المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٣

شفعاء .. وتخصصات .. وعجبي!

هل حقا لكل شفيع تخصص؟ تكتظ الساحة الدينية القبطية بالوسطاء والشفعاء ، وعجبي فلكل واحد منهم تخصص. فهناك شفيع الطلبة ،وآخر للمتعبين ، وثالث للمرضي ، وتحت شفاعة المرضي هناك أيضا تخصصات فرعية ، فشفيع مرضي الكلي غير ذلك المتخصص بالعيون ، وشفيع السيدات العاقرات لا ينظر مثلا في حالات العظام أو الأسنان ، إلي آخره. أما أكثر هؤلاء الشفعاء غرابة فهو "شفيع المستحيلات" ، فيبدو أن مؤهلات هذا الأخير فاقت سابقيه. ولعل أول سؤال يتبادر إلي الذهن هو: كيف ومتي تخصص هؤلاء؟ ثم من منح لهم شهادات التخصص تلك؟ وكيف أعلنوا عن تلك التخصصات؟ وإن فرضنا صحة المبدأ لماذا لا يوجد بين هؤلاء الشفعاء أيٌ من أبطال الكتاب المقدس ممن شفوا الأمراض في العهد القديم مثل أليشع والجديد مثل بولس وبطرس؟ والأدهي من كل ما سبق هو أن الرب يسوع المسيح لم يصبه الحظ في ادراج اسمه تحت أي من هذه التخصصات ، مع أن الكتاب المقدس يقول "وجميع المرضي شفاهم" (مت 8 : 16). يبدو أن من قاموا بمنح تلك التخصصات اكتفوا بجعل المسيح "شفيعا كفاريا" فقط. مع أنهم حتي في ذلك يناقضون أنفسهم بقولهم "بشفاعة

الكتاب المقدس بين الكثلكة وما بعد الحداثة

صدق الرسول بولس حينما قال أننا لا نجهل أفكار الشيطان ، فقد يختلف الأسلوب الشيطاني بإختلاف الزمان والثقافة ولكن يظل هدفه النهائي واحد وهو أن يحرمنا من التمتع بالحق المعلن في كلمة الله. ولعل أبرز الأمثلة علي ذلك هو أن ما حدث لكلمة الله في العصور المظلمة لأوروبا في ظل هيمنة كنيسة روما علي العالم الديني هو عينه ما يحدث الآن في معقل البروتستانتية في أميريكا وب عض الدول الأخري. إذ يفسر البعض تسمية تلك الحقبة بالعصور المظلمة إلي كون الكتاب المقدس الذي هو السراج المضئ حبيسا في سجن السلطان البابوي الروماني. وقد كانت حجة هؤلاء البابوات والكرادلة في حجب الكتاب المقدس عن العامة هي أن الكتاب المقدس غامض ولا يستطيعوا تفسيره بأنفسهم ، وأن اعطاء الكتاب المقدس للعامة للقراءة والفهم كان بمثابة طرح الدرر قدام الخنازير ، لهذا فقد كانت قراءته وحيازته وترجمته إلي لغة العامة جرائم تعاقب عليها محاكم التفتيش الرومانية تستوجب الحرمان واللعن والقتل. وهذا ما حدث فعلا إذ يقدر عدد القتلي البروتستانت في خلال تلك الحقبة المظلمة بحوالي خمسين مليون جنبا إلي جنب مع كتبهم المقدسة. فكانت النتيجة هي حا

حقيقة الرموز العذراوية

  هل حقا يشير كل من سلم يعقوب والعليقة وعصا هارون إلي العذراء مريم؟ لا شك أن الكثيرين منا تشبعت مسامعهم هذه الأيام بهذه الرموز العذراوية بمناسبة ذكري ميلاد المسيح. وإنه لشئ يدع للدهشة أن تعلم الكنيسة الطقسية أن هذه الرموز – وغيرها الكثير – تشير إلي العذراء مريم ولا تشير إلي الرب يسوع المسيح! فبدلا من أن يكون الرب يسوع المسيح هو محور هذه الرموز وأن تكون هذه الأخيرة انعكاسا لجماله ومجده وتفرده نجده طبقا لتلك التفاسير لا يحتل سوي مكانة ثانوية جدا. وليس غرضنا هنا الدفاع عن الرمز بقدر ما هو الدفاع عن المرموز إليه. ولا يهمنا الرمز بشئ إلا لكونه ظلا ومرآة للحبيب الذي ليس لنا سواه ولا نريد أي شخص آخر إلي جواره: رب المجد يسوع المسيح. وإن لم يكن الرب يسوع المسيح هو محور أي دراسة رمزية في كلمة الله فلنتيقن تمام اليقين أننا أخطئنا في تطبيق الرمز ، فهو الألف والياء ، الأول والآخر ، البداية والنهاية كما نقرأ "ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ" (لو 24). ومن بين هذه الرموز التي ي