. لكن هذا ما جاء بالضبط مقاله "مسيح العالم كله" مفصحًا عنه. وقد نُشر المقال في مجلة مرقس يناير ١٩٧٠، ثم نُشر عام ٢٠١٣ في كتيب بعنوان مسيح العالم كله يضم مقال آخر ومن إصدار مطبعة دير القديس أنبا مقار – وادي النطرون. السطور التالية هي استعراض وتحليل لفكر الأب متى حول هذا الأمر مع بعض الردود عليه. بداية، نحن لا نستطيع إلا وأن نمدح الأب متى على محاولته لإبراز الطبيعة العالمية والكونية لعمل المسيح. فهو قد صالح السماء بالأرض. وصالح الأرضيين مع بعضهم البعض، بحيث لم يعد هناك فرق بين أسود وأبيض، أو بين غني فقير، أو بين متعلم وجاهل. كما أننا نمدحه أيضًا على تأكيده على التضمينات الاجتماعية لرسالة الإنجيل، أو بصورة أدق ثمار الإيمان بالإنجيل. إلا أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد لديه. بل يصل إلى اعتناق عقيدة عالمية الخلاص (جميع البشر سيخلصون في النهاية). محولاً رسالة الإنجيل إلى رسالة للعدالة الاجتماعية بصورة جوهرية.

نصوص كتابية تثبت أن الرب يسوع المسيح أقام نفسه من الموت

قَائِلِينَ: "يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ" (متى ٢٧ : ٦٣). فعل يقوم في صيغة المتكلم 1st person، فهو الذي يقيم نفسه. حتى أن أعدائه، رؤساء الكهنة والفريسين، فهموا ذلك. فرددوا كلامه وكأنه يتكلم عن نفسه. وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ (مرقس ٨ : ٣١). يقوم هنا مبني للمعلوم active، أي هو الذي يقوم. وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ ٱلْجَبَلِ، أَوْصَاهُمْ أَنْ لَا يُحَدِّثُوا أَحَدًا بِمَا أَبْصَرُوا، إِلَّا مَتَى قَامَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ (مر ٩ : ٩). قام هنا غائب مبني للمعلوم 3rd person active، أي هو قام بنفسه. وَقَالَ لَهُمْ: "هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ"(لو ٢٤ : ٤٦). يقوم هنا للمعلوم active وليس للمجهول،