المشاركات

عرض المشاركات من 2018

الرد على إدعاء القس إكرام لمعي بأنه كان هناك بشر غير مكتملي العقل قبل آدم

يبدأ المذيع اللقاء الهزيل بين طرفي الفديو بجملة أكثر هزالاً تحمل الكثير من المزاعم وصفر من التوضيحات والأدلة: "نظرية التطور المثبتة علميًا". ورغم أننا يمكن أن نكتب الكثير من السطور لدحض هذا الإدعاء المزعوم والغير مُبَرهن عليه، لكننا سنكتفي بالإشارة إلى أن عبارة المذيع جاءت تأكيدية وليست توضيحية مُدَعَّمَة بالأدلة. ومع أن القس إكرام يشرع في إجابة سؤاله دون أن يقوم بتعريف المفاهيم التي سيتحدث عنها، لأنه هكذا ينبغي أن تبدأ كل مناقشة أكاديمية صحيحة، إلا أن المصيبة الأكبر هي قوله أن داروين كان مؤمنا (جدًا) بالله ومسيحيًا (حقيقيًا).ولكن هل هذا صحيح؟ طبعًا لا، فقد وصف داروين حالته العقيدية (بحسب المجلة المسيحية الأمريكية: Christianity Today ) قائلاً: "في أكثر تقلباتي شدة لم أكن أبدًا ملحدًا بمعني إنكار وجود الله، وأنا أعتقد أنه وبصفة عامة (وأزداد قناعة بذلك أكثر وأكثر كلما كبرت)، ولكن ليس دائمًا، أن وصف ' لاأدري ' هو أصح وصف لحالتي الفكرية". وقرب نهاية حياته يذكر صراحة أن عدم إيمانه قد اكتمل: "كنت مقاومًا جدًا لفكرة التخلي عن إيماني .. ولكني وجدت الأم

تصريحات داروينية خطيرة عن أخلاقيات داروينية فاسدة مؤسسة علي نظرة كونية داروينية معادية لله

الدارويني المتسق مع نظرته المادية الداروينية لا يسعه سوي إنكار الأخلاقيات المطلقة. والداروينيون الماديون عندما يمارسون الأخلاق المؤسسة علي النظرة الكونية الكتابية، هم في الحقيقة يستعيرون منها دون أن يدروا. وفي هذا هم متناقضون مع إيمانهم بالداروينة المادية. لكن هناك داروينيون صرحاء ومتسقون في نظرتهم الكونية المادية. فأنكروا الأخلاقيات المطلقة صراحة. واعتبروها مجرد اتفاق مجتمعي لم يمليه عليهم أي مصدر ترانسندنتالي (فائق). وهذه بعض التصريحات الداروينية المادية الصادمة والمنكرة للأخلاق المطلقة والتي جاءت كشافة لحقيقة النظرة الكونية المادية:  التصريح الأول، وفيه إنكار لكرامة البشر المعاقين والتحريض بالتخلص منهم، مع أنهم طبقا للمنظور الكوني المسيحي المؤسس علي الكتاب المقدس متساوون تماما مع باقي البشر، إذ هم مخلوقون علي صورة الله ومثاله. ولكن هكذا تكون الأخلاق الداروينية المتسقة مع النظرة الكونية المادية:  "في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية ، أصبحت الأفكار الداروينية الاجتماعية الألمانية أكثر انتشارًا (ليس فقط في دوائر النخبة الأكاديمية ، ولكنها تسللت أيضًا إلى الصحاف

حقيقة الهجمات الشكوكية علي المسيحية

مع بداية العصر الذي يقال له "ما بعد المسيحية" احتد هجوم العقلانيين علي الكتاب المقدس. وأشهر هؤلاء كان الموسوعيين الفرنسيين، مثل دينيس ديدورو وفولتير وآخرون. وهؤلاء اتخذوا من الفلسفة العقلانية، التي تنادي بأن العقل هو مصدر المعرفة، أساسا لهم، علي خلاف ما كانت – ولازالت – تنادي به المسيحية بأن الإعلان الإلهي المتمثل في الكتاب المقدس هو السُّلْطَة النهائية في تحديد الحق. ولكن تلك الهجمات التي أخذت تنهال علي المسيحية من الموسوعيين ومن رُوَّاد النقد الأعلي والنقد النصي أغفل أصحابها، أنه لا يمكنهم مهاجمة المسيحية دون أن يفترضوا مسبقا النظرة الكونية لها. إن الملحد أوالمتشكك أواللاأدري أوالدارويني الذي يهاجم المسيحية، هو في الحقيقة يقف علي أرض مستعارة حينما يفعل ذلك. بل وعلي حد كلمات الأبولوجيست فرانك توريك: "إنه يسرق من الله" [1] . وذلك لأن شكوكيتهم لا تقدم لهم أي أساس يبنون عليهم حججهم ضد المسيحية. والتقليد المصلح يُعَلِّم بأن "كل الحق هو حق الله". والملحد الذي ينتقد الكتاب المقدس والمسيحية يستخدم حق الله في هذا النقد دون أن يدري. بكلمات أخري، إن الناقد للحق

الداروينية والثورة الجنسية

صورة
رأينا أن الداروينية ليست مجرد نظرية، لكنها عقيدة دينية متخفية في شكل شبه علمي، تُشَكِّل النظرة الكونية لمن يعتنقها. ورأينا تأثيرها الإجتماعي في الحروب والإبادات الجماعية التي أرتكتب بواسطة الطغاة الذين صدقوا نظرية داروين ورأوا نتائجها المنطقية فيما اقترفوه. وهنا نري تأثير إجتماعي آخر لنظرية داروين على المفاهيم والسلوكيات الجنسية في الغرب . وقبل أن نتناول تأثير عالم الأحياء التطورية ألفرد كنزي على الثورة الجنسية – والذي هو كثير على كل وجه – نريد الإشارة إلى أنه كان هناك عوامل أخرى سببت حدوث تلك الثورة الجنسية. إذ يذكر اللاهوتي والمفكر المسيحي والمعلق السياسي والإجمتاعي الدكتور ألبرت مولر أنه كان هناك بضعة أسباب وراء حدوث الثورة الجنسية، كالتَمَدْيُن، والتكنولوجيا الطبية التي تمثلت في اختراع وسائل منع الحمل والمضادات الحيوية (لمعالجة الأمراض الناتجة عن الإتصال الجنسي)، والمناخ الثقافي الفكري الملائم والذي نتج عن إزالة القيود الإجتماعية حول الممارسات الجنسية. ] 1 [ وهذا ما سنركز عليه هنا. وسنتناول أيضا الإرتباط الوثيق بين ذلك والداروينية . تعريف الثورة الجنسية يعرفها أحد

التوفيق بين الخلق والتطور وتأثيره علي عقيدة الخطية الأصلية

إن كان دمج الخلق بالتطور يتجاهل السبب الذي من أجله صِيغَت وانتشرت نظرية التطور، ألا وهو الإستغناء عن فكرة الإله لشرح أصل الكون ونشأة الحياة وتنوعها، الأمر الذي أدي ببعض العلماء المتشككين لرفضهم الصريح بتزويج الخلق بالتطور، فإن هناك تأثير آخر خطير لدمج العقديتين معا يمس الإنجيل المسيحي نفسه. نعم ليس أقل من الإنجيل المسيحي نفسه يصبح علي المحك إن صدقنا أو قمنا بأي محاولة للتوفيق بين خرافات الداروينية وأحداث سفر التكوين. إن مَزْجْ الخلق بالتطور يؤدي إلي ضرر فادح بالتعاليم المسيحية. الغريب أن العلماء المتشككين رأوا في ذلك الخلط بين داروين وموسي خطورة لم يراها المسيحيين أنفسهم. وهي أنه لا يمكنك أن تقوم بذلك الخلط بين الداروينية وسفر التكوين ولالزت تحتفظ بتعليم الخطية الأصلية. وذلك لأن التطور والخطية الأصلية لا يمكن التوفيق بينهما، مثل قطبي المغناطيس المتماثلان المتنافران. فإما أن تؤمن بالتطور أو تؤمن بالخطية الأصلية. لو أن التطور حقيقة، إذا فلابد أن هناك موت قبل ظهور الإنسان، وذلك لأن الإنتخاب الطبيعي يعمل من خلال الموت، موت الأفراد الغير قادرين علي الصراع من أجل البقاء. وإن كان هناك

هل جُرِّب يسوع بالمعني الذي قصده يعقوب؟

لكي يكون الرب يسوع المسيح رئيس كهنة كان عليه أن يكون مُجَرَّب في كل شئ مثلنا. يقول كاتب العبرانيين "لأن ليس لنا رئيس كهنة   غير قادر أن يرثي لضعفاتنا، بل مُجَرَّب في كل شئ مثلنا بلا خطية" (عب 4 : 15). لكن ماذا تعني كلمة "مُجَرَّب" هنا؟ إنها يمكن أن تعني أي شئ إلا المعني الذي قصده يعقوب في قوله: "ولكن كل واحد يُجَرَّب إذا انجذب واخدع من شهوته. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كلمت تنتج موتا" (يع 1 : 14 – 15). أي أن التجربة بالمعني الذي يقصده يعقوب في عددي (14 ، 15) ، لا يمكن أن تكون قد حدثت إلا بحدوث الإنجذاب والإنخداع الداخلي من الشهوة. ورغم ذلك فهناك علاقة بين التجربة كما يقصدها كاتب العبرانيين وبين التجربة التي يقصدها يعقوب. ومع أن كل من كاتب العبرانيين ويعقوب يستخدمان فعلا يونانيا من أصل واحد هنا للحديث عن التجربة ( peirazó )، إلا أن هذا الفعل اليوناني يمكن أن يشير إلي التجربة بمعني الإمتحان، مثل امتحان لله لإبراهيم بذبح إسحق (عب 11 : 17)، أو بمعناها الأدبي، أي الترغيب أو الإيقاع في فعل الشر، مثل (1 كو 7 : 5 ، 1 تس 3 : 5). وفي الحقي