المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٩

آدم أول إنسان في التاريخ

لا يزال البعض يقولون أن آدم لم يكن أول إنسان، وأنه كان هناك بشر قبله، مع أن الكتاب المقدس أوضح ما يكونه في هذا الأمر: 1- "ودعا آدم اسم امرأته حواء لأنها "أم كل حي" (تك 3 : 20). واضح من المعنى أن آدم لم يرى بشر قبله، أو معاصرين له ولكن ظهروا قبله، وإلا لما قال أن حواء "أم كل حي". مع ملاحظة أن "كل" لا تفيد المجموع فقط، بل الأفراد each ، أي كل إنسان حي يأتي إلى الوجود. 2- "أصُوِّرْتَ قبل الناس، أم أبدئت قبل التلال" (أي 15 : 7). كلمة "الناس" في الأصل العبري "آدم". وقد تعنى طبعا "البشر"، ومع ذلك فلن يكون المعنى قد تغير. كما أن هذا التوازي الشعري بين "قبل الناس" و"قبل التلال" يدل على أنه لم يوجد فاصل زمني بين الحدثين (خمسة أيام فقط وليس ملايين السنين). في الترجمة السبعينية تُرْجِمَ تعبير "قبل الناس" إلى "بروتوس أنثروبون". وهو نفس تعبير "الإنسان الأول" الذي استعمله بولس مرتين في (1 كو 15 : 45 ، 47). بل إن هناك تشابه كثير في اليونانية بين قول أليفاز بحسب السبعي

تفنيد إدعاء الدكتور ماهر صموئيل أننا لا نؤمن بحقائق عن الصلب والقيامة ولكن بالمسيح مصلوبا ومقاما

رغم أن الدكتور ماهر هنا (في الفديو أدناه) يؤكد على ضرورة العلاقة الشخصية مع المسيح، وهذا شيء خطير وهام جدا، إلا أن هذا لا يبرر من ناحية أخرى هجومه الواضح على الحق العقيدي propositional truth .  يدعي الدكتور ماهر، وسط تصفيق حار، أنه لا يؤمن بحقائق عن المسيح، لا يؤمن بصلب المسيح أو قيامته، ولكن بالمسيح المصلوب والمقام. وفي كلامه هنا ما يسمى بمغالطة المأزق المفتعل. فقد خلق مأزق غير موجود في الحقيقة، بأن يجعلك تظن أنك مضطر للإختيار بين الشخص والحقائق المتعلقة به. ولكن لسنا مضطرين لهذا الإختيار. فقد آمنا بشخص من خلال الحقائق المتعلقة به. وهذا يعني أن هناك حقائق موضوعية متعلقة بالشخص، توجد باستقلال عنه، لكن لا يمكن أن يوجد هو بمعزل عن تلك الحقائق المتعلقة بشخصه. فالحق المتعلق بشخص المسيح موضوعي objective truth . وأن يكون لك علاقة بالمسيح هو أن تأخذ في الاعتبار الحقائق المتعلقة بشخصه.  فمثلا، هل هناك من يعرف حقائق عن المسيح دون أن يعرف شخصه ويكون له علاقة شخصية به؟ كثيرون، فالشياطين يؤمنون ويقشعرون. لكن هل يوجد شخص له علاقة شخصية مع المسيح دون أن يعرف عنه بعض الحقائق الجوهرية؟ مستحي

تفنيد إدعاء الدكتور ماهر صموئيل حول الإختيار

في هذا الفديو (أنظر أدناه) للدكتور ماهر عدة أخطاء لاهوتية: أولا خطأ المساواة بين اختيار لله البعض للخلاص، والبعض الآخر للهلاك. تعليم النعمة المُصْلَح لا ينادي بالإختيار المزدوج Double Predestination . بل أن الله اختار البعض للخلاص، وترك البعض الآخر لاختيارهم التمرد عليه. أعطى البعض نعمته. والبعض الآخر أعطاهم عدله. لو أن لله مضطر لإعطاء الجميع نعمته، إذا فالنعمة ليست بعد نعمة، بل استحقاق. نعم، قد يبدو من اختيار الله البعض للخلاص، أنه اختار البعض للهلاك. لكن هذا غير صحيح. الكتاب المقدس لا يقل أبدا أن الله اختار أناس للهلاك. وإن كان قد يبدو هذا أمرا يمكن استنتاجه منطقيا من عقيدة الإختيار للخلاص، إلا أن ما يبدو منطقيا لنا ليس بالضرورة يعبر عن المنطق الإلهي الذي يسمو عن المنطق البشري. نحن لا نُعَقْْلِنُ الإيمان. لكننا نقبله كما هو. ونخضع للإعلان الكتابي الذي يؤكد على كل من سلطان الله في الإختيار وفي نفس الوقت مسئولية الإنسان في رفض الله. أما عن كلام الدكتور ماهر فهو محاولة لعقلنة للإيمان بإخضاعه للمنطق البشري عن طريق إخراج سلطان الله من المعادلة، وجعل الإنسان فقط هو المتحكم في أمر

آفة الكنيسة هم من فرضوا أنفسهم على الخدمة

"لا ينبغي يا إخوتي أن يصير كثيرون منكم معلمين. أنتم تعلمون أننا، نحن المعلمين، سنحاسب حسابا أشد من غيرنا" (يع 3 : 1) (الترجمة العربية المبسطة) آفة الكنيسة منذ نشأتها، هو أن هناك من فرضوا أنفسهم على الخدمة. كان الحال هكذا في أيام الرسل، وربما ازداد سوءا في أيامنا. والآية لا تعنى أبدا، كما يساء فهمها أحيانا، أننا لا ينبغي أن نكثر من الوعظ أو التعليم، فهذا يتناقض مع تحريضات الكتاب في أماكن أخرى (2 تي 4 : 2 ، عب 3 : 13، 10 : 25)، ولا تعني أنه ينبغي أن يكون عدد المُعَلِّمِين قليلين في الكنيسة، بالعكس فما أحوج الكنيسة إلى التعليم والمُعَلِّمِين. بل تعني أنه لا ينبغي أن يفرض أحد نفسه خدمة لم يُدْعَى إليها من الله، ولا سيما خدمة التعليم. ولكن يظل أن عدد قليل من المُعَلِّمِين المدعوين من الله أفضل بما لا يقاس من مُعَلِّمِين كثيرين غير مدعوين من الله ولا يَعْلَمُون ما يُعَلِّمُونَه! ويرى بارنز أن يعقوب كتب هذه الكلمات لأن المهتدين من اليهود كانوا مولعين بمنصب أو مكانة الرابي وقد حملوا هذا الشغف معهم إلى المسيحية. لهذا فيعقوب يحذر كل من يرتغب في هذا الشرف أن ينظر إلى المسؤولية

الآب أيضا بذل إبنه

كثيرا ما يُشَوِّه معارضوا البدلية العقابية هذا التعليم الكتابي بالإدعاء بأن الآب كان غاضبا قاسيا والإبن محبا رحيما، وكأن هناك فصاما أقنوميا. لا ننكر طبعا أن الإبن تحمل غضب الله الآب على الصليب في ساعات الظلمة الرهيبة. لكن من منظور آخر فإن الآب أيضا كان مُحَبِّا مكابدا ثمنا فادحا هناك في الجلجثة؛ فقد "بذل" ابنه الوحيد الحبيب. يقينا لم يتألم الآب أو يمت، بل الإبن فقط هو الذي فعل كل هذه، ولكن لم يحدث كل هذا أيضا دون تكلفة باهظة من الآب أيضا. فليس فقط أن الإبن بذل أو أعطى (didomi) نفسه (غل 1 : 4، 1 تي 2 : 6 ، تي 2 : 14) بل الآب أيضا بذل إبنه (يو 3 : 16). نفس فعل العطاء أو البذل الذي فعله الإبن يُنْسب إلى الآب. ولم يكن الإبن فقط هو الذي قَدَّم أو أَسْلَمَ (paradidomi) نفسه (غل 2 : 20 ، أف 5 : 2 ، 25) بل الآب أيضا بذل ابنه وقدمه لأجلنا (رو 8 : 32). فذات فعل التسليم أو التقديم الذي فعله الإبن يُعْزَىَ إلى الآب أيضا. لم يتألم الآب آلام الإبن، لكن لا شك أنه تألم على الإبن إذ بذله من أجل خطاة فجار. أما عن كيف يكون الآب ديانا غاضبا وأبا محبا في نفس الوقت، فهذا سر لا أعلمه. لكن يكف

الخلق في التاريخ الفدائي والكتابي

الخلق موضوع من الموضوعات الرئيسية في الكتاب المقدس وفي التاريخ الفدائي بأكمله. وهو لا يقتصر على أيام الخليقة الستة، بل يمتد عبر أجزاء الكتاب المقدس موازيا لموضوع الفداء ومتداخلا معه.  نقرأ في أولى صفحات الوحي "في البدء خلق الله السماوات والأرض". خلق الله الكون والحيوانات والإنسان في ستة أيام طبيعية ورأى أن كل ما عمله وإذ هو حسن جدا. ولكن بسقوط الإنسان ودخول الخطية فسدت الخليقة وتوغل الشر. فجلب الله الطوفان على عالم الفجار قديما حتى كادت الخليقة تُدَمَّر لولا أن نوح وجد نعمة في عيني الرب فأبقاه هو وامرأته وبنيه ونساءهم وبعض المخلوقات الأخرى لإستبقاء حياة. ثم بعد الطوفان مباشرة نرى الخليقة تقريبا تبدأ من جديد. فنجد الله يبارك عالم ما بعد الطوفان بلغة مشابهة جدا للغة الخلق "اثمروا واكثروا واملأوا الأرض ولتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات الأرض .." (تك 9 : 1 -7 مع تك 1 : 28).  ولأن الخليقة الأولى فشلت بسقوط آدم وانتشار الفساد في عالم ما قبل الطوفان، فإن الرب يبدأ في خلق شعبا خاصا بأكمله ليوصيه بطاعته وحفظ وصاياه التي أخفق فيها آدم. فيبدأ الرب بإختياره لإ