المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٣

كيف تقرأ سفر مراثي إرميا

كَيْفَ جَلَسَتْ وَحْدَهَا الْمَدِينَةُ الْكَثِيرَةُ الشَّعْبِ! كَيْفَ صَارَتْ كَأَرْمَلَةٍ الْعَظِيمَةُ فِي الأُمَمِ. السَّيِّدَةُ في الْبُلْدَانِ صَارَتْ تَحْتَ الْجِزْيَةِ! (مراثي ١ : ١) إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ. نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ، قَالَتْ نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُوهُ. (مراثي ٣ : ٢٢ – ٢٤) الخلفية التاريخية واللاهوتية تقع أحداث السفر في أورشليم في الفترة ما بين السبي البابلي ٥٨٦ والعودة منه ٥٣٨ ق. م. وهي ليست أحداث بقدر ما هي توابع لحدث كبير. الحدث هو سقوط أورشليم وهدم سورهما وحرق هيكلها على يد نبوخذ نصر البابلي. وهذا يعني أن الخراب لم يكن خرابًا ماديًا فقط بل خرابًا روحيًا في المقام الأول. فالهيكل منهدم مما يعني أن الرب لم يعد وسط شعبه. والشعب مطرود خارج جنته التي هي أرض الموعد ومكان سكنى الرب. على أن هذا الخراب لم يأتي بغتة على أورشليم. بل تنبأ به إرميا قبل ذلك ولكن قوبلت نبوته وتخذيراته بالرفض بواسطة أهل يهوذا. إن موقف أهل يهوذا يذكرنا بموقف آدم بعد