المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٣

الإنسان بين نسمة الخلق ونسمة القيامة

وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً (تك 2 : 7) وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ:«اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ" (يو 20 : 22) ربما كان من اللائق أن نضع تحفظا بسيطا في صدارة هذا المقال نصب عيني القارئ العزيز حتي لا يساء فهم النص الكتابي فتختلط الأمور لدي البعض ، وذلك فيما يتعلق بهذه النفخة المباركة من الرب للتلاميذ ، إذ قد يُظن أنها تعني ملء الروح القدس لهم ، ولكنها في الحقيقة لم تكن كذلك. لأنه من المعروف أن ملء الروح القدس لم يمكن ممكنا أن يعطي إلا بعد تمجيد الرب يسوع المسيح بصعوده إلي السماء وذلك حسب قول يوحنا الرسول "لأن الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد" (يو 7 : 39). فقد كان لابد من إكتمال مخطط الفداء إلي آخره وذلك بصعود الرب وجلوسه عن يمين العظمة. وهذا بدوره يقودنا إلي أن نفرق بين ملء الروح القدس وبين حلوله ، فالأول لم يكن ليحدث بأي حال من الأحوال قبل صعود الرب يسوع وتمجيده ، أما الثاني فقد حدث في العهد القديم. إذا فهذا الملأ أو السكيب

لماذا قام المسيح في اليوم الثالث بالذات؟

ربما تندهش صديقي القارئ إن عرفت أني لم أشرع في التأمل في هذا الأمر إلا عندما سأله صبي صغير مدفوعًا بفضوله الطفولي البرئ. ولم يشفع لي في ذلك عقليتي كإنسان كامل السن. ولعل ذلك يرجع إلى الميل لأخذ الكثير من الأمور كمسلمات وعدم التأمل فيها، الأمر الذي ينطوي على خطورة إذ يجعلنا أسرى لموروثات قد لا تكون صحيحة. أو قد يحرمنا من التأمل ومن ثم التشبع بالمعاني الجميلة الخفية وراء تلك الموروثات الصحيحة وهذا هو الحادث معنا الآن كمسيحيين، فيكون مثلنا في ذلك مثل الخصي الحبشي الذي سأله فيلبس "ألعك تفهم ما أنت تقرأ؟". فما إن سمعت السؤال من الصبي الصغير تذكرت قول السيد "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات" (مت 8 : 13) حقًا ما أحوجنا لذلك! ولكن لماذا قام الرب يسوع في اليوم الثالث تحديدًا؟ أي لماذا لم يقم في اليوم الأول أو الثاني أو الرابع أو الخامس إلخ؟ هناك بعض المحاولات القيمة لتفسير ذلك مثل أنه لو كان قد قام قبل اليوم الثالث لقال الناس أنه دخل في حالة اغماء ولم يمت فعلاً وبالتالي لم يقم. وأنه إذا قام بعد اليوم الثالث لكان في ذلك إطالة على أتباعه الذين كانوا قد