المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٨

تساؤلات حول قابلية الرب يسوع المسيح للخطأ

هل كان يمكن أن يخطئ المسيح؟ لكي نجيب عن هذا السؤال يلزمنا أن نجيب عن عدة أسئلة أخري. أولا: هل كانت تجربة الرب يسوع المسيح بغرض إثبات محبته لله وثقته فيه، أم بغرض إثبات كفاءته كمُخَلِّص؟ ثانيا: هل إجتاز الرب يسوع المسيح التجربة بإعتباره إنسان فقط، أم بإعتباره إنسان وإله معا؟ ثالثا: هل هناك فرق بين القدرة الطبيعية لصناعة القرار، وبين القدرة الأدبية علي إرتكاب الشر؟ إجابتنا علي هذه الأسئلة الثلاثة ستحدد إجابة السؤال الأول. ولنبدأ في معالجة هذه الأسئلة الواحد تلو الآخر. أولا هل كانت تجربة الرب يسوع المسيح بغرض إثبات محبته لله وثقته فيه، أم بغرض إثبات أهليته كمُخَلّص؟ الفرق بين الإثنين هو الدافع الذي إجتاز من أجله الرب يسوع المسيح التجربة بالمقارنة مع آدم. فهذا الأخير وُضِعَ تحت الإختبار من الله في جنة عدن ليمتحنه في طاعته ومن ثم محبته وثقته فيه. إلا أن الأمر كان مختلفا بالنسبة للرب يسوع. يقول الرب يسوع المسيح: "كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب. وأنا أضع نفسي عن الخراف" (يو 10 : 15). هذه المعرفة الأقنومية العميقة التي لا نستطيع سبر غورها بين الآب والإبن تحتم علينا القول أن

الخطاة .. أولاد إبليس وليسوا عبيده

الكتاب المقدس لا يُعَلِّم أبدا بأن الإنسان الشرير عبد للشيطان، بل يصف العلاقة يينهما كعلاقة الإبن بأبيه (يو 8 : 38 ، 41 ، 44 ، مت 13 : 38 ، أع 13 : 10 ، 1 يو 3 : 8 - 10 ، 12). والغرض من هذا القول ليس مجرد التشبث بمسميات محضة لا طائل من وراءها، لكنه أمرا يمس جوهر كل من الخلاص والمسؤولية البشرية وبالتالي عدل الله وبره. لو كان الإنسان عبدا للشيطان لكان هذا يعني أن الإنسان يرتكب الخطية قسرا عنه، أو أنه مغلول اليدين لأن هناك إجبارا يأتيه من خارجه. لكن الكتاب – في الشواهد الكتابية التي أشرنا إليها أعلاه – يؤكد أن الإنسان يعمل الخطية وهو في وفاق تام مع إرادة الشيطان. الإنسان عبد للخطية لكنه ليس عبد للشيطان. والفرق بين الإثنين كبير. ففي كونه عبد للخطية فهو لا يخضع لشئ خارجه، بل لطبيعته الشريرة. وفي كونه إبن لإبليس فهو يعمل إرادة أبيه عن طيب خاطر. ومع أن الكتاب يقول أن الشيطان له سلطان علي الإنسان الشرير، إلا أن هذا السلطان ليس سلطانا مباشرا، بل يمارسه الشيطان من خلال أمور معينة. فهو يمارس سلطانه من خلال الخديعة (أع 26 : 18)، وبالتالي يكون الخلاص، كما تقول نفس الآية، من خلال أن يُفْ