المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٥

ليري ماذا يدعوها

أحضر الرب كل حيوانات البرية وكل طيور السماء إلي آدم ليري ماذا يدعوها، ولا شك أن آدم أخذ يتفحص صفاتها وطباعها ليطلق عليها الأسماء التي تليق بها، والدليل علي ذلك أنه عندما أحضر الرب حواء إلي آدم أسماها "حواء" لأنها "أم كل حي"، ولعل تسمية الحيوانات كان تدريبا له من أجل تسمية حواء. وهذا الفحص والتمحيص في طباع الحيوانات لتسميتها – التي لم تكن سوي ممارسة للسلطان الممنوح له علي الخليقة – جعله يخلص إلي أنه لا يوجد بين تلك المخلوقات معينا نظيره. وصادق الله علي الأسماء التي أطلقها آدم علي تلك المخلوقات حيث أن كل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها (تك 2 : 19 – 20). وهناك اعتقاد يري أن اللغة العبرية هي اللغة الأولي والأصلية (قبل بلبلة الألسن في برج بابل)، أو علي الأقل هي واحدة من ضمن عدة لغات أخري شرقية قديمة تشترك في نفس الجذور مثل العربية والأرامية. وقد أعطي صموئيل بوشارت بعض الأمثلة كيف أن أسماء المخلوقات في العبرية تتناسب مع طبيعتها. كما أن أفلاطون يقول أنه بدا له أن الطبيعة التي أعطت الأشياء أسماءها كانت فائقة علي الإنسان، وأن أسماء الأشياء والمخلوقات لا يمكن أن تكو

أعظم الأنبياء علي الإطلاق

لفظة "نبي" العربية هي هي نفسها بالعبرية، وهي مشتقة من فعل يعني "يفيض فائرا". والمعني المشار إليه هنا هو أن الأنبياء كانت لهم نفس المشاعر التي أضنت حشايا الرب الإله، فما يغضبه يغضبهم، وما يحزنه يحزنهم، فكانت نبواتهم بذلك فيضانا وفورانا من ينابيع أحشائهم التي حركتها خطايا وتمرد وبؤس الشعب في القديم. أي أنهم لم يكونوا مؤدون أو ممثلون أو آلات تتنبأ علي الشعب، بل كانوا يعتصرون ألما لآلامهم، ويبكون حزنا علي خطاياهم، ويصلون من أجلهم بدموع كأنما يصلون لأجل ضيقاتهم هم. وهذا يعني أنه كان لهم أيضا نوعا من الحساسية الروحية التي باركهم بها الرب. ومع كونهم كذلك إلا أن أفضلهم لم يخل من الشوائب التي أعاقت ذلك الفيضان النبوي وأتلفت تلك الحساسية.  أما أعظم هؤلاء الأنبياء علي الإطلاق فقد لقب بأنه "النبي" (يو 1 : 21 ، 7 : 40). لأنه لم يوجد شئ فيه لم يكرس لله، فأستطاع أن ينقل لنا أحشاء الله كما هي. فلم ينفذ حلمه بسبب خطايا الشعب مثل موسي بل كان هادئا لا يصيح ولا يسمع أحد صوته في الشوارع .. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ، وعندما أكلته غيرته علي بيت أبيه كان رق