المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٢

تاريخية الأصحاحات الإحدى عشر الأولى من سفر التكوين

 

كيف تقرأ إنجيل متى

  تقسيم السفر وخط سيره على خلاف الإنجيلين الإزائيبن الآخرين، مرقس ولوقا، اللذان يرتبا إنجليهما تاريخيًا، يرتب متى تفاصيل أحداث حياة المسيح في إنجيله ترتيبًا حسب الموضوعات. ومع ذلك يظل هناك ترتيب تاريخي عام تسير فيه الأحداث؛ سلسة النسب، الميلاد، المعمودية، الخدمة في الجليل، الرحلة إلى أورشليم، المحاكمة، الصلب، وأخيرًا القيامة . ليس فقط أن إنجيل متى يتميز عن الإنجيلين الإزائيين الآخرين في كونه يرتب السفر طبقًا للموضوعات، فهو أكثرهم تنظيمًا أيضًا. ولعل هذا ينبغ من الخلفية المحاسبية لمتى، كجابي ضرائب، والتي قد انعكست بكل وضوح على ما كتبه. وعبقرية متى تكمن في أنه نظم إنجيله طبقًا لأكثر من محور أو إطار. إن الثراء الذي في إنجيل متى يظهر في إمكانية تقسيمه بأكثر من طريقة . أولاً التقسيم الخماسي يمكن تقسيم إنجيل متى إلى خمسة أقسام تبادلية. فمتى يبدأ إنجيله بجزء تأريخي ليتبعه بعظة أو حديث للمسيح يُختم بعبارة "ولما أكمل يسوع هذه الأقوال" (٧ : ٢٨ ، ١١ : ١ ، ١٣ : ٥٣ ، ١٩ : ١، ٢٦ : ١) كعلامة للانتقال من الأقوال إلى أحداث الرواية الإنجيلية مرة أخرى. بحيث أن لدينا ستة أجزاء تاريخية

بعض تعاليم دالاس ويلارد غير الكتابية

أبرزت في مقال سابق كيف أن "دالاس ويلارد يزدري بتعليم النعمة ويهمش الجانب القضائي من الخلاص". هذا الطعن في الجانب القضائي من الخلاص، رغم كونه في حد ذاتي تعليم غير كتابي، يصاحبه من ناحية أخرى تعاليمًا غير كتابية. ذلك لأن اللاهوت منظومة تعليمية إن اختل أحد الجوانب المركزية فيها اختلت باقي الجوانب معها. على سبيل المثال، معروف أن ويلارد هو أحد قطبي حركة التشكيل الروحي الحديثة (جنبًا إلى جنب مع ريتشارد فوستر). هذا التركيز على الجانب الاختباري والسلوكي يأتي بالاتساق مع الطعن في الجانب القضائي من الخلاص. مركزية الاختبار والسلوك بدورهما يؤديان إلى الشمولية وعالمية الخلاص. كل هذا، وأكثر، نجده لدى ويلارد. فيما يلي بعض التعاليم الخطيرة لدالاس ويلارد: الشمولية في العبارة الآتية الصادمة لويلارد، يقول أنك لو تمكنت أن تجد طريق أفضل (من يسوع) فيسكون يسوع أول من يشجعك على أخذها. وإلا فأنت لا إيمان لك به: "إذا تمكنت من إيجاد طريق أفضل، فسيكون يسوع هو أول من يخبرك بأخذها. وإذا كنت لا تصدق ذلك عنه، فأنت ليس لديك إيمان به، لأن ما تقوله حقًا هو أنه سيشجعك على تصديق شيء خاطئ"(كريستيانتي تو

المسيح وليس العقيدة؟

للدكتور ماهر صموئئل بعض العبارات الرنانة التي يضع أمامنا فيها مأزقًا مفتعلاً، يخيرنا فيه بين أمرين لسنا مضطرون للاختيار بينهما. وهو نفس المأزق المفتعل له، ولكنه يقوله بصيغ مختلفة في مناسبات مختلفة. والعبارات التالية هي أمثلة على ذلك: "المسيح بالنسبة لي ليس عقيدة أتبعها لكن شخص يعيش في وأعيش فيه". "أنا لا أؤمن بموت وقيامة المسيح بل بالمسيح الذي مات وقام". "الإنجيل ليس خبر نتناقله لكن قوة الله". "البوذية من غير بوذا بوذية، المسيحية من غير شخص المسيح، ماهياش مسيحية". "المسيح لم يأتي ليخلصنا من الجحيم لكن ليرد لنا إنسانيتنا". مأزق واحد مفتعل بين العقيدة والمسيح، بين التعليم والاختبار، بين العلاقة الشخصية مع المسيح والحقائق المتعلقة به. وبالارتباط مع ذلك هو أيضًا مأزق مفتغل بين: الاختبار والمقام، بين حالتنا ومركزنا في المسيح، بين الخلاص في الحاضر والخلاص الأبدي. الاختبار في تضاد مع العقيدة من ناحية، وفي تضاد مع المقام القضائي الأبدي من ناحية أخرى. إنها نفس الأجندة المضادة للحق الكتابي ولكنه يلونها بألوانًا مختلفة. من يقول لك أن "الم

من هو المؤمن؟

أثارت حفيظتي بعض الأبيات الشعرية التي سمعتها للمرنم هاني روماني والتي يقول فيها: "المؤمن شخص جدع وكريم وأمين ويصون السر. المؤمن قعدته حلوة وينشر خير وقت الشر ... " (فيديو بعنوان شعر لهاني روماني ٢). المشكلة في هذه الكلمات أنها تنطبق على غير المسيحي. فهو يمكن أن يكون جدع وكريم وأمين ويصون السر إلخ دون أن يكون قد سمع عن المسيح. على نفس المنوال، قال الدكتور ماهر صموئيل سابقًا: "لو قلبك ما اتغيرش أنت مش مسيحي أنت مش مؤمن، مش عيب أقولك كده دلوقت بدل ما هو (الرب) يقولها لك على الباب في الأخر، أنت منتمي للكنيسة، للعقائد، للتعليم، بتوعظ، بترنم ... كل ده ممكن، أعرف إزاي قلبي اتغير ولا لأ؟ القداسة، إيه أخبار حياة القداسة؟ عايش في القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب، أنت في علاقة مع المقداسات وليست مع القدوس". المشكلة أيضًا في هذه الكلمات التي تهمش التعليم وتطعن به هو أن مظاهر القداسة موجودة لدى الآخرين. أي طالما أن التعليم غير هام، وطالما أن القداسة هي التي تُعَرِّف المؤمن، إذًا، غير المسيحي يمكن أن يكون مؤمنًا أو مسيحيًا دون أن يدري، أو حتى دون أن يريد، طالما يمارس بعض الصلا

هجوم على الخدام أم خدمة تمييز ... ؟

عندما تقوم بتفنيد تعاليم غير كتابية لأحد الوعاظ، يقولك: ده هجوم على الخدام، تشويه لصورتهم، غِيرة منهم. كل هذا وارد من أي شخص، لكن صدق هذا الادعاء من عدمه يعتمد على الأسلوب. هل هو أسلوب موضوعي أم طريقة بها شخصنة. لكن في الغرب ... يسمون كشف التعاليم غير الكتابية وتعريتها "خدمة تمييز" Discernment Ministry . نعم كشف وتعرية لأنها أكاذيب مختبئة وراء مصطلحات مسيحية. ونعم هو تمييز بين الحق والباطل. بين الإنجيل والأناجيل الأخرى. تمييز بين ما يلمع وبين الذهب الحقيقي. بين تعاليم الرسل الحقيقيون وادعاءات الرسل الكذبة. بين ما يقوله أنبياء الرب وما يدعيه أنبياء البعل. بين المسيح وأضاده. امتحان للأرواح. إن كشف التعاليم الكاذبة إذًا فضيلة وليس رذيلة. خدمة تمييز وليس هجوم. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ. (١ يوحنا ٤: ١) إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً، وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ ا

تعليق على عظة الدكتور ماهر صموئيل "الإنجيل والدين"

استمعت إلى هذه العظة مرتين وأستطيع القول أنه ليس فيها جديد، نفس التعاليم غير الكتابية التي يقولها منذ سنين. وهذه العظة، وإن كان عنوانها هو "الدين والإنجيل"، إلا أنها في الحقيقة طعن في الإنجيل. ولكي لا أطيل سأقدم لك أربعة خيوط في هذا العظة كتلخيص للتعاليم المضادة للإنجيل فيها. أولاً، بها مأزق مفتعل بين العقيدة والمسيح. وهذا هو منهج الدكتور ماهر صموئيل كما اعتدناه منذ سنين. هو دائمًا يخيرك بين الاعتقاد عن المسيح والاتحاد بالمسيح. بين أن يكون لك فكر عنه وأن يكون لك علاقة به. وهذا يتضح من عبارات قالها مثل: "يمكن أن تكون بوذيًا بدون بوذا، ولا يمكن أن تكون مسيحيًا بدون المسيح". "الإنجيل ... ليس قبول تعليم (عن) المسيح، لكن انفتاج القلب لقبول شخص المسيح". "البوذية من غير بوذا بوذية، المسيحية من غير شخص المسيح، ماهياش مسيحية". النتيجة التي يريدك أن تخلص إليها الدكتور ماهر صموئيل هنا، ودون أن يقولها صراحة، هي: طالما أن العقيدة غير هامة لمعرفة المسيح، إذًا، معرفة المسيح يمكن أن تكون متاحة خارج المسيحية. وهذا ما سيتأكد لنا عند مناقشة النقطة الأخيرة. ولكن،

المسيح يعظ في القهوة

صورة
لوحة منتشرة من دير الدومينيكان وعنوانها "المسيح يعظ في القهوة". ولكن تبدو لي وكأنها إعادة بناء reconstruction للوحة "العشاء الأخير" لداڤينشي. توجد مجموعة عن يمين المسيح وأخرى عن يساره، عددهم ١٢، والمسيح يتوسطهم. يتناول الحاضرين أشياء لكنها ليست الخبز والكأس. أشبه بمائدة والطعام ليس فيها مشتركًا أو واحدًا. وما قد يشير هذا إليه من عقائد مختلفة وأساليب حياة أو سلوكيات مختلفة كلها مقبولة في وجود المسيح. اللوحة تشير بأن المسيح يجد مكانه، لا وسط الكنيسة، ولكن فيمن هم خارجها. المسيح ليس واقفًا ليبشر خطاة (فالخطاة لا يوعظون بل يُبشرون)، ولكنه جالسًا ومستريحًا وسطهم ليعظ. إنه مسيح القهوة البلدي. أو قل أنها كنيسة القهوة البلدي. أو أنها مسيحية القهوة البلدي. أرى أن هذه اللوحة مؤسسة على منهج مُعادي للكنيسة المؤسساتية. أي الكنيسة كمؤسسة؛ لها تعاليم ثابتة، وأعضاء ظاهرون (مُعَمَّدُون)، وشيوخ ومُعَلِّمُون يسهرون على نقاوتها، من خلال الوعظ والتعليم والتأديب الكنسي. ناهيك عما يحويه مضمون هذه اللوحة من فكر شمولي يونفيرسالي يشير بأن المسيح يوجد خارج الكنيسة وبالتالي خارج المسيحية. فما

هل يؤمن الدكتور ماهر صموئيل بالبدلية العقابية؟

في الحقيقة لم أسمع عظة "الدين والإنجيل" للدكتور ماهر صموئيل. سأسمعها قريبًا إن شاء الرب. ولكن ... لا أحتاج أن أسمعها لأحكم على ما إذا كان يُعَلِّم بالبدلية العقابية أم لا. فقد سمعت للدكتور ماهر صموئيل ما يكفيني لأؤكد أنه لا يؤمن ولا يُعَلِّم بالبدلية العقابية طبقًا للمفهوم الإنجيلي المصلح. طبعًا الدكتور ماهر صموئيل لا يؤمن بالبدلية العقابية. وقال صراحة أنه لديه ثلاث مشاكل معها (أعتقد أن هذا في حد ذته يكفي ويبقى نوع من حسن النية المفرط لو توقعت إنه يقولك بحصر اللفظ أنه يرفضها أو يجحدها). وبالمناسبة هو لديه مشاكل تقريبا مع كل العقائد الإنجيلية؛ خمس مشاكل مع الكالفينية، وثلاث مشاكل مع الاختيار. وهذا أيضًا في حد ذاته كفيل بأن يخبرك بشئ عن موقفه من البدلية العقابية (أي رفضه للخلاص القضائي واعتناقه للخلاص كتغيير في الحاضر). ولا نستغرب إن كان لديه مشاكل مع التبرير القضائي Forensic حتى ولو لم يقل ذلك صراحة (التبرير القضائي هو إعلان قضائي بواسطة الله أن الخاطئ بار باحتساب بر المسيح له). إذ قام بتبني المفهوم الكاثوليكي للتبرير والمضاد للمفهوم البروتستانتي (عظة التبرير باجتماع الشباب بك

التفسير المتمركز حول الإنسان والتفسير المتمركز حول المسيح

  التفسير المتمركز حول الإنسان man-centered hermaneutic   يرى نفسه مركز كل بطولة أو امتياز في الكتاب المقدس . مثلاً نسمع كثيرًا التفسير بأنه كما هزم داود جليات يريدنا الله أن نهزم كل جليات نقابله. نسمع أيضًا أنه كما لمع وجه موسى في محضر الله يريد الله لنا أن تلمع وجوهنا (روحيًا) عندما نجلس في محضره . لاشك أن هذه تطبيقات صحيحة من منظور ما. لكن مشكلتها أنها متمركزة حول الإنسان. والأصح هو أن نرى الرب يسوع المسيح كإنسان مركزًا لكل بطولة وامتياز روحي في كلمة الله، ونحن كمتحدون به نأكل ونشرب من الخير الروحي الذي له . المسيح هو البطل الحقيقي الذي هزم جليات، سواء كان جليات رمز للشيطان أو الخطية. ونحن الخائفون والمنهزمون الذين وقفوا يشاهدون المعركة من بعيد، لكن من نعمته حُسِبَتْ لنا انتصاراته لأنه يمثلنا وينوب عنا . الرب يسوع المسيح أيضًا هو موسى الحقيقي الذي يحب محضر الله ولا يبرح منه، وهو الذي دائمًا يلمع جمال وجهه الأدبي والروحي. ونحن الخائفين والمرتعدين من غضب الله الذين وقفوا عند أسفل الجبل. لهذا يخبرنا لوقا أنه عندما ظهرا كل من إيليا وموسى مع المسيح كان المسيح وحده هو الذي تغيرت ه

لماذا لا يمكن التوفيق بين شفاعة القديسين والتعاليم المختصة بشخص المسيح وعمله؟

إن تعليم الكنيسة التقليدية بشفاعة القديسين هو أمر لا يمكن التوفيق بينه وبين الحق الكتابي. بل هو ضد جوهر الإيمان المسيحي. ذلك ‏لأنه بمثابة الهجوم على كل من شخص المسيح وكفارته. بكلمات أخرى، فإن التشفع بالقديسين، يطعن في التعليم المختص بشخص ‏المسيح واتحاد الطبيعتين فيه (الكريستولوجي). كما أن التعليم بوساطة القديسين لهو هجوم على تعليم الخلاص (السوتيريولوجي). ‏ من حيث الكريستولوجي، أي التعليم المختص بشخص المسيح وطبيعتيه، المشكلة في شفاعة القديسين مزدوجة. فهي، من ناحية، ‏تطعن في بشرية المسيح، إذ تصوره على أنه إله غاضب أو صارم أو بعيد ولا يمكن الوصول إليه إلا من خلال العذراء الحانية أو ‏القديسين الودعاء. ومن ناحية أخرى، تطعن في ألوهيته إذ تنسب صفات الابن الأزلي، كلي الوجود والقدرة والحكمة، إلى البشر الذين ‏يتم الصلاة إليهم أو التشفع بهم. ذلك لأن الذين يصلون للقديسين يتوقعون أنهم يسمعونهم في أي مكان أو زمان وقادرين على معرفة ‏احتياجاتهم والاستجابة لهم. ‏ والطعن في كل من بشرية المسيح وألوهيته هو طعن في سر الاتحاد الهيبوستاتي العظيم، أي اتحاد الطبيعتين الإلهية والبشرية. وكأن ‏الابن الأزلي لم يتج

موقف المسيح من بعض إظهارات غضب الله في العهد القديم

فضلاً عن أن الرب يسوع المسيح لم يقل أي شئ سلبي على إظهارات غضب الله ودينوناته في العهد القديم. فقد صادق على تلك الدينونات ورأى فيها إنذارًا لغضب إلهي أعظم عندما يأتي لدينونة الأشرار. يقول يسوع عن طوفان نوح: "وكما كانت أيام نوح، كذلك يكون أيضا في مجئ ابن الإنسان. لأنه كما كانوا في الأيام التي قبل الطوفان، يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك، ولم يعلموا حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع، كذلك يكون أيضًا مجئ ابن الإنسان" (مت ٢٤ : ٣٧ – ٣٩). ولعل هذا كان خلفية المشابهة التي عملها بطرس بين هلاك العالم القديم بالماء المخزون، وهلاك العالم الحالي في الدينونة العتيدة بواسطة النار (الطاقة الذرية الكامنة في المادة): "وأما السماوات والأرض الكائنة الآن، فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها، محفوظة للنار إلى يوم الدين وهلاك الناس الفجار" (٢ بط ٣ : ٧). يقول أيضًا عن سدوم وعمورة: "ولكن اليوم الذي فيه خرج لوط من سدوم، أمطر نارًا وكبريتًا من السماء فأهلك الجميع. هكذا يكون في اليوم الذي يُظهر فيه ابن الإنسان" (لو ١٧ : ٢٩ – ٣٠). إن يسوع الذي دان بغضبه المقدس سد

العامل المشترك بين التيارات الصوفية/الروحانية وبين الإلحاد الروحاني

إيه هو العامل المشترك بين التيارات الصوفية/الروحانية اللي بتركز على الخبرة أو الشعور الفردي experience ، وبين اللي قاله سام هاريس الملحد: "ينبغي الفصل بين الروحانية والدين، لأن هناك أناس من كل عقيدة، ومن لا عقيدة لهم، لديهم نفس جذور الاختبارات الروحية" ؟ الاتنين بينكروا الاسخاطولوجي المسيحي مع الفرق في الطريقة. التيارات الصوفية/الروحانية اللي بتركز على التوجه الشعوري الاختباري بتطعن في، أو على الأقل بتهمش، الجانب القضائي الإسخاطولوجي من الخلاص وبتقول إن الخلاص هو تأله، أو اتحاد بحياة المسيح، أو تشكيل روحي بغرض الاتحاد بالإلهي، أو استرداد للإنسانية. وده بيصاحبه في معظم الأحيان طعن صريح في كون الخلاص غفران للخطايا أو تبرير أو هبة الحياة الأبدية. يعني الخلاص، بالنسبة للتيارات الروحانية، حالة حاضرة تتلخص في اختبار فردي وليس خلاص اسخاطولوجي من غضب الله ودينونته الأخيرة. إنكار الجانب الاسخاطولجي القضائي من الخلاص هنا إنكار غير مباشر من خلال نقل التركيز من عليه للاختبار الفردي في الحاضر. ورغم إن إنكار هاريس للإسخاطولوجي المسيحي، اللي هو هنا دينونة الله وقضاءه الأخير، إنكار صريح (لأن

ما معنى اشتراكنا في موت المسيح؟

هناك الكثير من النصوص الكتابية التي تقول أننا مُتنا مع المسيح (رو ٦ : ٨، ١٤ : ٨)، وصُلبنا معه (رو ٦ : ٦، ، غل ٢ : ٢٠)، واشرتكنا في آلامه (رو ٦ : ٦، ، غل ٢ : ٢٠). إلا أن ولا واحد من هذه النصوص يعني أننا اشتركنا في آلامه أو موته الكفاريين. ولكن للأسف فإن دعاة اللاهوت الشرقي يستغلون تمييزًا خطيرًا بين البدلية والنيابية لكي يطعنوا في البدلية العقابية أو الجانب القضائي من الخلاص. فالخلاص لدى هؤلاء شفاء أو تأله، المهم أن ينأوا به بعيدًا عن غفران الخطاية والنجاة من الجحيم. على سبيل المثال، يوجد قول منتشر للأب متى المسكين يُفهم منه أننا اشتركنا في موت المسيح الفدائي الذي أخذ فيه فسادنا: "أن المسيح لم يأخذ الخطية منا ليموت بها عوضًا عنا؛ بل أخذ جسد خطيتنا بعينه، وأمات الخطية الفعلية فيه، ولاشاها منه بموته. فهو لم يمت وحده على الصليب، فنحن كنا فيه علي الصليب ‘مع المسيح صلبت’. ونحن كنا فيه لما مات بالجسد الذي هو جسدنا وأمات الخطية، خطية العمد القاتلة، التي في الجسد الذي هو جسدنا ... ". المشكلة في هذا التعليم في الحقيقة هي مشكلة مزدوجة: أننا اشتركنا في آلام المسيح الكفارية، وأنه أخذ فساد

الطبيعة الثالوثية لله: اختبار مصداقية أي تعليم

الطبيعة الثالوثية لله، حق يتميز به الإيمان المسيحي وحده. وهي بمثابة المحك أو اختبار المصداقية Litmus Test الذي يقوم أو يسقط عليه أي تعليم أو ادعاء. كل تعليم من شأنه تشويه الوحدة الثالوثية والتناغم الثالوثي هو تعليم كاذب. على سبيل المثال: الادعاء الأرميني بأن المسيح مات من أجل جميع البشر (وليس من أجل المختارين بصفة جوهرية)، يفصل الآب عن الابن لكون الابن (طبقًا لادعاءهم) لم يمت فقط عن الذين اختارهم الآب وأعطاهم للابن، بل للجميع بما في ذلك الذين سيهلكون. ويفصل الروح عن الابن أيضًا لأن المسيح مات لأجل الجميع بما في ذلك الذين لم يعمل فيهم الروح القدس عمل التجديد الفعال. الادعاء الشمولي Inclusivism أو العالمي Universalism أيضًا بوجود خلاص خارج المسيحية، يفصل الآب عن الابن، لأنه يجعل الإيمان الواعي بالمسيح غير ضروري. ويفصل الابن عن الروح القدس لأنه (بحسب زعمهم) يمكن لشخص غير مسيحي أن يولد ثانية (بعمل الروح) دون ضرورة أن يؤمن بالمسيح إيمانّا واعيًا. من الجدير بالذكر، أن الأرمينية تقود، لاهوتيًا ومنطقيًا إلى عالمية الخلاص. لهذا سمعنا الهجمة الأخيرة، من واعظ بروتستانتي معروف، على تعليم الاختيار

ما هو العامل المشترك بين أشباه العلوم النفسية، وبين التشكيل الروحي؟

كلاهما مادة خارجة عن الكتاب المقدس وليست موجودة فيه extra-biblical. وكلاهما ينافس كلمة الله من حيث كفايتها لتقديسنا. أشباه العلوم النفسية تدعي لنفسها إمكانية تحريرك من الغضب أو الإدمان .. إلخ. وهي ذات الأمور الحياتية، الخلاصية والتقديسية، التي علمنا بولس أن كلمة الله تكفينا لتحقيقها "كل الكتاب .. نافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً، متأهبًا لكل عمل صالح" (٢ تي ٣ : ١٦). مُدَّعو التشكيل الروحي يُملون عليك تدريبات روحية معينة (كالصلاة التنفسية والعزلة والتقشف) بحجة أنها هامة وحيوية لنمونا وتقديسينا. هل يمكن أن تكون حيوية وخطيرة والكتاب المقدس لم يذكرها؟ غير صحيح لأن "كل ما سبق فكتب كتب لأجل تعليمنا، حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء" (رو ١٥ : ٤). ليس فقط أن أشباه العلوم النفسية والتشكيل الروحي ينافسان الكتاب المقدس في كونه كافيًا للتقديس (وبهذا فهو طعن في سولا سكريبتورا)، بل بهما أمورًا مضادة للحق الكتابي anti-biblical . أشباه العلوم النفسية مؤسسة على صلاح الإنسان وقدرته على مساعدة نفسه، وهدفها إرضاؤه وتحقيق سع

هل موت الصليب هزيمة والقيامة انتصارًا؟

موت الصليب والقيامة جانبان رئيسيان في عمل الفداء الواحد والمتكامل. هو ذات العمل الفدائي ذو الطبيعة الواحدة. إلا أن العلاقة بين جوانب هذا الحق الفدائي الواحد، ولا سيما العلاقة بين الصلب والقيامة، قد يحدث لغطًا في فهمها. فقد يُنظر إلى الصليب نظرة سلبية بينما تُرى القيامة على أنها الجانب الإيجابي من عمل الفداء. سوء فهم وتشويه متعمد حول علاقة موت الصليب بالقيامة عادة ما ننظر إلى الصليب على أنه هزيمة والقيامة على أنها نصرة. فالموت يظل هزيمة في أذهاننا حتى ولو كان هو موت المسيح. كما أن هذه النظرة السلبية إلى الصليب على أنه هزيمة يدعمها من ناحية أخرى سوء فهم لقول بولس "إن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم" (١ كو ١٥ : ١٤ ، ١٧). فضلاً عن ذلك، فإن هذه الظنون يستغلها أصحاب ذوي الأجندات غير الكتابية، مثل الليبراليون ودعاة الأرثوذكسية الشرقية، الذين يهمهم التعظيم من القيامة على حساب الصليب. والسبب في اعطائهم للقيامة مركزية على حساب الصليب هو أن ينأوا بالفداء عن الجانب القضائي منه. أي أن الغرض من الفداء هو التأله والاشتراك في طبيعة القيامة، أكثر منه بدلية المسيح في تحمل عقوبة الموت عنا. ع