المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٥

مالتوس ودارون والشيطان

توماس مالتوس اقتصادي معروف في القرن الثامن عشر قام بيصاغة نظرية اقتصادية لتخفيض عدد سكان العالم بإبادتهم نظرا لعدم كفاية الموارد الطبيعية. وادعي في نظريته أنه حدد بالضبط ما هي مشكلة زيادة السكان، فالطعام يتزايد في العالم بصورة حسابية 1 – 2 – 3 – 4 ، بينما يتزايد عدد سكان العالم بصورة هندسية 2 – 4 – 8 – 16 وهكذا. وهذا لم يكن يعني في نظره سوي أمرين: إما أن الإنسان لا يولد إلا ليموت جوعا ، وإما أن يتضاعف طعامه وشرابه بنفس سرعة تضاعف السكان حتي يمكنه البقاء، وبما أن ذلك الأمر الأخير غير ممكن الحدوث فعلي الإنسان أن يتوقف عن التكاثر. وليس ذلك فقط بل إنه ذهب لأبعد من ذلك فقال أن الحل يكمن في ترك الفقراء لكي يموتوا جوعا، لأننا إن وفرنا لهم الطعام لأدي ذلك إلي زيادة أخري في السكان، لهذا كان الجوع المفضي إلي الموت في نظره هو المنظم الوحيد للنسل. ولا شك أن هناك قنطرة فكرية بين كل من داروين ومالتوس. فقد ذكر أنيس منصور صراحة في كتابه الذي اقوم بقراءته الآن "التاريخ أنياب وأظافر" أن داروين تأثر بالنظرية المالتوسية لزيادة السكان بقوله أن البشر في صراع علي لقمة العيش، فالموارد ال

إن كانت الخطايا تتساوي فلماذا لا نرتكب الفواحش؟!

ليس هناك ثمة شك أننا كبشر نري أن هناك درجات من الخطية، فالسرقة أقل شرا من القتل، وهذا الأخير أدني منه لو كان مقترنا بإغتصاب وهكذا. ولكن السؤال الذي يثور هنا: هل تتساوي الخطايا من حيث جسامتها في نظر الله أيضا؟ أم أن هناك من الخطايا ما له ثقل أكثر من غيرها في ميزان عدله؟ وإن كانت الخطايا لا تتضارع لدي الله من جهة وطئتها فماذا عن النصوص الكتابية التي تعلمنا بأن من عثر في واحدة من وصايا الناموس فقد أجرم فيه كله "لأن من حفظ الناموس وإنما عثر في واحدة، فقد صار مجرما في الكل" (يع 2 : 10)؟ قبل أن نشرع في تبيان أن الخطايا لا تتساوي في نظر الرب أيضا، وجب علينا في مستهل بحثنا هنا التأكيد علي أن الخطايا تتعادل في نظر الله من الناحية القضائية باعتبارها جرما سواء صغرت أم كبرت، إذا أنها موجهة أولا وأخيرا ضد قداسته، وهي كسرا لقوانينه وتمردا علي مشيئته. ولا ينبغي لنا أن ننسي أن خطية آدم كانت أمرا أقل فداحة من خطايا كثيرة يرتكبها البشر، إلا أنها كانت كافية لاستحقاقه الموت (وقد مات آدم حقا في اللحظة التي تعدي فيها علي وصية الرب روحيا بإنفصاله عن الله، وجسديا إذ بدأ الموت يعمل في جسده