المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٣

عزيزي الواهم .. المعمودية لن تخلصك!

ليس الهدف من هذا البحث هو الطعن في المعمودية الكتابية ، إذ أننا نجل هذه العقيدة التي أسسها وقدسها سيدنا الحبيب غِبَّ قيامته المباركة  ، بل ونري أنه لا غني عن هذه الفريضة لكل من عرف المسيح بالإيمان ، ولا نقلل من تأثيراتها الروحية العظيمة الناتجة عن ممارستها ، غير أن ذلك يخرج عن نطاق دراستنا هنا ، ولكننا فقط نريد أن نوضح الأسباب التي تجعلنا لا نتكل عليها كواسطة للخلاص المجيد. إذ نري أن الإعتقاد بأن المعمودية تخلص أو تغفر الخطايا أو تعطي الروح القدس لا سند له من الكتاب المقدس الذي ينبغي أن يكون الأساس الوحيد لتأسيس كل عقيدة وتعليم. وثمة اعتقاد مثل هذا ليس إلا وهما خطيرا يؤول إلي عواقب روحية وخيمة. ونحن نعلم جيدا أنه قد لا تغير هذه الحقائق التي سنوردها بعد قليل من نظرة البعض للمعمودية لهذا ندعو القارئ العزيز أن يصلي إلي الرب طالبا منه تلك المسحة المعلمة "وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ، ولا حاجة بكم إلي أن يعلمكم أحد ، بل كما تعلمكم هذه المسحة عن كل شئ ، وهي حق وليست كذبا. كما علمتكم تثبتون فيه" (1 يو 2 : 27). وما أثار حفظيتي لكتابة هذا المقال هو رؤيتي لل

الفخ إنكسر ونحن انفلتنا

انْفَلَتَتْ أَنْفُسُنَا مِثْلَ الْعُصْفُورِ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِينَ. الْفَخُّ انْكَسَرَ وَنَحْنُ انْفَلَتْنَا. (مز 124 : 7) هذا المزمور واحدا من خمسة عشر مزمورا كانت ترنم بواسطة اليهود الحاجين إلي أورشليم ثلاثة مرات في السنة ، حيث كانوا يصعدون إلي هيكل الرب الذي بناه سليمان علي الجبل ، لهذا سميت ترانيم المصاعد. وقد جاء في الترجمة السبعينية أيضا أنها "مزامير المراقي". وبينما يتفق المفسرون علي المناسبات التي يرنم فيها هذا المزمور إلا أنهم يختلفون فيما بينهم علي كاتبه ومناسبة كتابته. فمع أن المزمور يقول في بدايته أن كاتبه هو داود إلا أن هناك من يرفضون ذلك بحجة عدم ورودها في بعض النسخ العبرية والفولجاتا والسبعينية. ولكن هناك – وعلي رأسهم سبرجن – من يردون علي ذلك بالقول أن لغة المزمور داودية إلي حد كبير ، بينما يتفق ثيودوريت مع سبرجن ولكنه يقول أن داود كتب المزمور بروح النبوة علي خلاص الرب لليهود من أعدائهم الذين ضايقوهم بعد عودتهم من السبي. وأيا كان كاتب المزمور ومناسبة كتابته ، فالمهم أن من كتبه فاض قلبه بمشاعر الشكر والإعتراف بخلاص الرب له من الضيق الشديد الذي

داود بين حماقته وإغواء الشيطان وإهاجة الرب له

كيف يخطئ داود ويعاقب الرب إسرائيل علي ذلك؟ وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: امْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا (2 صم 24 : 1) وَوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ، وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ. (1 أخ 21 : 1) وَضَرَبَ دَاوُدَ قَلْبُهُ بَعْدَمَا عَدَّ الشَّعْبَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِلرَّبِّ: لَقَدْ أَخْطَأْتُ جِدًّا فِي مَا فَعَلْتُ، وَالآنَ يَا رَبُّ أَزِلْ إِثْمَ عَبْدِكَ لأَنِّي انْحَمَقْتُ جِدًّا (2 صم 24 : 10) لعل مضاهاة هذه الآيات الكتابية العسرة الفهم بعضها ببعض قد أثار في ذهن القارئ العزيز بعض الأسئلة عن معني هذا التناقض البادي علي السطح. فكل واحدة منها تحمل شخصا بعينه مسؤولية نفس الفعل الذي هو إحصاء الشعب. فواحدة منها تلقي بها علي الرب بصفته من أهاج داود ، والثانية تحمل الشيطان إياها بسبب إغواءه له ، والأخيرة تلقيها علي كاهل من اقترف الجريمة. والأغرب من ذلك أن من كابد العقوبة كان طرفا رابعا غير الثلاثة الآنف ذكرهم ، الأمر الذي يزيد من مشكلتنا تعقيدا هنا. فكيف نصالح هذه المتناقضا