المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٤

كلمونا بالناعمات!

لأَنَّهُ شَعْبٌ مُتَمَرِّدٌ أَوْلاَدٌ كَذَبَةٌ أَوْلاَدٌ لَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْمَعُوا شَرِيعَةَ الرَّبِّ. الَّذِينَ يَقُولُونَ لِلرَّائِينَ: «لاَ تَرُوا» وَلِلنَّاظِرِينَ: «لاَ تَنْظُرُوا لَنَا مُسْتَقِيمَاتٍ. كَلِّمُونَا بِالنَّاعِمَاتِ. انْظُرُوا مُخَادِعَاتٍ.  (إش 30 : 9 – 10). لكم هو أمر غريب أن يطلب شعب الرب قديما من أنبياءهم أن يكلموهم بالناعمات وأن ينظروا مخادعات. فبدلا من أن يكونوا متلهفين لسماع صوت الرب ورسالته أي كانت للتحذير أو التوبيخ أو حتي للدينونة نجدهم من الصفاقة أن يأمروا أنبياء الرب أن لا يروا رؤي ولا يتكلموا كلاما إلا بما يتفق مع أهواءهم المنحرفة. ولا شك أن مثل هذه الطلبة تنم عن سوء نية ، فلأنهم خائفون ويشعرون بالذنب تجاه الجرم الذي اقترفوه بإتحادهم مع مصر لما كانوا يأمرون رجال الله بأن يقوموا بتفصيل نبوات علي مقاس ضمائرهم المتخمة لطمأنتها وأن يقصوا عليهم رؤي خاصة لدغدغة مشاعرهم المتبلدة لكي يصبحوا أكثر سعادة في بلادتهم وأكثر بلادة في خيبتهم. فعوضا عن أن تندم مملكة يهوذا علي خيانتها للرب بتحالفها مع مصر ضد الآشوريين وتقدم توبة حقيقية تراهم يطلبون من

العنف والإلحاد .. صنوان لا يفترقان!

  إن انكار وجود الله لهو دعوة للتحرر من القيود الأخلاقية والروحية المرتبطة بالايمان به ، بل والأكثر من ذلك لهو دعوة للعنف الذي استطاع أن يجد في فكرة عدم وجود إله ديان مبررا ومشجعا. واذا ادعي احد الملاحدة انه خيِّر في ذاته دون حاجته للايمان بالله فسؤالي له إذا من أين جئت بهذه الأخلاقيات وأنت لم تأت إلا من ذرة مجردة ليست خيرا ولا شرا؟ انكِر الإيمان بالله وحينها تنهار كل الأخ لاقيات معه. وإن كنا نعترف أن الكثير من الحروب كان خلفها المتدينون إلا أن الدين الحقيقي منها براء. ولدينا هنا ما يكفي من الأدلة علي إدانة الإلحاد بتهمة العنف وأنه السبب وراء الكثير من الحروب ، تلك التهمة التي حاول الملحدون بأن يوجهوها لنا نحن زورا وبهتانا ، أي أن الإيمان بالله في نظرهم هو السبب وراء الحروب والعنف. ولكن العكس صحيح فالإلحاد هو المبرر وراء الكثير من العنف ، وهذا الأخير هو النتيجة المنطقية الطبيعية لإنكار وجود الله. وللأسف فهذه هي الحقيقة التي تقريبا لا نسمعها لأن الصوت الأعلي في الغرب الآن أضحي هو صوت الإلحاد. والأمثلة التي في جعبتنا متنوعة ، فالحوادث العنيفة التي كان الإلحاد سببا مبا

سلطان الحل والربط في ضوء الكتاب المقدس

إن المرء لا يسعه إلا أن يعجب أمام هذا السلطان (الكهنوتي) الغير كتابي بالحل والربط والذي اتسعت دائرته لتشمل كل شئ بدءا من الحل والربط للخطية عند ممارسة الإعتراف الذي لا ينبغي أن يكون إلا لله وحده ، مرورا بالحرمان من البركة التي لا يمنحها ولا يمنعها إلا الله فقط ، ووصولا إلي ابداء التحريم والتحليل في صواغر الأشياء ، الأمر الذي يعبرون عنه في قولهم الذي غالبا ما يلقونه علي عواهنه "لا حل ولا بركة". فإن لم تمتثل للتقاليد التي هي من صنع البشر أخذوا يلوحون في وجهك بهذا الصولجان الكهنوتي الذي لا أنزل الله به من سلطان. ونريد هنا أن نسلط الضوء الكتابي علي هذا التعليم الذي اقتلع من قرينته – كالمعتاد – ووضع في غير مكانه وأسئ استعماله قديما وحديثا ، شرقا وغربا. أولا: سلطان الحل والربط لابد أن يمارس في حدود ما حرم وما حلل الكتاب المقدس. ولكي نفهم ذلك علينا بالعودة إلي الخلفية اليهودية. إذ أن كل من الرب والتلاميذ كانوا يهودا يحيون في بيئة وثقافة يهودية محضة. لذلك فلا غرابة أن نجد أساسا لهذا التعليم علي الأقل في الثقافة اليهودية التي كانت سائدة أيام المسيح. ولا يوجد أفضل من كلمات يوسيفوس ال

هل يمكن تلقيب بعض ممن آمنوا بالمسيح "قديسون" دون البعض الآخر؟

تعتقد الكنيسة الطقسية أن لديها سلطانا تمنح علي أساسه صفة "القديسين" للبعض دون البعض الآخر كما نعرف من طقس تطويب الشهداء. وهذا يناقض تعليم الكتاب المقدس بأن كل من يؤمن بالمسيح يسوع هو قديس سواء استشهد من أجل المسيح أو لم يستشهد ، سواء وُضعت علي رأسه العمامة أو لم توضع. كما أن هذا التمييز بين البعض واعتبارهم قديسون بسبب انجازاتهم أو امتيازاتهم دون البعض الآخر لا نسمع عن حدوثه في الكنيسة الأولي بل يمكن تقفي أثره حتي القرن الرابع الميلادي فقط ، وذلك بحسب موسوعة إيستون للكتاب المقدس. ولسنا هنا بصدد الدفاع عن مجرد لقب بقدر ما نريد الدفاع عن عمل المسيح العظيم الذي يجعل من الجميع قديسون بغض النظر عن حالتهم الروحية أو تضحياتهم أو معرفتهم ، فكل من يؤمن بالمسيح يصبح واحدا من بين قديسين كثيرين في السماء وعلي الأرض. تخبرنا الموسوعة الدولية القياسية للكتاب المقدس (ISBE) أن تعبير "قديسون" ترجم من ثلاث تعبيرات في العبرية واليونانية: الأولي هي كلمة عبرية "قادوش" والثانية عبرية أيضا "تشاسيد" أما الثالثة وهي يونانية "هاجيوس". والوحيدة من بين تلك الكل