المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٤

في ذكري ميلاد داروين

من بين كل ما قرأت من أدب السيرة الذاتية لم أري أغرب من هذا الشخص. وكثيرا ما استوقفني لأتأمله ، فكلما رأيت صورة له أخذت أحملق بها ، وكلما وقعت بين يدي معلومة عنه أخذت أتفحصها وأتمعنها. حتي صارت لدي هواية تجميع الأبحاث عنه وعن نظريته. ليس لأني معجب به أو بما يقول ، ولكن لأني لا أستطيع أن أتخيل أن تصل مقاومة الإنسان لله لهذا الحد بأن يلفق الأكاذيب التي يدعي أنها علمية حتي يبرر لنفسه وللآخرين رغبة مقاومة وجود إله رقيب وديان. الأمر الذي كثيرا ما دفعني للحملقة في صوره ودراسة شخصيته لعلي أستطيع أن أشبع فضولي في سبر غوره. وفي كل ما قرأت عنه لم يثر حفظيتي شئ أكثر من هذين الأمرين الذين سأتركهما للقارئ العزيز ليحكم بنفسه إن كان هذا الرجل يستحق أي مصداقية.    ليس صحيحا ما ينشر عن داروين أنه تدارك خطأ نظريته في آخر أيامه مرضه وهو طريح الفراش. والسبب في أننا لا نؤمن بذلك هو أن جميع أبناءه كذبوا هذه القصة. ولا يهمنا إن كان ذلك قد حدث فعلا أم لا فهناك الكثير من الداراوين قبله وبعده. أما عن كونهم كثيريون قبله فهذا يضعه موضع المتهم بالإنتحال لأعمال سابقيه. وهذا هو ما يعتقده البعض فعل

هل يمكن دمج نظرية التطور بالحق الكتابي؟

حضرت ندوة عن الإلحاد بالأمس في مدينتي الإسكندرية واستمعت إلي المتكلم في صبر إلي أن حانت اللحظة التي نفذ فيها هذا الأخير عندما قال أنه لا مانع أن يكون الله قد استخدم آلية التطور في عملية الخلق فرفعت يدي لأبدي الإختلاف بهدوء فيما قيل فلم تتاح لي الفرصة. وتعجبت بيني وبين نفسي متسائلا كيف لأي مؤمن بالكتاب المقدس أن يزاوج النص الإلهي بالهراء الدارويني؟ وما الذي يجبرنا علي ذلك؟ هل خوفنا من العلم أم عدم ثقتنا الكافية في الكتاب المقدس أم كلاهما معا؟ وفي الحقيقة فلا يوجد ما يبرر فعلنا ذلك وهو ما دعاني إلي كتابة هذه السطور القليلة.   "سولا سكريبتورا" (Sola Scriptura)هو الشعار الذي رفعه المصلحين الإنجيلين العظماء قديما في معركتهم ضد السلطان البابوي لتحرير الكتاب المقدس ووضعه في المكانة التي يستحقها كصاحب السلطان المطلق وكالمرجع الوحيد لكل عقيدة وتعليم. وبعد أن كتب لحركة الإصلاح هذا النجاح وخرج الكتاب المقدس من سجنه البابوي وتنفس العالم المسيحي الصعداء من ذلك الطغيان الكنسي الغير مبرر ، دخل الكتاب المقدس معركة جديدة. ولكن هذه المرة ليست ضد الكنيسة بل ضد العلم. ولكي نكون منصفين فإن ال

إله العهد القديم وإله العهد الجديد .. هل هما متناقضان؟

الحروب والإنتقام والعنف في العهد القديم كثيرا ما وقفت حائلا بيننا وبين الصورة المجيدة التي يرسمها العهد الجديد للرب. وإذا ضاهينا الصورة الإلهية التي يرسمها لنا العهد القديم بنظريتها في العهد الجديد لبدت من الوهلة الأولي صعوبة المطابقة بينهما. وليس من الغريب أن نجد أنفسنا نحاول التوفيق بين أشياء عسرة الفهم مثل كيف يأمر يهوه الرب شعبه قديما بمحاربة الأمم الكنعانية وبين الرب يسوع الذي طلب من بطرس أن يرد سيفه إلي غمده. كما أن قول الرب "سمعت أنه قيل عين بعين وسن بسن وأما أنا فأقول لا تقاوموا الشر بالشر" يجعلنا بالضرورة نتساءل هل نسخ الرب التوراة بعظته علي الجبل؟ أم أنه حاول تجميل صورة إله العهد القديم (القاسي) بأن يرسم صورة أجمل له في العهد الجديد؟ مما لا شك فيه أن هناك بعض الإختلافات التي تبدو في ظاهرها كبيرة بين كل ما يعلنه العهد القديم والجديد عن الله ولكنها لا يمكن بأي حال أن تصل إلي مستوي التناقض. ولكن ينبغي أن نضع في أذهاننا أن الإختلافات لا تعني أن هناك تناقضات في الإعلان الإلهي في كلا العهدين. بل إن هذه الإختلافات بينهما وما يترتب علي ذلك من اختلاف في طبيعة الإ