المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٢

إذا إنقلبت الأعمدة فالصديق ماذا يفعل؟

لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ. لِدَاوُدَ عَلَى الرَّبِّ تَوَكَّلْتُ. كَيْفَ تَقُولُونَ لِنَفْسِي: [اهْرُبُوا إِلَى جِبَالِكُمْ كَعُصْفُورٍ]؟ لأَنَّهُ هُوَذَا الأَشْرَارُ يَمُدُّونَ الْقَوْسَ. فَوَّقُوا السَّهْمَ فِي الْوَتَرِ لِيَرْمُوا فِي الدُّجَى مُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ. إِذَا انْقَلَبَتِ الأَعْمِدَةُ فَالصِّدِّيقُ مَاذَا يَفْعَلُ؟ اَلرَّبُّ فِي هَيْكَلِ قُدْسِهِ. الرَّبُّ فِي السَّمَاءِ كُرْسِيُّهُ. عَيْنَاهُ تَنْظُرَانِ. أَجْفَانُهُ تَمْتَحِنُ بَنِي آدَمَ. الرَّبُّ يَمْتَحِنُ الصِّدِّيقَ. أَمَّا الشِّرِّيرُ وَمُحِبُّ الظُّلْمِ فَتُبْغِضُهُ نَفْسُهُ. يُمْطِرُ عَلَى الأَشْرَارِ فِخَاخاً نَاراً وَكِبْرِيتاً وَرِيحَ السَّمُومِ نَصِيبَ كَأْسِهِمْ. لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ. الْمُسْتَقِيمُ يُبْصِرُ وَجْهَهُ. (مزمور 11) لا نعرف بالضبط المناسبة التي كتب فيها داود هذا المزمور، فالبعض يقول أنه كُتب عندما كان في البلاط الملكي ونصحه البعض بالهروب إلي مكان آمن، والبعض الآخر يظن أن داود تمخض بهذه الكلمات بسبب ما حدث معه في برية زيف (1 صم 23 : 14 – 23). وأي كا

كالب بن يفنة .. روح أخري ومصير آخر

  وَأَمَّا عَبْدِي كَالِبُ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَتْ مَعَهُ رُوحٌ أُخْرَى وَقَدِ اتَّبَعَنِي تَمَاماً أُدْخِلُهُ إِلى الأَرْضِ التِي ذَهَبَ إِليْهَا وَزَرْعُهُ يَرِثُهَا. (عدد 14 : 24) كان كالب في ذلك الوقت الذي عاد فيه من رحلة التجسس كهلا في الأربعين من عمره ، وبدلا من أن نراه متعثرا في مواجهة أزمة منتصف العمر ، وإذ بنا نجده بطلا يتحدي بإيمانه الثابت كل ما وقف في طريقه. فقد تحدي المنظور وصدق الوعد بدخول الأرض الموعودة رغم ضخامة الأعداء وحصانة مدنهم. تحدي أيضا كذب الجواسيس ولم ينساق وراء ذلك بل أصر أن يشهد بالحقيقة ويبث روح الإيمان في قلوب الشعب. وتحدي أيضا تهديدات الشعب برجمه فلا نقرأ أنه تحرك له ساكنا أمام ذلك الترويع. بل وحتي عندما أصبح إبن خمس وثمانين سنة كنا نظن أنه سيتقاعد روحيا إلا أننا نفاجئ من جديد بتلك الروح البطولية التي لم تشيخ ولم توهنها السنين ، بل بالحري أزادتها توقعا وإيمانا ، فنجده لازال متشددا ولديه القوة علي الحرب. فقد كان كالب إسما علي مسمي ، فالإسم مستمد من شراسة الكلب وشجاعته البطولية التي يبديها أثناء دفاعه عن أصدقاءه إذا ما داهمتهم المخاطر ،

لكنه يعطي نعمة أعظم

مِنْ أَيْنَ الْحُرُوبُ وَالْخُصُومَاتُ بَيْنَكُمْ؟ أَلَيْسَتْ مِنْ هُنَا: مِنْ لَذَّاتِكُمُ الْمُحَارِبَةِ فِي أَعْضَائِكُمْ؟ تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ. تَقْتُلُونَ وَتَحْسِدُونَ وَلَسْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنَالُوا. تُخَاصِمُونَ وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ. تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيًّا لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ. أَيُّهَا الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ. أَمْ تَظُنُّونَ أَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ بَاطِلاً: الرُّوحُ الَّذِي حَلَّ فِينَا يَشْتَاقُ إِلَى الْحَسَدِ؟ وَلكِنَّهُ يُعْطِي نِعْمَةً أَعْظَمَ . لِذلِكَ يَقُولُ:«يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً». فَاخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ،

أربعة أعمدة في رحلة قديس

شخصية يعقوب هي من أكثر شخصيات الكتاب المقدس التي دائما ما نعشر نحوها بالتعاطف والتشابه ، وذلك بسبب ضعفاته ونقائصه ومحبة الرب له بالرغم من ذلك. وبينما نري إبراهيم يحلق في سماء الإيمان إلا أننا نري يعقوب يممشي متثاقلا علي أرض الضعفات والأزمات. والكثيرين منا يرون أنفسهم في يعقوب بضيقاته وضعفاته وأزماته الكثيرة. ولذلك فمن المفيد أن نتأمل في أربعة مشاهد من حياة يعقوب تعرض فيها لأربع أزمات ، وفي كل مرة تعامل معه الرب بنعمة غنية ،   فكان ينصب عمودا تقديرا وتذكارا لتعاملات الرب معه. نصب يعقوب أربعة أعمدة في رحلة هروبه من بيت أبيه وعودته إليه ، وهذه الأعمدة تشيير إلي ربعة محطات رئيسية في حياته تعلم فيها دروسا هامة ، وفي كل مرة كان ينصب عمودا يذكره بما تعلمه وبالتغيير الذي طرأ عليه. 1- عمود الخلاص (تك 28 : 18) يضطر يعقوب المدلل الذي كان يحب حياة المنزل (تك 25 : 30) للهروب من بيت أبيه بسبب خوفه من بطش عيسو أخيه ،  فيينتهي به الحال شريدا غريبا في البرية ، بل ووحيدا ليس له رفيق سوي العصا التي في يده ، ليواجه أخطار البرية من لصوص ووحوش ضارية ، بلا منقذ ، وربما أيضا بدون ما يكفي من