المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٠

تعليق حول ما يعتقده الدكتور ماهر صموئيل بخصوص البدلية العقابية - 2

في هذا الفيديو يقوم الدكتور ماهر صموئيل، كل الاحترام لشخصه، ليس فقط بتقديم الإنجيل على أنه شفاء سيكولوجي للمجاريح والمظاليم لكن يعيد تعريف العقوبة على أنها "إقرار بالخطأ". تبدأ المحادثة بسؤال الأستاذ يوسف والذي لم ينجح في إخفاء نفوره من البدلية العقابية مثل الدكتور ماهر بالقول: "أن تأخذ ذنب شخص وتضعه على شخص آخر ده بالظبط عكس العدل" الأمر الذي يصفه د. ماهر بأنه اختزال وتسطيح. ولكن ما هي المسيحية غير المسطحة وغير المختزلة طبقاً للدكتور ماهر ومحاوره؟ يقول المحاور في بداية كلامه: "العدل هو التأكيد على الغلط اللي حصل". ثم تأتي جملة كاشفة للدكتور ماهر لاحقاً يؤكد بها أن هذا هو نفس مفهومه عن العدل والعقوبة: "وده اللي كان بيقوله ديزموند إنه لازم يكون فيه شيء من العقاب أو الإقرار بالخطأ اللي حصل". فالعدل بالنسبة لهما ليس تحمل العقوبة، ولكن الإقرار أو التأكيد بأن ما حدث خطأ. وهذا في نظري هو الاختزال الصارخ لعمل المسيح. هل أرسل الله ابنه لكي يموت حتى يكون ذلك مجرد إقرار بالخطية أو بشاعتها؟ هل يصبح عمل المسيح هنا فقط مجرد طريقة يظهر بها الله استياءه م

تعليق حول ما يعتقده الدكتور ماهر صموئيل بخصوص البدلية العقابية - 1

يبدأ الدكتور ماهر صموئيل تعليقه الذي جاء كاشفًا عن نفوره من البدلية العقابية في فيديو بعنوان "الجدال حول البدلية العقابية" بالقول: "المأساة مش بس في النظرية دي .. في محاولة تنظير عمل الصليب، وهو من ناحية سر، ومن ناحية صعب إنك تلمه في كلمتين تصيغهم في نظرية". وهنا يناقش الدكتور ماهر أكثر من فكرة، البدلية العقابية في حد ذاتها، والتنظير، وحصر الكفارة في جانب واحد. ونحن نتفق معه في أننا لا نحصر عمل المسيح في جانب واحد. بل نقر بكل جوارحنا أن المسيح احتمل عنا غضب الله وعقابه، قدم شفاء روحياً لمرض الخطية، سحق الشيطان، وجوانب أخرى. لكننا نضع البدلية العقابية في المركز لأنها هي الجانب الموضوعي الأكبر في الكفارة. كان الله بإمكانه أن يشفي بكلمة واحدة دون التجسد والصليب، وأن يقضي على الشيطان في كلمة واحدة دون التجسد والصليب، لكن ما كان ممكنًا أن يبرر الله الفاجر دون أن يُسترضى عدله علانية على الصليب بأن يكون المسيح البديل للخطاة . ثم يدلل على عدم إمكانية التنظير حول عمل المسيح بالقول أن اللاهوتيين المعاصرين ترفعوا عن فكرة النظريات. وكنت أظن أن الدكتور ماهر سيقتبس حقًا

كالفن ومبادئه

صورة
انتهيت لتوي من سماع الكتاب الصوتي "كالفن للاهوتيين محبي التنظير" للمؤرخ كريستوفر إيلوود. ولم يمنعني عن ذلك الميول الليبرالية لذلك المؤلف والتي استشعرتها من البداية وتأكدت لي عند الانتهاء من سماع الكتاب. إلا أن المؤلف كان منصفًا إلى حد كبير في تقدير تأثير الفكر الكالفيني على العالم الغربي بصفة عامة، وعلى الحركة الإنجيلية بصفة خاصة. ثلاثة أرباع هذا الكتاب على الأقل خُصصت لتناول التراث اللاهوتي لكالفن. وهو شيء متوقع من ناحية عند معالجة عملاق لاهوتي في حجم كالفن. وربما لخلو حياة كالفن من الإثارة والدراما كما في حياة نظيره لوثر من ناحية أخرى. فقد كان كالفن يميل للدرس أكثر من أي شيء آخر بما في ذلك الخدمة. بل لولا أن وليام فاريل فتح نيران لعناته على كالفن، إن رفض الدعوة للخدمة، عندما كان الأخير في زيارة سريعة لجنيف، ربما ما كان سيخدم من الأساس. كتب كالفن الكثير من التفاسير الكتابية، لكن كتابه "مبادئ الديانة المسيحية" والذي يقترح المؤلف ترجمة العنوان بصورة أدق من اللاتينية إلى "تشكيل التقوى المسيحية"، هو المسؤول بصفة رئيسية عن الصورة النظامية التي لدينا

لماذا سيدين المسيح على خطية عدم الإيمان به

صورة
يدعي الدكتور ماهر صموئيل، بدعوى احترام الله لحرية الإنسان كما يفهم من منطقه، أن الله سيدين الأشرار على أعمالهم الشريرة وليس على رفضهم للمسيح. طبعًا سيدين المسيح الأشرار الذين لم يسمعوا عنه على أعمالهم الشريرة، وعلى رفضهم لسلطانه وناموسه في الإعلان الطبيعي العام. لكن من ناحية أخرى، سيدين من سمعوا إنجيله ورفضوه ليس فقط على خطاياهم، بل على رفضهم لشخصه وعمله أيضًا.  الادعاء بأن الله سيحاسب من سمعوا عن المسيح على خطاياهم فقط وليس على رفضهم له لا ينبع من فكر مركزه المسيح، بل مركزه الإنسان. إن كان شخص المسيح غير مركزي في دينونة الإنسان، فهذا يدفعنا للتساؤل عن مركزيته في الخلاص. بتعبير آخر، هل لو عمل الإنسان أعمالاً صالحة، في أي دين ما، سَيُقْبَلُ أمام الله؟ يبدو أن هذه هي النتيجة المنطقية لذلك الادعاء الذي لا يتسم بمركزية المسيح. العهد الجديد يقدم لنا بعض الأسباب، لماذا سيحاسب المسيح من يرفضونه على رفضهم له وليس فقط على أعمالهم الشريرة: أولاً، يضع كتبة العهد الجديد كل من الإيمان بالمسيح وعدم الإيمان به في مقابلة مع بعضهما البعض. أي ليس فقط أن الشرير يُدان على أعماله الشريرة، بل إن عدم إيمانه

الكوارث الطبيعية عقاب إلهي أم غضب الطبيعة؟

أثارت كارثة كورونا مسألة غضب الله ربما بشكل لم تثره أية كارثة أخرى في التاريخ الإنساني. لعل السبب في ذلك هو أنها كارثة عالمية تأتي في قمة المجد العلمي والطبي والاتصالاتي الذي حققه إنسان القرن الحادي والعشرين. كيف يمكن أن يحدث هذا في عصر المعلومات والهندسة الوراثية؟ الأمر الذي دعا الكثيرين للإدلاء بما يعتقدونه حول علاقة الكوارث الطبيعية بغضب الله. لكن الكثير من الآراء التي توجد على الساحة الآن اختزالية إلى حد كبير. فبينما يختزلها البعض في كونها عقاب على الشر، يختزلها البعض الآخر في كونها ردود أفعال غاضبة من الطبيعة على إساءة معاملة الإنسان لها. وأنا أرى أن كلتا النظرتين اختزاليتين. فالأولى تختزل أغراض الله من الكوارث (والألم) في العقاب فقط، بينما تختزل الثانية الكوارث إلى مجرد غضب الطبيعة، مُجَرِّدَةً الله من سلطانه تمامًا. وليس هدفي هنا هو تبنى نظرة وسطية بين هاتين النظرتين. لكن دعوة للقول بأن الحق ليس بسيطًا بهذا الشكل، بل على قدر من التشابك والتعقيد. لكن رغم هذا نستطيع أن نرسم بعض الحدود التي تساعدنا على التفكير في هذه القضية الشائكة. وهذه هي بعض التحفظات الكتابية التي رأيت أنه

علماء الكوزمولوجي لا يستطيعون حسم أمرهم حول كيفية تكون الأنظمة الفضائية

نقلاً عن الدكتور تيري مورتنسون، وهو عالم في تأريخ الجيولوجيا وباحث لاهوتي مسيحي محافظ، أن أنصار نظرية الانفجار الكبير، لا يستطيعون حسم جزء جوهري في نظريتهم، وهو هل تشكلت أنظمة الأجرام السماوية من أجسام كبيرة انقسمت إلى أجسام أصغر، أم أنها تكونت كأجسام صغيرة في الأساس ثم اندمجت لتشكل تجمعات أو أجسام كبيرة من الأجرام والأنظمة السماوية. مثلاً، هل انقسم القمر عن الأرض، أم أنهما تكونا منفصلين ثم اجتمعا بفعل الجاذبية. استشهد الدكتور مورتنسون في محاضرة له (تفجير خرافة الإنفجار الكبير) بعلماء فضاء يقولون أنهم لم يستطيعوا أن يحسموا أمرهم في هذا الأمر الجوهري من الكوزمولوجي التطوري: يقول جون ماثر[ يعمل في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في ولاية ماريلاند]: 'ليس لدينا دليل مباشر على الكيفية التي تشكلت بها المجرات، والكيفية التي تشكلت النجوم الأولى دون مساعدة الجيل السابق من النجوم، والكيفية التي تطورت بها المجرات، وما إذا كانت تشكلت من تجميع وحدات أصغر أو من انقسامات فرعية لتجمعات أكبر. كل شيء حدث في العصر المظلم الكوني [بين الانفجار الكبير المزعوم وبين وقت تشكيل النجوم الأولى]. إنه

هل إله العهد القديم غاضب بلا محبة وإله العهد الجديد محب بلا غضب؟

الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون من المسيحيين هو أنهم يميلون للاعتقاد بأن هناك إلهين، إله العهد القديم الغاضب القاسي، وإله العهد الجديد المحب الرحيم. وقد يكون السبب في هذا الاعتقاد الخاطئ هو الصعوبة المصاحبة للنقلة التدبيرية بين العهدين. لكن في رأيي، أن السبب الأكبر يأتي من النقد الشكوكي على المسيحية والكتاب المقدس. لكن يظل أن هذا لا يبرر فكرة أن المسيحي يمكن أن يعتقد أن هناك تناقض بين الله كما هو معلن في العهد القديم عنه كما هو معلن في العهد الجديد. طبعًا قد لا تكون الفكرة في أذهانهم بهذا الوضوح، مثل أن الله تغير في العهد الجديد عما كان عليه في العهد القديم. ومع هذا يظل أنه في جوهر هذه الفكرة، وادعاءات مشابهة لها، أن هناك تناقض بين الله بحسب العهد القديم ويسوع بحسب العهد الجديد. إلا أن، لا العهد القديم يصور يهوه غاضبًا بلا رحمة أو محبة، ولا العهد الجديد يصور يسوع محباً دون غضب أو دينونة. ذلك لأن يهوه هو نفسه يسوع، ولكن من خلال تدابير مختلفة للنعمة. وهذا ما سنسعى لإيضاحه في السطور التالية . هل يصور العهد القديم يهوه غاضبًا لدرجة أنه بلا محبة أو رحمة؟ لنأخذ أكثر مشاهد العهد الق