المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٣

كيف تستمع لأي محتوى لاهوتي بأكثر تمييز؟

الرسالة التي تسمعها ليست فقط ما يُقال صراحة، بل ما يُقال ضمنًا، وما يتم إغفاله، وما تعنيه لباقي جوانب الحق أن تكون مؤمن فهذا يعني أنك تستمع إلى أو تشاهد مادة لاهوتية سواء في الكنيسة أو على هاتفك. والمؤمن في حاجة أن يكون مُمَيِّزًا إلى ما يسمعه. إنها وصية كتابية أن نمتحن كل ما يقال (أع ١٧ : ١١ ، ١ تس ٥ : ٢١ ، ١ يو ٤ : ١). ولا غنى لمعرفة الكلمة المقدسة لتمييز الادعاءات غير الكتابية. لكن إلى جوار الكلمة، توجد بعض الأدوات الأخرى التي تساعدنا على كشف الأكاذيب التعليمية. وأرى أن هناك على الأقل ثلاثة أسئلة ينبغي أن نسألها عن المحتوى اللاهوتي المُقَدَّم لنا. السؤال الأول: ما هي الافتراضات المُسْبَقَة الموجودة في هذا الطرح؟ لا تستطيع التعامل معاملة صحيحة ووافية مع أي خطأ لاهوتي دون تحليل الافتراضات المُسْبَقَة الموجودة فيه. الافتراضات المُسْبَقَة لا تقال صراحة ولكن تم افتراض صحتها قبل صياغة ذلك التصريح. إنها الأساسات التي لا تراها مباشرة ولكن تم تأسيس هذا التصريح عليها. في الكثير من الأحيان لن يمكنك تفنيد الخطأ دون وضع يدك على تلك الافتراضات الخفية. عند سماعك أي تصريح أو عظة أو تعليم، اسأل نفسك

كيف تقرأ إنجيل يوحنا

وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ. (يو ٢٠ : ٣٠ – ٣١) الطبيعة التكميلية لإنجيل يوحنا كتب يوحنا إنجيله بعد حوالي أربعة أو خمسة عقود من وقت كتابة الأناجيل الإزائية. وقد كان يوحنا على دراية بالأناجيل الإزائية ولكنه قصد أن يقدم إنجيلاً ذو طبيعة تكميلية. ولسنا نقصد بذلك أنه أراد أن يكمل ما نقص من الأناجيل الإزائية. فهي كاملة فيما قصدته. بل بالأحرى أراد أن يقدم إنجيلاً يتفرد هو بمادته. ونستطيع أن نستدل على ذلك من أمرين. أولاً، فهو يغفل الكثير من المادة التي وردت في الأناجيل الإزائية. مثل سلسلة نسب المسيح، أحداث الميلاد، التجربة في البرية، الخدمة في الجليل، التجلي، الأمثال، معجزات إخراج شياطين، تأسيس عشاء الرب، جسثيماني. ومن ناحية أخرى، وكما يرى الباحثون، فهو يتفرد بما يقرب من التسعين في المائة من المادة التي فيه. ففي حين تتقفى الأناجيل الإزائية نسب المسيح رجوعًا إلى إبراهيم وآدم، يتقفى ي

هل حقًا الخطية لم توقف مضخة الحب في القلب ولكن حولت اتجاهها كما يدعي الدكتور ماهر صموئيل؟

صورة
في هذه الكلمات الخطيرة يفترض الدكتور ماهر صموئيل هنا عدة افتراضات مسبقة غير كتابية: ١ – يفترض أن المحبة هي الصفة المركزية في الإنسان كما هي في الله. في حين أن المحبة لا هي الصفة المركزية في الإنسان ولا الله. فالبر والقداسة جوهريان في الله بقدر جوهرية المحبة فيه. لا يوجد صفة مركزية في الله على حساب صفة أخرى. فهو محبة، وفي نفس الوقت قدوس قدوس قدوس، ونار آكلة، بنفس القدر. والإنسان لكونه مخلوق على صورة الله ومثاله فقد خُلق بمجموعة من الصفات المتساوية؛ البر، المحبة، القوة (مع ملاحظة أنها جميعًا محدودة). والكتاب يطالبنا بالقداسة بقدر ما يطالبنا بالمحبة. ٢ – يفترض أن التأثير الرئيسي للخطية هو على الإنسان وليس على الله، بالقول أن الخطية جعلت مسار المحبة ينحرف لدى الإنسان. هذا صحيح من منظور ما، إلا أن التأثير الرئيسي للخطية هو نحو الله؛ فهي تغضبه وتؤدي إلى عقابه. إن الله هنا يغيب عن الصورة وكأن الخطية لا تضيره. إن ماهر صموئيل يختزل مشكلة الخطية في الإنسان مع نفسه بدلاً من الإنسان في مواجهة قداسة الله وعدله. ٣ – يفترض أن الخطية لم تؤثر بصورة جوهرية في الإنسان، بل فقط غيرت اتجاه محبته فظل كائن مح

ما معنى أن الخطية موجهة ضد الله في الأساس؟

للخطية تأثيرات متعددة. فهي تغضب الله (تأثير على الله)، وتدمر الإنسان (تأثير على الإنسان)، وتفسد العلاقات بين البشر (تأثير على الخليقة). إلا أن التأثير الجوهري لها هو تأثيرها إلى أعلى، أي نحو الله. فالخطية في الأساس موجهة ضد الله وإن كانت فعل شرير تجاه الآخرين أو الذات أو الخليقة غير العاقلة. إنها تعدي على ناموسه وتحدي لسلطانه وإهانة لقداسته! هذا التعدي (التأثير على الله)، يؤدي بدوره إلى تدمير الإنسان (التأثير على الإنسان). إن كل حق متعلق بالخطية والفداء يجد أساسه في كون الخطية موجهة ضد الله. وكون الخطية موجهة ضد الله في الأساس أمر له تطبيقات لاهوتية عدة: ١ – أن عقاب الخطية (الموت) موجه من الله إلى الإنسان. أي أنه لا يحدث بصورة تلقائية أو أوتوماتيكية. بل هو قضاء مباشر من الرب. إنه شئ لا يعقل أن تكون الخطية موجهة ضد الله بينما لا يكون لله دخل في عقاب الإنسان. ٢ – أن كفارة المسيح موجهة إلى الله كثمن مدفوع نيابة عنا. استرضاء لغضبه المقدس واستيفاء لعدله وإكرام لقداسته وسلطانه. إن كانت الخطية موجهة ضد الله، وهي حقًا كذلك، فلابد لكفارة المسيح تأثير على الله (استرضاءه). ٣ – إن لم تكن الخطية في

فريق كريدولوجوس يستمر في نشر التعاليم الكاذبة حول الكفارة

  يدعي كل من يوسف يعقوب وأندرو أشرف سمير، في فيديو حديث ، أن فداء المسيح ليس ثمنًا مدفوع لأحد: "المسيح دفع تمن .. مش لحد .. دي مجرد صورة". ثم يتبعان ذلك بالقول أن الكفارة هي استرداد الإنسان من الشر . طبعًا هذا الكلام لا يوصف بأقل من أنه خطأ وتضليل وإقلال من القيمة العظمى لكفارة المسيح. فالحق أن فداء المسيح، في الأساس، هو ثمن مدفوع إلى الله نيابة عنا. إلا أنهما ينكران ذلك في محاولة لاختزال الخلاص في مجرد كفارة علاجية أو استصلاح للأوضاع. وهذا ذات تعليم ماهر صموئيل الذي قاله سابقًا بأن الكتاب المقدس لا يقدم تعاليم عن الكفارة بل صور فقط (والذي نقله ماهر صموئيل بدوره عن القسيسة الليبرالية فليمنج روتلدج) . إن أول مشكلة في هذا الكلام هو أنه مؤسس على افتراض مسبق بأن الخطية غير موجهة إلى الله ومن ثم لا تحتاج إلى دفع ثمن له ‎ . ‎ ‏ هما لا يقولان ذلك صراحة، لكن هذا المفهوم مفترض مسبقًا في صميم تعليمهما. إلا ‏أن الخطية في الأساس موجهة إلى الله كما يعلمنا الكتاب في مواضع مختلفة: "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله" (تك ٣٩ : ٩٩)، "إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صن

ما المشكلة في تعريف الخطية على أنها مجرد انتفاء للبر؟

أوضحت في مقالات سابقة كيف أن هناك بعض التعريفات للخطية تحوي بعض الحق عنها. إلا أنها في نفس الوقت تشوه مفهوم الخطية، إن كان المقصود بها تعريف جوهر الخطية. على سبيل المثال، هناك من يُعَرِّف الخطية على أنها (في الأساس) "الأنانية"، أو "الإنحصار في الذات" (ومن ثم أيضًا فالجحيم هو أن يسلمك الله لذاتك كما يقول سي إس لويس). ما من شك أن هذا هو أحد أبعاد الخطية. إلا أن تعريف الخطية بهذا الشكل غير صحيح. ليس فقط لأنه تعريف ذو منطق دائري يفترض صحة معيار ما آخر يقول أن الأنانية خطأ. وليس فقط لأن هناك أشكال من الاهتمام بالذات امتدحها الكتاب المقدس. فالله مثلاً يطلب مجده، والإنسان عليه أن يقوت جسده ويربيه. وليس أيضًا، لأن هناك أشكال من تفضيل الآخرين على أنفسنا إلا أنها في نفس الوقت غير مدفوعة بمجد الله أو محبته (مثل أن يفضل الإنسان أحباءه على الله). بل الأهم من كل ما سبق هو أن ذلك التعريف للخطية يغفل حقيقة كونها تعدٍ على ناموس الله في الأساس. البعض أيضًا يُعَرِّف الخطية على أنها، التعلق بغير الله. مرة أخرى، فإن هذا أحد أبعاد الحق الكتابي المتعلق بالخطية. على أن اعتبار جوهر الخطية ه